معروف المعروف
أكاد أحزن على ( معروف البخيت ) رئيس وزرائنا المكلّف لغاية الآن ..فالرجل أتى للحكم بالمرّتين في ظرفين غير عاديين ..وحكايتي أنا مع هذا الرئيس حكاية مُنعشة لذاكرتي ..فأنا دخلتُ مبنى الرئاسة لأول مرّة في حياتي أيام رئاسته ..وهو أكثر رئيس وزراء رأيته وهو رئيس ..و الأهم من ذلك كله : أنه الرئيس الوحيد الذي حينما كتبتُ عن مشكلة في قريتي ( الكرامة ) جاء وزارها في أوج المشكلة وكانت أول زيارة لقريتي من رئيس وزراء ..
أما لماذا أحزن عليه ..؟؟ فلأنه سيصطدم ثانية بثقافة المجتمع الأردني ..والتي لن ينفع معها كل الاستراتيجيات و الحلول المؤقتة و المتوسطة و الطويلة ..ومشكلتنا مع كل الحكومات أننا ننظر إليها دائما أنها حكومات ( تصريف أعمال ) وليست حكومات باقية ..فما أن تنتهي الحكومة من البوس و التهاني حتى نسأل : متى سترحل ..؟ و البخيت يواجه الآن مشكلة المطالبة بالرحيل حتى قبل مرحلة البوس وقبول التهاني ..
ليس عندي أي آمال كبيرة في أي حكومة أردنية ..لقناعتي أن الحكومات في الآونة الأخيرة تغيّرت من حكومات ( تسيير أعمال ) إلى حكومات ( تسليك أعمال ) أو بمعنى آخر ومن الآخر ( تصبيرة ) ..تصبيرة على ماذا ..؟ لا أعلم ..ولكن بالتأكيد حتى يفرجها الله ..
أيام حكومة البخيت الأولى كُنا نحن الكتّاب الساخرين ..أو أنا على الأقل حتى لا أظلم الآخرين ..لا نُستثنى من الحوار و اللقاءات و النقاشات ..وكل ما أرجوه أن تُعاد إلينا تلك المشاركات :وليس شرطاً لنكتب عن الحكومات و نمدحها ..بل لكي نقول ما عندنا : لأن الكتاب الساخرين هم أكثر الكتاب قُرباً من طبقات الشعب المعنية بالقرارات الشعبية و غير الشعبية ..
يا جماعة الخير ..والله إن حجم شكوى شعبنا نعرفه نحن ..فنحن الخط المفتوح تماماً بيننا وبين الناس : تعالوا و تفرجوا على إيميلاتنا اليومية ..ولكن هذا الخط المفتوح بحاجة إلى أن يُفتح له خط مع أصحاب القرار ..لأننا ومن الآخر بحاجة إلى حكومة يكون موبايلها يحمل ميزة ( المكالمة الجماعية ) ..وكل ما أتمناه أن يكون موبايل حكومة البخيت القادمة من هذا النوع ..وأن تضع كل الشعب الأردني على ( الرقم السوبر ) ..وتخلّينا نرن ونفصل فقط ..لأننا بلا رصيد ..وإن حدث ذلك : فإن هذا بحد ذاته إنجاز في هذه المرحلة ..
وبانتظار المكالمة الجماعية ..ويا رب يكون الموبايل نوكيا آخر موديل