مقال / انقلاب
انقلاب
ثمة نظرات غير مفهومة يتم تبادلها ما بين أم العيال والعيال بين الحين والآخر ، و هناك شعور بأجواء مشحونة وأنفس متأهبة ، وثمة طلبات له تنفذ على مضض ، فكاسة الشاي بالنعنع أصبح يراد لها تقديم طلب وانتظار يوم كامل للحصول عليها ، كما أن هناك زفرة تسبق كلمة طيب وماشي وحاضر ، واجتماعات مغلقة للأبناء تتم في غرفة الضيوف ، أفشى له بمضمونها " حمزة " مقابل " شلن " حيث اخبره " حمزة " أن الاجتماعات بسبب المصروف والسهر على التلفزيون وتمديد عمل " الصوبة " للساعة 12 ليلا .
وخوفا من إراقة حليب حمودة أو تخريب تسريحة وجل صابر ، ومنعا لشماتة الجيران ، وتجنبا لجرجرته لحماية الأسرة نتيجة " خماسي " قد يقع على وجه " أم صابر " ، فقد قرر أبو صابر أن يتنحى تماما ونهائيا عن إدارة الشؤون المنزلية فقرر تسليم المصروف إلى أم صابر ، كما قرر الانسحاب والتخلي عن موقعه في غرفة الجلوس وتسليم زمام التحكم بالريموت كنترول إلى أبناءه ، وإحالة الحزام والقايش الى التقاعد ، ورفع شعار " إن كبر أبنك خاويه " والتفاهم السلمي على احتفاظه بلقب " رب الأسرة " وكما هو وارد في دفتر العائلة .
شريطة عدم طبخ المقلوبة بتاتا ، نظرا لإيحاءاتها المفزعة والمرعبة بالنسبة اليه .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com