«زمزم» تعلن عن نفسها


 

«زمزم» من حيث المبدأ فعل اصلاحي من داخل الحركة الاسلامية, وحراك لا يزال في اطار المبادرة ولم يصل بعد الى مرحلة التحول الى اطار حزبي يعلن عن نفسه من خلال القنوات القانونية , فالمبادرة لم تحصل على التراخيص اللازمة بعد لتشكيل حزب كغيرها من المبادرات , ومع ذلك لا يزال القائمون على زمزم يصرون على انهم جزء من الحركة الاسلامية تلافيا لتهمة الانشقاق عن الجماعة الام وما يترتب على هذه التهمة من عقوبات تصل حد الفصل من جماعة الاخوان .
لا يريد قادة «زمزم» ان تسبقهم جماعة الاخوان بخطوة باعلان انشقاقهم لاسباب تؤثر على سير عملهم في الشارع وبين العامة كما النخب , فهم يطمحون الى خروج مشرف من عباءة الحركة الاسلامية ولكن ليس مفصولين وانما محتجين ومصلحين , وفي الوقت المناسب لهم وضمن مجموعة كبيرة من المناصرين والمتفقين معهم في الرأي من زعامات الحركة الاسلامية بمن فيهم من عرفوا لسنوات طويلة بالتشدد .
طبخت مبادرة «زمزم»على نار هادئة لفترة تكفي لمعرفة وفهم ما يريده قادتها, وحرصا على عدم التأخير اعلن عن اشهارها رسميا امس السبت , ومع ذلك ما زال (الزمزميون ) يتحدثون عن مبادرة اصلاحية غير انشقاقية ولا يستثنون الحركة الام من الحضور والمشاركة وربما المباركة ايضا , ومما يلفت الانتباه ايضا ان المبادرة الاصلاحية لا تعلن مواصفات معينة للاتباع والانصار اي انها غير مقتصرة على الخارجين عن تعاليم الجماعة الام وانما تضم قائمة طويلة من الاسماء المعروفة من خارج الحركة الاسلامية ومن الليبراليين وحتى من السياسيين المسيحيين المعروفين ,وهذا مؤشر على ان «زمزم « لديها برنامج عملي وسريع وشامل للاصلاح الداخلي ,اي تصويب اخطاء الحركة الاسلامية لا بل واخطاء الاحزاب الاردنية كلها , ناهيك عن انها تحمل فكرا اصلاحيا جديدا ومبتكرا يتعلق برؤيتها المستقبلية للدولة الاردنية الديمقراطية , وقد يسأل سائل عن سبب عدم قيام قادة «زمزم « بعمليتهم الاصلاحية من داخل الحركة الام , ويأتيك الجواب مشفوعا بالأسف من انهم حاولوا مرارا وتكرارا ولكن محاولاتهم باءت بالفشل واصطدمت دائما باصرار صقور الحركة الاسلامية على انهم دائما على حق ,او انهم استمعوا الى القول ولم يتبعوا احسنه .
الخشية الان ان مبادرة «زمزم « بعد تحولها الى حزب سياسي ان لا تتخلص كليا من اخطاء الحركة الاسلامية التي انجبت قادة زمزم وترعرعوا في كنفها لسنوات طويلة فاكتسبوا اخطاءها التي قد لا يرونها اخطاء ,والمهم ان لا يحتكر الخارجون من اسر الحركة الاسلامية الحقيقة كاملة باستمرارهم في تولي قيادة «زمزم» لتصبح العملية برمتها (تلبيس طواقي ) لا حراكا اصلاحيا, فمن بديهيات الفعل الاصلاحي المشاركة والشورى وتناوب السلطة , وجميعها مخاوف مشروعة بالنسبة للمتحمسين لمبادرة «زمزم» الاصلاحية وعلى المبادرين جلي الحقائق كلها, ثم من غير الممكن الابقاء على اسم المبادرة كما كان يوم تكونت جنينا في رحم الحركة الاسلامية, فالاسم «زمزم « مبارك وقد يصلح لمبادرة اصلاحية ,غير انه لا يناسب حزبا سياسيا طموحا في نيته دخول عالم البرلمانات الحزبية ومن ثم الحكومات البرلمانية اكا هذا لا تزال المبادرة الاردنية للبناء «زمزم» قيد النقاش والدراسة وبين ايدي الاردنيين ليقولوا كلمتهم فيها