سجون صدام حسين وسجون العراق الجديد


خالد أبو الخير
الاكاذيب التي سيقت لتبرير الاطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين اكثر من ان تعد وتحصى، اطقلها معارضون لا يتصفون بادنى وطنية واخلاقية وحبكتها منظمات غربية كانت تتعطش لما يدين النظام العراقي السابق.
واحدة من ابرز هذه الاكاذيب كانت وضع حقوق الانسان في العراق، والتعذيب الرهيب في السجون، والاعدامات بدون محاكمة والقبور الجماعية.
لا اريد ان اقف موقف المدافع عن نظام صدام، فلا شك انه كانت هناك خروقات، لكن ما اعرفه ان احدا لم يعتقل الا وكان بالامكان توكيل محام للدفاع عنه، ويعرف اين هو بالضبط.. في اي سجن، ومن الجهة التي اعتقلته، وتنظم زيارات لاهالي المعتقلين سواء في مرحلة التوقيف أو قضاء المحكومية.
ومن ابرز الاكاذيب كان تصوير سجن ابو غريب باعتباره "الباستيل"، نسبة الى السجن الفرنسي الرهيب، وطبعت كتب بدعم مشبوه لتصوير ان هذا السجن كانت تجري فيه حفلات تعذيب وقتل، والحق ان الصورة مغايرة تماما لهذا الادعاء، فابو غريب كان فقط مكان قضاء محكومية، يصل المحكوم اليه بعد ان يصدر حكم قضائي بشأنه ، ويمضي فترة حكمه في واحد من اقسامه الستة، حياة المسجون، لا تعذيب فيها او عقاب، الا اذا ارتكب ما يوجب ذلك، كتورطه في مشاجرة مع سجناء اخرين او محاولة ادخال ممنوعات، ولم يكن العقاب الا ضربا غير مبرح او مبرح ، وارساله اياماً الى المحجر " الانفرادي"، وهو ذات الاجراء في العديد من الدول.
هذه الصورة تنقلب 180 درجة مع ما يجري في سجون العراق الجديد، حيث تجري في مراكز التوقيف والسجون "اي بعد صدور حكم قضائي بشانهم، اشد واسوأ انواع التعذيب الذي ينتهك انسانية الانسان بل ويدمر هذا الانسان، كاستخدام "الدرلات" في ثقب اجساد المعتقلين الذين يواجه الالاف منهم امكانية الموت تحت سياط المحققين. وزفر آخرون أرواحهم بعد يوم اعتقال من قبل القوات الأمنية، اضافة الى حالات الاغتصاب المسجلة للرجال والنساء.

كما يخطف الناس من الشوارع، باسم الاعتقال العشوائي، ولا يعرف احد اين هم؟ بل ويصعب في هذه الحالة توكيل محام للدفاع عنهم.
بل أن تقرير حقوقي عراقي وصف السجون العراقية بانها "محارق" واروقة اعدام.
كل ذلك يجري تحت مسمى الديمقراطية والحرية التي جلبتها امريكا الى هذا البلد، وفي ظل صمت عالمي ما زال يظن انه تخلص من طاغية اسمه صدام.