النائب علي السنيد ... والاستعصاء الحكومي ..!!

رياض خلف النوافعه

لم يستطيعوا نوابنا لغاية هذه اللحظة فكّ الشيفرة الحكومية من خلال البحث عن طلاسم رموزها السرية، لكي تفتح السرايا الحكومية أبوابها أمام نواب الأمة، وهم الذين باتوا في مواقف لا يحسدون عليها أمام قواعدهم الشعبية، لا بل يجزم الأغلب من المواطنين أن النواب شركاء في مجزرة رفع الأسعار، لأنهم ساهموا في إعطاء دولة الرئيس الضمانات الكافية ليواصل تماديه على قوت الشعب، بجراءة غير معهودة لم يسبقه من قبل رئيس حكومة، ولا مجلس نيابي ضعيف في تطبيق وصفاته الاقتصادية القاسية بحق الشعب.

ومن يقرأ مقالات النائب الشاب سعادة "علي السنيد" سيجد حجم المكبوتات الدفينة في خلجانه نتيجة الاستعصاء الحكومي تجاه الشعب، والنواب معاً، فقد أغلق دولة الرئيس جميع المنافذ التي يمكن من خلالها أن تخففّ على الشرائح الفقيرة، كالوظائف البسيطة التي لا يمكن أن تقلق خزينة الدولة، ولا تفقدها الهيبة الاقتصادية أمام صندوق النقد الدولي، وغيرها من المشاكل التي تؤرق القطاعات الاقتصادية، والتعليمية، والزراعية في كافة محافظات الوطن، حتى بات النائب ضيفاً ثقيل الظل على الوزراءات، والمؤسسات الحكومية المختلفة نتيجة ما يحمله من متطلبات شعبية عادلة، تمسّ حياتهم اليومية، أو تظلّمات وقعوا فيها نتيجة مزاجية مسئول، أو قسوة متنفذ لا يؤمن بمبدأ العدالة الاجتماعية بين أبناء الوطن.

إذن! تراجيديه حزينة تطوف في قلب النائب الشاب، وهو يشاهد كافة الطرق المؤدية إلى الدوار الرابع أغلقت فعلياً، ليست لا- سمح الله- نتيجة عوامل طبيعية، بل نتيجة استعصاء حكومي، وجراءة غير معهودة تجاوزت كافة الخطوط، وأرهقت الجيوب، وزادت من معاناة الطبقات الاجتماعية، وقلّصت من شعبية مجلس النواب لا بل ذهب البعض من المواطنين إلى حلّه، لأنه بات جزءاً من المشكلة، وشاهد رئيس على المجازر الاقتصادية بحق شعب ذنبه الوحيد أنه طيب، ويحب تراب الوطن، ويذود عنها بكل ما يملك من وسائل دفاعية، وإعلامية.

لا تحزن نائبنا الشاب!، ندرك تماماً أن المجالس النيابية كافة تستأسد في البداية، وسرعان ما تتقهقر نتيجة السياسات الحكومية التي تعتمد على سياسة التباكي، والتلاعب بأرقام العجز الاقتصادي، وأن الوطن مهدد بالضياع، إذا ما قام نواب الأمة بواجبهم الوطني في إعطاء الغطاء الشرعي للحكومة للقيام بجراحة اقتصادية قدّ تكلف المواطن الكثير، وتنعش خزائن الدولة لبرهة من الوقت، فضلاً عن الحوافز الحكومية لكل نائب يدافع عن قراراتها، ويقنع دائرته الانتخابية بجدوى سياساتها.
لا اعتقد سعادة النائب الشاب أن الحكومة قادرة على قراءة المقالات، ولا مشاهدة مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها تدرك تماماً أنها أسقطت من حساباتها الشعب، وأنها باتت حكومة تأزم لا حكومة شعب، بعدما سقطت كافة أوراق التوت، وتعرّت سياساتها القاسية بحق الشعب، الذي تأمّل بها الإصلاح، فوجدها لا تصلح حتى للإصلاح.

أهلا بك "علياً" نائباً، وصحفياً، لأنك من أنبل من انحاز للوطن، مدافعاً عن همومه الوطنية، وسيفاً مسلّطاً على كل فاسداً، أو متنفذاً محاولاً إضعاف الوطن.