لنرفع قبعاتنا .. لرئيس الفقراء ..!!

في الوقت الذي يرفض فيه رؤساء الدول العربية والاسلامية الكشف عن رواتبهم وأرصدتهم ويطالبون بزيادتها رغم التسهيلات التي يتلقونها إلى جانب دخلهم الشهري وبعض حكامنا صناديقهم في سويسرا مصابة بداء التخمة، في المقابل يتبرع رئيس الأوروغواي خوسيه موخيكا ب (90% ) من راتبه والبالغ (12) ألف دولار لصالح الأعمال الخيرية، ليحصل بذلك على اعتراف دولي وعلى لقب "أفقر رئيس في العالم ولعله بذلك يذكرنا بالخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رغم ان الفارق الزمني بين الاثنين قرابة (1332 سنةميلادية) . 

يعيش خوسيه موخيكا (76 عاماً) رئيس الأوروغواي مع عائلته، في بيت ريفي متواضع جدا وفي لقاءصحفي ، قال موخيكا إن أغلى شيء يملكه سيارته ( الفولكس فاجن) التي تقدر قيمتها بـ1945 دولارا أمريكيا، وأضاف أنه يتلقى راتباً شهريا قدره 12 ألفا و500 دولار، ولكنه يحتفظ لنفسه بمبلغ 1250 دولارا فقط، ويتبرع بالباقي للجمعيات الخيرية والانسانية , نعم سيارة فوكس فاجن بلغة الاردنيين ( عوايه ) عمرها الزمني تجاوز (53) عام فهو لم يشتري سيارة مرسيدس غواصة او جاكوار مثل ما يحصل في بلادنا وعندنا في الاردن تناقلت وسائل اعلام ان احد المسؤولين الكبار اشترى سيارة على نفقة الدولة بمبلغ (180 ألف دينار) وعندما يحاضر في الناس يقول شدوا الاحزمة على البطون . 
ويقول رئيس الاورجواي لوسائل الاعلام إن المبلغ الذي يتركه لنفسه يكفيه ليعيش حياة كريمة بل يجب أن يكفيه خاصة أن العديد من أفراد شعبه يعيشون بأقل من ذلك بكثير وهنا نطرح سؤالا هل يعيش رؤساء حكوماتنا ووزراءنا بالراتب المعاش الذي يتقاضاه مواطنين القطاع العام في الدولة بين (300-600) دينار , نعم يعيشون بشرط ان يكون الرقم بخانة الالاف وليس المئات , وحسب مواقع الكترونية أن رئيس الاورغواي لا يملك حسابات مصرفية ولا ديون، وكل ما يتمناه الرئيس عند انقضاء فترة حكمه هو العيش بسلام في مزرعته مع عائلته , نعم العيش بسلام دون نهب المال العام وسرقة ممتلكات الدولة والاحتفال بالمليون والمليار الجديد , ويشير مؤشر منظمة الشفافية العالمية إلى أن معدل الفساد في الأوروغواي انخفض بشكل كبير خلال ولاية موخيكا، إذ يحتل هذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية المرتبة الثانية في قائمة الدول الأقل فساداً في أمريكا اللاتينية ويقول خوسيه موخيكا إن أهم أمر في القيادة المثالية هو أن تبادر بالقيام بالفعل حتى يسهل على الآخرين تطبيقه , هذه المواقف المؤثرة تذكرنا بالرئيس الفنزويلي تشافيز عندما فتح بوابات قصره الرئاسي بالكامل لايواء العائلات التي شردتهم الامطار الغزيرة التي شهدتها فنزويلا قبل ثلاث سنوات والسؤال هل تفتح قصور الحكام والرؤساء العرب للشعوب في الظروف الطارئة أشك في ذلك لان الشعوب اصلا تجهل مكان وجود هذه القصور الرئاسية والتي تكون مناطق محرمه محليا وعند الدعوة تكون بصك غفران أمني وللاستهلاك الاعلامي ولعلي هنا أرجع الى قصيدة الشاعر الفلسطيني الكبير احمد مطر الذي قال في هذا الخصوص ( على عتبات معاليكم دولتكم عظني الكلب ومات , ثم جاء بي حارس القصر لكي أسجن , بعد ان جاء في التقرير ان كلب السيد الوالي تسمم ) . 

أفعال حكام امريكا اللاتينية تذكرنا بالخليفة العادل الامير الاسطورة عمر بن عبد العزيز زاهد العلماء وعادل الامراء الذي كان متضامنا مطلقا مع شعبه نبراسه العدل والحلم والتكافل والمساواة ، الراشد الخامس ، مجدد القرن الثاني ، كان مضرب المثل في الزهد والصلاح والعدل ، الخليفة العادل ملأ الأرض فيها عدلاً ورد المظالم إلى أصحابها ، وسلك فيها مسلك الخلفاء الراشدين، وأحيا الله به السنن التي تركت ، وقمع به البدع التي انتشرت ومن اقوالة أنثروا القمح فوق رؤوس الجبال حتى لا يقال أن الطير جاعت في ديار المسلمين , ويرى مراقبون انه رغم الفارق الزمني والروحي لكن هناك عودة لمبادي ونهج الخليفة العادل في المناطق اللاتينية الامريكية والتي للاسف تفتقدها وتغيب عن المناطق العربية الاسلامية 

وتطلق الصحافة على خوسيه 'أفقر رئيس في العالم ورئيس الفقراء' بسبب تواضعه المطلق، إذ رغم رئاسته للبلاد، فهو يقيم في منزله المتواضع وكتبت وسائل الاعلام في أمريكا اللاتينية أنه مع اقتراب فصل الشتاء الذي سيكون باردا للغاية في أمريكا الجنوبية، عرض رئيس الأوروغواي خوسيه موخيكا على المصالح الاجتماعية في حكومته استعمال بعض أجنحة القصر الرئاسي في العاصمة مونتفديو لتوفير المأوى للمشردين في حالة عدم كفاية المراكز الموجودة في العاصمة وجاء قراره بعدما اطلع على جميع مراكز الإيواء ونسبة المشردين، وتبين له أن بعض المشردين سيبقون دون مأوى، فقد سبق للرئيس أن احتضن في القصر الرئاسي امرأة وأبناءها المشردين حتى وجدت لهم المصالح الاجتماعية مأوى ويعتبر القصر الرئاسي مبنى فخما بكل المقاييس، واني اجزم صادقا لو ان أمرأة فقيرة طرقت باب احد المسؤولين الكبار لطلب لها قوات الدرك وشرطة النجدة وهنا نتذكر أربعينية الشتاء وارتفاع الغاز الجنوني في عهد حكومة النسور الرشيدة والاحصائيات حتى هذه اللحظه لم تعلن عن عدد المصابين بداء الرشح والانفلونزا والتهاب القصبات بسبب غلاء المحروقات ولا اريد ان اتطرق لتدفئة المدارس الغائبة ومعاناة التلاميذ الصغار جراء هذا الامر , نعم نرفع قبعاتنا عاليا لرئيس الفقراء خوسيه الذي طبق عدل عمر بن العزيز ونرثي حال اوضاع حكامنا في البلاد العربية لاننا نحن العرب والاسلام أولى من هذا النهج العظيم في العدل والاحسان والانسانية لشعوبنا من اميركا اللاتينية ونتمنى ان يكون في ديارنا خوسيه عربي .