قرارات حكومة النسور تهدد بتفجير النظام السياسي من الداخل !!!

الأردنيون اليوم أكثر إيمانا وإصرارا أكثر من أي يوم مضى على ضرورة إحداث إصلاح سياسي الذي يمكن الأردنيين من المشاركة في صنع القرارات التي تتعلق بحياتهم، وعدم ترك الامور لعبدالله النسور ووزرائه الكرتونيين ومن هم تحتهم وفوقهم الذين ينامون ليلهم الطويل يفكرون بالسلعة التالية التي ينبغي رفعها في اليوم التالي. بدأ بأسعار المحروقات وعرجوا على أسعار الكهرباء ثم بدؤوا يلوحون بأسعار الخبز، وها هم تتفتق قريحتهم برفع أسعار سلع"الشباحات والكلاسين" على اعتبار أنها سلع كمالية يمكن للأردنيين أن يسيروا ويسعوا في مناكب الأرض "فارعين دارعين" بدون ملابس داخلية، هل يريد النظام أن يجعل الأردنيين عراة بعد أن فرغ من تجويعهم؟ النظام السياسي الأردني الذي سلم زمام أمره لعبدالله النسور ربما يسعى الى حتفه وتفجير نفسه من الداخل، من خلال هوس هذه الحكومة ورئيسها المبجل في تضييق العيش على الأردنيين.
بعد النكسات التي أصابت مسيرة الديمقراطية في مصر وخذلان الثوار السوريين من قبل أمريكا وروسيا وغيرها من الدول الغربية، مدد النظام الأردني رجليه وبدأت قوى الفساد تتنفس الصعداء وتستعيد قواها، وها نحن نرى تعيينات عمدة عمان وتعيينات جماعة عبدالله النسور في المواقع القيادية، وتعيين المسنين ممن تجاوزوا الثمانين من أعمارهم في مناصب حساسة تتحكم في ادخارات الأردنيين، ناهيك عن توعد بعض رجال الحكم والاستخبارات بالحراك وإمكانية الإجهاض عليه والتلويح والتهديد بحل جماعة الإخوان المسلمين، وتصيد الحراكيين والزج بهم في السجون والمعتقلات.
ما زال النظام السياسي الأردني يعيش أوهاما يعززها شخوص متهورون وقصار النظر من داخل النظام نفسه، يزمجرون بالتهديد والوعيد وكأن الأردنيين يعملون في مزارعهم وعزبهم، ويزينون للقيادة الأوضاع على الساحة الداخلية، ولا أعلم كيف تتفتق عبقرية رجال الدولة الأردنية في هذه الأوقات المحلية والإقليمية العصيبة عن فكرة شيطانية مثل رفع أسعار الملابس الداخلية لتضيف الى مشقة الأردنيين ومعاناتهم، والتي ربما تفجر مسيرات صاخبة في الأيام المقبلة تحمل عناوين مثل "مسيرة الكلاسين" أو" مسيرة الشباحات". نقول لقيادة النظام إن الدكتور النسور رجل ليس جريئا ولكنه متهور وخطير، وليس لديه نظرة شمولية لكافة الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية .الدكتور النسور ينظر لإدارة الدولة الأردنية من منظور مالي فقط، ويسعى لأن يترك بصمات تتعلق بالموازنة وإيراداتها ونفقاتها متجاهلا العذابات والآلام التي يتكبدها الأردنيون والأسر الأردنية في تدبير قوت يومهم وأجرة بيوتهم، وأقساط مدارس وجامعات أبنائهم، وها هو رئيس وزرائنا المبجل يضيف معاناة جديدة تتعلق بتدبير ملابسنا التي سترتفع أسعارها بمعدلات تفوق 25%-30%. ننصح قيادة النظام بأن تتوقف قليلا وتستدرك احتواء الغضب الشعبي المتنامي قبل فوات الأوان ووقوع الفأس في الرأس.
 
بقلم:د.أنيس خصاونة