السفير الأمريكي يحاضر عن التعليم في الأردن


حمزة منصور (*)

(*) أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي
نشرت بعض صحفنا الأردنية الصادرة يوم الثلاثاء الواقع في الحادي عشر من ذي القعدة لعام ألف وأربعمائة وأربعة وثلاثين، الموافق للسابع عشر من شهر أيلول لعام ألفين وثلاثة عشر أن السفير الأمريكي في عمان ستيوارت جونز سيلقى محاضرة في ملتقى طلال أبو غزالة المعرفي حول البرامج التعليمية في الأردن والمحاضر والمحاضرة والمكان كلها عناوين تبعث على الريبة والاستغراب، فالسفير الأمريكي يحاضر فينا، وفي نظامنا التعليمي، وفي بلدنا !!
قد يكون مفهوماً ومتقبلاً أن يحاضر السفير في النظام التعليمي في بلده، لمن شاء أن يطلع على النظام التعليمي هناك، أو من باب الترويج للمدارس والجامعات الأمريكية كمشاريع استثمارية، كما يفعل المستشارون الاقتصاديون مثلاً، أما أن يحاضر في جمع من الأردنيين عن النظام التعليمي في الأردن فهو أمر يثير الاستغراب والدهشة والاستهجان .
فالحديث عن التعليم في الأردن مسؤولية وزير التربية والتعليم، ووزير التعليم العالي، والقيادات التربوية، ولجنة التوجيه الوطني في مجلس النواب، وأساتذة الجامعات والباحثين فيها، ومراكز الدراسات والبحوث الوطنية، بهدف تسليط الضوء على الواقع التعليمي، وتقويم المسيرة التعليمية، والارتقاء بهذه المهنة الشريفة، مهنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. أما أن يقف سفير دولة نختلف معها الى درجة التناقض في الأهداف والقيم والاتجاهات ، وترتبط هذه الدولة بتحالف كامل وعميق مع دولة الاغتصاب في فلسطين المحتلة، لا تفسير له إلا أنه تدخل في شؤوننا الداخلية، بل في أخص خصوصياتنا، لأن المؤسسة التربوية هي أهم المؤسسات في بناء منظومة القيم والاتجاهات لدى الشعوب. والمحاضرة المقصودة لن تخرج فيما نرى ونقدر عن أهداف الكيان الصهيوني في إحداث اختراق في مناهجنا التربوية، نحو مزيد من التطبيع معه، في الوقت الذي ما زالت مناهجه التربوية والثقافية تقوم على الكراهية والحقد على الفلسطينيين والعرب والمسلمين، وأفعاله على الارض تأتي ترجمة لهذه الثقافة العنصرية ممثلة بالاستيطان، وتدنيس المقدسات، والتنكيل بالشعب الفلسطيني وإعدام مقاوميه بدم بارد .
فمتى يتوقف الدبلوماسيون الأجانب عن التدخل في شؤوننا الداخلية وتجاوز ما تسمح به الأعراف الدبلوماسية ؟