كوميديا سوداء: الدب الروسي إستيقظ فحذري يا أمريكا!
أنا بوتين… أنا من أيقظ الدب النائم ودعاه للجلوس. أنا بوتين… أنا من أرجع البسمة الى شفاه الروس. أنا بوتين.. طويت صفحة يلتسين ووجهه العبوس. أنا من وقف نداً لأوباما… أنا من جعله قبرة ولعب عليه دور الطاووس.. أنا من تلونت أساطيلي بألوان قوس قزح وشمس الشموس… ودعاني الدفء الى شواطىء طرطوس… لعلى أكتسب سمرة الشرق وألغي الفوارق من القاموس.
نعم زمن الإحباط ولى.. أنا بوتين من يقول ويبادر، أدعو أوباما الى الجولة فيستجيب ويساير، لن تكون بعد اليوم أمريكا سمسار الشرق، وبأرواحه لن تقامر… وداعا لأفغانستان وصربيا، وداعا للعراق وليبيا ولكل هزيمة تكبدناها في الزمن الغابر.. نحن نمتلك المبادرة، نحن أسياد المحاور، ومفاتيح مجلس الأمن في جيوبنا حاضر… إنكفئي يا أمريكا الى داخلك وانحشري.. لن يكون بوسعك الأكلاف لتنتشري… خارج حدودك في البحار والجزر.
قادة هوليود خابت خديعتهم في السينما.. وعليهم أن يغيروا الأسلوب والنغمة، تحويل الهزائم الى ملاحم لم يعد نعمة، فقد مل جمهورهم وانسحب من الضجر والعتمة، مل أسطورة رامبو الذي يرمي ولا يرمى… مل النهايات السعيدة والعظمة…. ونقاط ضعفهم باتت واضحة للأعمى.
أوباما كل يوم يلعن فوكوياما ألف مرة…. بعد أن اطمأن الى تنظيره واستمر…. وصدق أن التاريخ أقفل بابه وأدبر… وأن الروس بعد أن تفككوا لن تقوم لهم قائمة ولا مقراً… ولكن فوكوياما السوري دخل على خط أفكاره وأقلقه حتى توجس شراً.. وعاد الدب الروسي الى الكرم بطولة وقدراً… وندب أوباما كهندي قديم حظه الأعثر… فوقف على باب الكرم بلوعة وحسرة.. بعد أن ضيع تمر العراق… لم ينل من حصرم الشام غير ذكرى.
نعم صحيح أن الدب استيقظ بعد أن نام… وأنه لن يلتفت الى الوراء ويعد الأعوام وأنه يملك مفاتيح الأموروأنه سيد المهام… وهو الآن من يقرر من هم صقور الحرب ومن هم حمائم السلام….لكن إسرائيل هي ترسانة الرعب..ولا أحد يشير اليها بأصابع الإتهام .. فلماذا علينا أن نعلن التوبة ؟؟؟ وهي كل يوم ترتكب فينا أفظع الحرام.