نكبة الضمان من منظور النسور في عام 2048

تحذيرات رئيس الوزراء عبدالله النسور من إفلاس مؤسسة الضمان الاجتماعي بحلول عام 2048 أسالت الكثير من الحبر خلال مناقشات اللجنة النيابية المشتركة "العمل والمالية" لمشروع قرار، ربط التقاعد المبكر بنسبة التضخم، تبعه مزيد من الحبر في الصحف والمواقع المحلية، وسالت معه دموعنا خوفا على أهم المؤسسات الحكومية من جهة، ودموعنا من شدة الضحك على هذا التنبؤ الذي لا أخاله سوى من هاو أمامه مستقبل باهر ربما هناك في دائرة التنبؤات الجوية.
لا أعلم كيف اختار النسور عام 2048 ليضع فيه قمة تجلياته مع عالم الفلك والتنبؤ، ولا أظنه سوى نسي أن يضيف بأن 70 في المئة من الشعب سيفلس هو الآخر بحسب لوغاريتمات النسور الشهيرة، أم أنها نكبة جديدة في القرن الحالي، بعد أن حفظ العالم عن ظهر قلب نكبة القرن العشرين بضياع فلسطين في العام 1948، وهل عساه يتنبأ بـ"نكسة" حكومية في مؤسسة مستقلة أو دائرة مالية كبرى عام 2067.
إن كان أبو العريف لا يعلم أن "الضمان" مفلس من زمان فتلك مصيبة، وإن كان يعلم و(حابب يمزح مع الشعب) فالمصيبة أعظم، أم انه يحاول اعتماد عنصر الإثارة والتشويق في إرجاء الكشف عن الحقيقة المرة إلى الحلقة الأخيرة من المسلسل المكسيكي طويل الأمد، وعلى رأي جارنا العجوز أبو مخلد "معقول النسور ناوي يضل رئيس وزراء لعام 2048".
القاصي والداني يتابع التصريحات التي تخرج من هنا وهناك عن إفلاس مؤسسة الضمان الاجتماعي، وإهدار موجوداته المالية في صفقات يصفها الأردنيون بالمشبوهة، وللعلم أن مؤسسة الضمان تتكون من شقين إداريين شبه مستقلين عن بعضهما، الأول المؤسسة الأم الضمان الاجتماعي، والثاني إدارة صندوق استثمار أموال الضمان الذي يتمتع بصلاحيات تتفوق على "أمه"، وبهذا الخصوص بالذات قال لي مسؤول في المؤسسة مؤخرا أن الضمان الاجتماعي مفلس بجهود إدارة الأموال.
دولته وعلى طريقة البصارات وضع كل خبرته العملية من أجل الوصول إلى نتيجة دقيقة يقنع من خلالها النواب بالعدول عن قرار ربط التقاعد بنسب التضخم، وتحديدا عام 2048، يا رجل (احنا نعيش للسنة الجاية وكثر الله خيرك)، لاسيما في ظل سياسات حكومتك الموقرة.
بنظرة تأملية على المستقبل تشرحها لنا أحلامنا التي لم تخضع حتى اللحظة لضريبة، "يخرج علينا النسور عام 2048 بضفائره وقد اشتعلت شيبا في مقابلة تلفزيونية مسجلة ليبث نبأ رفع الدعم الحكومي عن الهواء الذي نستنشقه، ويفرض مزيدا من الضرائب وذلك في خطوة جريئة كعادته لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة نتيجة إفلاس مؤسسة الضمان"، قد يتحمل الشعب صدمة إفلاس مؤسسة بحجم مؤسسة الضمان التي تضم أموال الأردنيين، لكن لا أظنه سيحتمل تخيل أو حتى مجرد الأحلام والكوابيس باستمرار النسور في منصبه حتى عام 2048.
"مشان الله صحيني يا كرمة العلي قبل ما تغطي أحمد حسن الزعبي"