ظهورنا في وجه الحكومة


قال أرسطو ان الموت مع الصدق خير من الحياة مع الكذب , ويقول لينكولين تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت أو بعض الناس كل الوقت ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت , وما جعلني اسوق هذه المقدمة هي القنبلة التي كانت من العيار الثقيل التي أطلقها النائب رائد الخلايلة خلال لقاء عرض البرنامج التنموي لمحافظة الزرقاء بحضور الفريق الوزاري عندها استدار النائب بوجهه الى الناس حيث القاعة المكتظة وقال انني أضع الشعب أمامي وأدير ظهري الى الحكومة لان الحكومة تكذب على الشعب .
الذي جعل النائب الخلايلة يطلق هذه الكلمات أمام ستة وزراء يمثلون مجلس وزاري مصغر هي الوعود البراقة والمواعيد طويلة الاجل التي وضعتها الحكومات الاردنية السابقة والحالية خواتم في اصابع أهالي الزرقاء منذ عشرون عاما , نعم وعدتنا حكومة نادر الذهبي برصد مبلغ (155) مليون دينار لتطوير أحياء جناعة والغويرية والحكومات وعدت بتخليص اهل الزرقاء من أبنية الشطرنج المكتظة من خلال رسم الابتسامة بمشروع مدينة الشرق الذي سرعان ما تحول من مشروع كريم الى مشروع استثماري تحت قبضة السماسرة وتجار البزنس وارتهان رقبة المواطن الغلبان المسكين الى مذبح البنوك الاقراضية التي لا ترحم ,ونفس الحكومة وعدتنا بحل مشكلة الاستملاكات في الرصيفة والمتضررمنها قرابة (100) ألف مواطن وازالة أتربة تلال الفوسفات التي تقدر بعشرات الالاف من الاطنان والمحملة بالغازات المشعه الجاثمة على صدور أبناء الرصيفة لسنوات خلت, نعم معروف البخيت وضع حجر الاساس لمستشفى الزرقاء الحكومي الجديدعلى ان يتم تنفيذه خلال سنتين ورحل البخيت وكرر الذهبي مقولة البخيت وجاء سمير الرفاعي وحفظ درس الاثنين ثم جاء النسور بمجلس وزرائه الى قاعة مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي ووعد بافتتاح المستشفى وبعد حكومتين متتاليتين للنسور يطل علينا وزير صحته ويؤكد ان المستشفى من الصعب تشغيله قبل نهاية العام القادم .
نعم قالوا في موروثنا الشعبي ( ان الكذب ملح الرجال ) وقالوا ( يكفيك شر شاب بغربته وشايب ماتت أجياله ) لقد واكبت عمل الحكومات خلال مسيرتي الصحفية في الزرقاء منذ عام 2005 وكل وزير يهبط على المحافظة يأتي ومعه حزمة من المواعيد يتمخض عنها ولادة عسيرة لورشة او ندوة يتيمة ولم يطل علينا وزير يحول الاقوال الى أفعال وقرارات تثلج صدورنا , فها هي الملفات البيئبة والصحية والتعليمية عالقة تنتظر فرج المخلص ومنها ان نسبة الفقر في الزرقاء 15% وهي المدينة الاكثر تلوثا بيئيا في الاقليم والمملكة وطوال 20 عاما لم تتمكن الحكومات من وضع فلتر هواء على فوهات حارقات مصفاة البترول وها هي منطقة الهاشمية ما زالت تتنفس الامراض والسرطان واذا عرجنا على التعليم فهناك انخفاض نسبة النجاح في الثانوية العامة (1ر44%) مقارنة مع نسبة النجاح على مستوى المملكة (3ر49%) وهناك تدني في الدراسة بسبب الاكتظاظ وهناك ما نسبته 38% من المدارس هي مملوكة لمواطنين وقديمه تناقض سياسة التعليم المعلن والبطالة في الزرقاء تشكل نصيب الاسد على مستوى المملكة بنسبة 19% في ظل ان حجم الصناعات عندنا بنسبة 52% ومع ذلك شباب الزرقاء ينهشهم الفقر وأرهقتهم البطالة.
عند الرجوع الى اللقاء الوزاري لبحث البرامج التنموية أجد ان محافظة الزرقاء لم تكن موفقه بنوعية الحضور مع احترامنا للجميع حيث كنت أتمنى أن استمع الى أستثماريا أو مهندسا أو صناعيا أو خبيرا عرض مشروعا تنمويا يشغل مئات الشباب البائسين والعاطلين عن العمل ولم أجد مشروعا استثماريا طرح يعود بالنفع العام على الناس وان ما طرح عبارة عن مطالب شخصية وأهلية ابرزها حل مشكلة الواجهات والمقاسم العشائرية وعمل مطبات ومنعطفات عند الطرق الخطرة وترفيع المراكز الصحية ومعالجة خطوط المياه وانقطاع المياة ودعم الجمعيات وترفيع الاقضية الى الوية وتركيب الاشارات الضوئية وهناك (100) قضية رصدها وزير البلديات تخص الشأن البلدي ربما يقدر على حلها مدير منطقة فالمطالب التي عرضت خدمية وبعيده كل البعد عن التنموية عداك عن المطالب المكررة وكأننا في حوار طرشان وبعض الحاضرين استغل الفرصه لعرض قضاياه الخاصه من خلال تمرير القصاصات الورقية الى الطاقم الوزاري , يبدو ان قطار الاستثمار يرفض المرور من الزرقاء كون اللقاء بعيد كل البعد عن الجوهر والتوجهات الملكية التي تطالب بتركيز الجهود على تنمية المحافظات وايجاد بيئة استثمارية منافسة وجاذبة للقطاع الخاص المحلي والعربي والاجنبي لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام ولتوفير فرص عمل للاردنيين , نعم اللقاء التنموي في الزرقاء كان خالي من الدسم باستثناء المناسف البلدية التي قدمتها ادارة جامعة الزرقاء للحضور .