البخيت رئيس وزراء يبحث عن حقائب وزارية بطريقة البائع المتجول

 


 اخبار البلد- عمر شاهين-   لم أعد مرتاحا لهذا الأسلوب الذي يجريه رئيس الوزراء  في محاولته لتشكيل الحكومة،فهذا ليس إصلاحا سياسيا ، بقدر أنه بعثرة تضعنا في مرحلة تيه، فالانجرار وراء الرأي الشعبي ، بكل أطيافه لن يصل لنتيجة محددة في ظل ظرف صعب جدا.وحساس وحاجة مستعجلة.

 الرئيس يجالس في اليوم أكثر من حزب، ويسعى ،إلى إرضاء الجميع متنقلا من الإخوان المسلمين الى المتقاعدين العسكري، فاتحا كعادته أذنه إلى آلاف الألسن ،ومدعي الخبرة ، وأصحاب النصائح الإعجازية، وهذا سيصنع عنده حالة خلط.

البخيت كان من المقربين من القصر، في الفترة الأخيرة ، واحد أكثر مقدمي النصائح من خبرة رباعية ثلاثية و أمنية وعسكرية وسياسية، وأصر انه اتعظ كثيرا مما جرى معه شخصيا،ودفع ثمنه امنيا ، ويبدوا انه نجح في تخفيف الاحتقانات السابقة وخاصة مع الإسلاميين، لكن يجب أن يكون حازما أكثر من هذا ويعلن بصراحة طاقمه الوزاري، وليقدمه إلى مجلس النواب صاحب الشرعية بالثقة.

على البخيت أن لا يتفاجا إذا رفضت الكثير من القوى السياسية والحزبية، الحقائب الوزارية التي سيقدمها، فعند النصائح ستجد الآلاف وعندما نضع المسؤوليات في رقابهم وتطلب منهم المشاركة بالحلول ، يتهرب أصحاب النصائح، ومع ذلك كل ما يقدم في الجلسات ، والبيانات لا يشرط انه يصلح كحل واقعي فالأردن بلد له مصالح إستراتجية داخلية وخارجية والبخيت يدرك هذا تماما لذا لا يجوز أن نضع الدولة اليوم في عنق الزجاجة، مستغلين ما يحدث في مصر لصناعة حالة استقراء ومطالب بإصلاح فوري وعمليات جراحية للحالتين الاقتصادية والسياسية.

 

في وطن فيه آلاف الوزراء والنواب والبشوات، يصعب بحق أن نخرج برؤية مشتركة  بأسبوع  واحد أو أقل، لتكون وزارات توافقية، وفي حالة مثل الأردن ، يستحيل هذا ، ولكن يصلح بسهولة أن تعلن حكومة إصلاح ، بأسماء وزارية متفق عليها من الحكومات السابقة، من الشرفاء والإصلاحيين والخبراء في عملهم، وتكون هذه خطوة أولى لتأسيس حوار ليس استرضائي للأحزاب أو غيرها، فتقسيم ألاماكن يأتي بعد قانون انتخابي عادل تلحقه انتخابات مبكرة ونزيهة، ليكون المجلس ممثل شرعي لجميع الأطياف في الأردن. والأهم أجراء خطة محكمة لاستيعاب الفقر والغلاء.

لدينا اراء طويلة حول الإصلاح ، ولكني أؤكد إن الشعب الأردني يريد أولا إعادة القيمة الشرائية لرواتبهم، ومحاسبة الفاسدين ومن سرقوا أموال الأردن ،وإيقاف القوانين المتسرعة وعلى رأسها قانون المؤجرين والممستاجرين. وهناك كلام خفي يجب أن يكشف وعلى رأسه صناعة الخوف من قبل صراع المؤسسات .المهم ألا يتعامل الرئيس بأسلوب البائع المتجول الذي يتنقل بين الأماكن ، بل يجب أن يحدد البوصلة ، وتجنب مخاوف محاولة النواب بإعادة الثقة لديهم وحرمان الحكومة البخيت على زلزال 111 ، لتكون حكومة ثابتة وواضحة وبعيدة  عن إرضاء مصطلحات الإعلام بان تكون أبناء حراثين او تجار وغيرها، المهم نتاج الحكومة وليس طريقة صناعتهاوجلب المختصين بحكومة تكنوقراط وليس إرضاء فلم يعد هاك وقت للمجاملات.