من يُنقذ تلامبذ الزرقاء من براثن الجهل والأمية ..!!

غالبية اولياء الامور من الاباء والامهات ومنذ سنوات غير مرتاحين للعملية التعليمية في مدارس الذكور خاصة تلك الواقعة في قصبة الزرقاء حيث الترهل الاداري والتسرب والعنف المدرسي وبعض الاهالي يتهامسون بأن الاهمال التربوي ممنهج لهجرة التلاميذ من مدارس الحكومة الى مدارس القطاع الخاص واذا سألت عن المدارس فالجميع يقول بالحرف الواحد ( البلد خربانه) والطامة الكبرى ان بعض تلاميذ الصف الثالث والرابع الاساسي في مدارس الزرقاء الحكومية لا يجبدون القراءة والكتابة فهؤلاء التلاميذ موجودين في مدارس حكومية داخل مدينة قريبة من العاصمة عمان وليسوا في مدارس نائية بعيدة عن المركز , ولعل من جملة انهيار التعليم في الزرقاء تتمحور في عدم تأهيل المعلمين والمعلمات وعدم وضع المعلم المناسب في المكان المناسب أي أن يعلم ويدرس وفق تخصص ... وعدم اختيار الإدارات المدرسية الكفؤة بل ما يحدث هو التعيينات وفقاً للمحاباة والتحايز والجوانب السياسية .. وفي السنوات الاخيرة انخرطت الادارات التربوية وتضافرت جهودها في ارضاء الاجهزة الامنية من خلال التركيز على احياء الاحتفالات المبالغ بها تحت مسميات مختلفة دون التركيز على الجانب التعليمي لابل ان هذه الاحتفالات كانت على حساب وجبات التلاميذ من الحصص التعليمية ومدير التربية والمدرسة يركز على الاحتفال ويهمل ويهمش التعليم الاساس في العملية التربوية , وحتى اعداد هذا المقال كان هناك تلاميذ في الصف السابع بالزرقاء لم يكملوا الكتب الدراسية المقررة .

التعليم في مدارس الذكور الاساسية الحكومية بالزرقاء في تراجع وانحطاط مستمر ، ومعظم المدارس خالية من التعليم، ويقول لي معلم في احدى المدارس الاساسية في الزرقاء سبق ان كنت زميل له على مقاعد الدراسة ان نصف المعلمين في هذه المدرسة لا يحللون رواتبهم وغالبيتهم كبار في السن وزهقوا وملوا من التعليم الاساسي وعلى وزارة التربية ان توكل التعليم من الصف الاول وحتى الصف الرابع الى المعلمات كون المرأة اقرب الى هذه المرحلة , فيما يؤكد لنا بعض الاهالي بان المدارس بالزرقاء عبارة عن ( بركس ومضب) للاطفال من الشوارع فيما يجزم ولي امر طالب في الصف الرابع ان دفتر النسخ الخاص بأبنه خلال العام الماضي لم تستخدم منه صفحة واحدة , فيما يقول اخر ان ابنه في الصف السابع وغير حافظ لايام الاسبوع في الانجليزي واخر يقول لنا بان ابنة في الصف السادس غير حافظ لجداول الضرب واخر لا يحفظ الاحرف الابجدية ولا يستطيع قراءة جريدة رغم انه وصل للصف السابع والاف التلاميذ باتوا على وشك السقوط في براثن الجهل والأمية ، جراء جملة من التقصيرات التي تبدأ من إدارات التربية مروراَ بالكادر التربوي وصولاَ إلى ولي الأمر والذي لم يضبط أبنه للالتزام على المواظبة والحضور إلى المدرسة ، فهنالك تراجع للتعليم بشكل ملحوظ في مدارس الذكور ،فالكثير من البنين باتوا تحت خط الأمية..

يصمم تربويون سبق لهم ان خدموا في الزرقاء بأن تدني المستوى التعليمي والتربوي في مدارس الذكور الاساسية يعود إلى أسباب عديدة ، منها عدم وجود إستراتيجية تعليمية أو سياسية صحيحة لوضع منهاج دراسي واحد للتعليم ، لأن ما يدرسه التلاميذ ما هو الاّ عبارة عن مقررات دراسية توليفية ، بالإضافة إلى قصور في المقررات وعدم مواكبتها لتطورات العصر واحتياجات الزمن ... عدم وجود نسبة عالية من المعلمين المؤهلين تأهيلاً جيداً ، وغياب عملية التقييم الصحيح والتقويم المناسب للأدوات المدرسية ، والافتقار إلى المعنيات ووسائل الإيضاح وكذا إلى المباني المدرسية المتكاملة بالإضافة إلى الكثافة الطلابية في معظم المدارس ، إن لم يكن في جلها ، ويؤكد التربويون حول ظاهرة تدني المستوى بأن هناك ضعفاً واضحاً وملحوظاً في إعداد المعلم ، ناهيكم عن محدودية تدريبه وتأهيله أثناء فترة خدمته في حقل التدريس مبينين بأن ظاهرة تسرب الطلاب من مدارسهم ازدادت في الآونة الأخيرة ، وينبغي أن يكون هناك تعاون جاد ما بين المدرسة والأسرة حتى يتم القضاء على هذه الظاهرة
اننا نتوجه الى وزارة التربية أن يختاروا مدرسين المراحل الاساسية بأمانة وبالذات للسنوات الأولى ولكن للأسف الملاحظ بعض الإدارات يهمها إشغال الفراغ بمدرس لهذه المراحل وفي الأخير يؤدي إلى عدم تغيير إي شي في سلوك الطالب التعليمي بحيث يخرج علينا تلاميذ في الصفوف الرابع والخامس لا يعرفوا إخراج الحروف الهجائية لأي كلمة..
نعم الادارات التربوية في الزرقاء لسنوات خلت عانت من الترهل الاداري وتعشعشت في اروقتها الواسطة والمحسوبية وحتى الشللية ونتمنى ان يسعى الوزير الحالي جاهدا لتغيير الواقع التعليمي وإتباع استرايتجية تعليمية من شأنها انتشال واقع التعليم في مدارس المراحل الاساسية لان الواقع الحالي مؤلم ويبشر بمستقبل مظلم لأبناءنا فلذات أكبادنا .



khrishakhaled@yahoo.com