متقاعدون وكفاءات مهدوره

بقلم / جمال ابو عبيد

تمر بنا الايام وتمضي ،ـ ونسمع عن قصص للبعض ونعايش البعض الاخر ، عن اهمال وعدم اكتراث للكثير الكثير من الكفاءات البشريه والمبدعين وبمختلف المجالات الذين لا يجدون غير الاهمال والتهميش ، وعدم الاكتراث لما قدموه في سابق ايامهم .
فهؤلاء كانوا على قدر عال من الابداع والعطاء في سالف الايام ، وفي كافة المجالات سواء العلميه او الاداريه او الفنيه او الرياضيه وغيرها من المجالات .

وقد كان يتواجد بدوائرنا ومؤسساتنا الكثير من هذه الكوادر البشريه وبمختلف درجاتهم ووظائفهم ، وكان يشار لهم بالبنان والكفاءه ، وكانوا يعملون بكل جد واجتهاد وبكل نزاهه وحياديه مبتعدين عن المحسوبيه والشلليه وبتطبيق تام للتعليمات والقانون ،
وكانوا وهم على راس عملهم محط انظار رؤسائهم وزملائهم والمراجعين ، والكثير من المتملقين والمنافقين والمصلجيه ولا يخلو الامر من الكثير من الصادقين والمخلصين ، وكانوا في سالف الايام من ذوي الكلمه المسموعه سواء على المستوى الرسمي او الاجتماعي وكانوا يحظون بكل اشكال الترحاب والاحترام ، لما يشكله موقعهم من اهميه واهتمام ، 
 
والايام لا تدوم على حال ، فدوام الحال من المحال ، فعندما يتحرك هذا الكادر البشري من مكانه سواء بالنقل او غيرها تتبدل الاحوال ، وتتبدل المعامله ، ويتغير كل شيء ، حتى اصدقاء واحباب الامس اصبحوا على غير حالهم . 
 
والطامه عندما يحال هذا الكادر البشري على التقاعد ، والذي لم يكن يوما" الا شعلة من النشاط والعمل الدؤوب والعطاء والانجاز ، للا سف لا يجد من مؤ سسته او ادارته الا الاهمال والتهميش ، فهذا الانسان لا ينتظر الكثير من مؤسسته او دائرته سوى كلمة شكر على ما قدم وانجز . 

والذي يحز بالنفس ايضا" ، ان ذهب بزياره الى زملاء الامس في دائرته او مؤسسته يتعامل كغريب عنهم هذا من ناحيه ومن ناحية اخرى يرى ان الفاشلون هم من يتصدرون المشهد . 
 
ان مجتمعنا مليء بالكفاءات المهدوره والمدفونه ، يمكن الاستفاده منهم ، ولا زالوا قادرين على العطاء من المتقاعدين الذين اهملتهم الايام ، ولم يجدوا التقدير اللازم من دوائهم ومجتمعهم .



وأتساءل لماذا لا يوجد لهؤلاء تجمع يجمعهم للاستفاده من خبراتهم بكافة المجالات تحت أي مسمى ( نقابه ، رابطه ، تجمع ....... الخ ) وفي نفس الوقت يفيدوا ويستفيدوا ، ويستفيد المجتمع من هذه الخبرات والكفاءات المدفونه .

هؤلاء لا يطالبون بشيء كثير ولا كبير ولا مستحيل ، هؤلاء لا يطالبون الا بكلمة شكر ، فهم قبلوا بحياتهم ورضوا برواتبهم التقاعديه التي خرجوا بها ، لان هدفهم وهمهم الاول والاخر كان الانجاز والعطاء وخدمة الوطن والمواطن .