النواب...ممثلوا الشعب أم على الشعب

 

النواب ... ممثلوا الشعب ام على الشعب

 

لقد شهدت مدن الاردن من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها اعتصامات عارمة في عهد حكومة سمير الرفاعي وأعوانه مطالبة بالاطاحة به على ما قام به من انجازات كانت معاكسة لما جاء بكتاب التكليف السامي مما أدت الى تردي الحال السياسي والاقتصادي والاجتماعي للأردن, فقد سمعنا الشعارات الرنانة التي طرب على سماعها جميع الاردنيين ومن ضمن هذه الشعارات الطلب والرجاء من جلالة الملك حل مجلس النواب وليد حكومة سمير الرفاعي.

فذهب دولة الرفاعي ورحلت حكومته وجاء كتاب التكليف السامي بتعيين دولة معروف البخيت رئيسا للحكومة, ورغم ذلك استمرت التحركات الوطنية من مواطنين وأحزاب شعبية ونقابيين وتجمعات شبابية بالمسيرات المطالبة بالاصلاح السياسي والاقتصادي,وهذا مطلب شرعي لا غبار عليه لكي لا يقع دولة البخيت بذات الخطأ والفخ الذي أتى على حكومة الرفاعي , ولكن ما يثير الحيرة والاستغراب هو المطالبة أيضا بحل مجلس النواب!!!   

 

انني احمد الله حمدا كثيرا واشكره شكرا جزيلا على مجلس النواب الحالي الذي ساهم وبكل جدارة على الثقة التاريخية التي منحها للرفاعي والتي ساهمت برحيله, فقد تغنى الاردنيون على سماع لحن وأهازيج ال111, ولقد شهدنا المحاولات البائسة التي تراكض عليها النواب لمحاولة اصلاح الخطيئة العظمى وحفظ ماء الوجه على ما اقترفوه بحق الشعب الاردني الكريم بعد قيام كافة اطياف الشعب بالمسيرات المنددة بتلك الحكومة الراحلة ولكن دون جدوى.

 

عندما يقوم ممثل سينمائي او تلفزيوني باقتباس دور شخصية تاريخية او حقيقية موجودة ضمن مدونات التاريخ او على ارض الواقع فإنه يحاول وبكل قدراته ومهاراته الارتقاء الى اعلى المستويات للوصول الى نسخة مشابهة ومطابقة لمن يمثله, لكن الخطيئة العظمى التي قام بها نوابنا الكرام وفي اولى الادوار اسقطتهم كممثلين وكمبارس ايضا مما ادى الى زعزعة الثقة بداخلهم قبل ان تتزعزع فيما بينهم وبين الشخصيات الرئيسية "الشعب", ورأينا ذلك عند قيام احد النواب الافاضل بالطلب من دولة البخيت كسب ثقة الشعب قبل ثقة النواب!!!

 

انا كمواطن اردني قمت وبكل ثقة في تشرين الماضي بمنح ثقتي لأحد المواطنين لكي يمثلني وباقتدار تحت قبة البرلمان للارتقاء بالوطن والمواطن الاردني من خلال القيام بمهام السلطة التشريعية والرقابية على اكمل وجه وباستقلالية تامة عن السلطة التنفيذية , وكانت ثقة المواطنين بمن اختاروا بمثابة تكليف لهم للقيام بمهامهم الدستورية وليس تشريفا لهم فقط, فكانت الطامة الكبرى عندما قام ممثلونا الذين كلفناهم بأعمالنا, بالتمثيل علينا وليس تمثيلنا, وهاهم الآن يطلبون منا ان نمثلهم بمنح الثقة لدولة معروف البخيت.

 

أطال الله في عمر سيدنا ومنجدنا الوحيد أبا الحسين ملبي رغباتنا وحاجاتنا الذي يحمل هموم الوطن والمواطن الاردني على كاهله.

 

المهندس عمر مازن النمري

mr_nimry@hotmail.com