لقد آن الأوان للتغيير... فقد صمنا دهرا ونهبونا قسرا !!!
لقد آن الأوان للتغيير... فقد صمنا دهرا ونهبونا قسرا !!!
لقد عانى شعبنا الأردني العظيم - عبر عقود خلت - من حكومات "نص كم" تتابعت وتناوبت علينا بالحكم والظلم والقهر في الوقت الذي سيطرت على الساحة جماعات "بلطجة" فاسدة مفسدة تسيّدت على مقدّرات الوطن من خلال توارث وتقاسم للسلطات والمراكز ونهب الثروات بكل صلف وتحقير وتسفيه لمشاعر وأحاسيس وأماني هذا الشعب العظيم.
لقد "حكمونا" عقودا وهم يرفعون شعارات زائفة يدّعون من خلالها بأن كل ما حدث ويحدث كان"بأمر من فوق" حتى طفح الكيل بظلمهم ليأتي جلالة القائد منتصرا لهذا الشعب مبددا كل أكاذيب هولاء "الفسقة" فاتحا الباب أمام تغيير شامل "نأمل أن يكون جلالته" الراعي لهذا "الفجر الجديد" من التغيير حيث بيّن التاريخ ودواليك الأيام أن هولاء ليسوا بأهل لإحداث تغيير نشده وينشده المواطن عهودا وعقودا .
لن تستطيع "هذه الزمرة الفاسدة " من إحداث التغيير الذي نتطلع إليه "ففاقد الشيء لا يعطيه" ، ولن تجني من الشوك العنب ، فكيف لفاسد أن يتحدث عن الأمانة وكيف لفاسق أن يحث على الفضيلة و التقوى.
إن من تسيّدوا علينا بفسادهم - وهم يتوارثون ويتقاسمون السلطة ويقطفون ثمرات الوطن - قد تلوثت دماء طفولتهم حتى أصبح الفساد والإفساد جينة يتوارثونها بعد أن أصم الله قلوبهم وعقولهم عن معاني الإنسانية والبشرية حتى افرزوا لنا جماعات من "بلطجية " القيم والمبادئ والأخلاق لتدنّس شرف وعذرية وكرامة مجتمعنا الأردني وللتتناقل وسائل الإعلام فاضحة "نشاطات إفرازاتهم المتمثلة بأشباه شواذ شارع مكة".
أن ما شهدته تونس الخضراء في ثورة الياسمين وما تشهده مصر الكنانة ضد الفاسدين لن تجعل مجالا للشك بأننا على وشك ثورة - "سوسنة سوداء إسمها بيضاء فعلها " - ضد كل أولئك الذين نهبوا الوطن وجعلوا من فقرائنا "شحّاذ" على أبواب المساجد وفي الطرقات ، ستكون ثورة أردنية - نأمل أن تكون بقيادة هاشمية ممثلة بسيدي جلالة الملك - يتلاحم فيها الشعب والقائد لدحر هولاء الفاسدين.
لن نستسلم لقدرهم ومخططاتهم ، لن يقبل الشعب بعد اليوم بأن تكون هذه الحكومة على شاكلة سابقاتها ويجب أن يحدث التغيير،فلن يقبل أطفالنا وشيبنا وشبابنا بأن تعود عقارب الساعة للوراء ، فقد طفح الكيل بما كان يحدث من فسق سياسي توارث فيه أبناء الذوات للسلطة ومركز التخطيط والإدارة حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه من تخلف اقتصادي وتنموي.
لقد بدأت اسطر مقالتي هذه قبيل إعلان تشكيلة حكومة البخيت الثانية ،ولكني وبكل تجرّد ، فاني اشعر "بإحباط" تخوّفا من أن يعاد سيناريو حكوماتنا السابقة بتشكيلاتها التي تنحسر في دائرة مغلقة أساسها تقاسم السلطات والتوريث بين دولة الرئيس والمعالي والسعادة والعطوفة وأبنائهم وأصهارهم وأحفادهم وأبناء عمومتهم ورفاق الهوى وكأس الغوى وكأن الوطن قد خلى من رجال يستطيعون إدارة شؤون الحكومة بوزاراتها ومؤسساتها.
كم أتمنى أن يكون التغيير جذريا لا أن يكون شكليا ، فتبديل وجوه لن يجدي نفعا " فقد قطعت جهيزة قول كل خطيب" وأصبحت "مؤسسة الحكومة" في مهب الريح بعد أن فقدت هيبتها ومصداقيتها حتى أصبحت الحكومة على مرمى الكتّاب وتجّار القلم !!! .
لقد سبق وان كتبت العديد من المقالات بحق حكومتي الرفاعي الأولى والثانية ، وركّزت على أن مؤسسة الحكومة قد فقدت هيبتها إلى غير رجعة ، وأن ما من رئيس قادم يستطيع السير على نهج أسلافه أبدا ، ومن هذا المنطلق ونظرا لتغير الظروف الإقليمية العربية والدولية فانه يتعين على دولة الرئيس الجديد العمل على إعادة الهيبة والاحترام لمؤسسة الحكومة وإحداث تغيير جذري في مؤسساتها ، تغييرا يقوم على أساس من العدالة وعدم التوريث ومحاربة الفساد بشكل عملي.
إننا وإذ نرحب بحكومة البخيت ترحيبا " حذرا" ، فإننا نتطلع إلى تغيير شامل وعلى كافة الأصعدة ، وإننا نأمل "بأن نرى وجوها جديدة" ذات قدرة وكفاءة ونزاهة تكون قادرة على إدارة المرحلة ،ومن هنا فانه يتعين على دولة الرئيس الجديد أن يفكر مليّا وجليّا قبيل تشكيل حكومته ، وان يراعي تلك المطالب الشعبية والحزبية "والعشائرية" إضافة للتوزيع الجغرافي للمناطق، فالأردن ليست عمان فقط كما يدّعي ويتغنى بعض أصحاب المجتمع المخملي "البائد" بعون الله.
أنني إذ اختتم مقالتي، فإنني اذكّر دولة البخيت بان يكون على قدر من الحكمة والوعي وبان يكون بمستوى المرحلة –واحسبه كذلك – وعليه أن يعلم بأن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء حيث أن فشله - كما هو سلفه – لن يكون مريحا لمستقبل نخشى أن لا تتدهور فيه الأمور إلى نتائج يستغلها "البعض" ممن يقبعون تحت أجنّدة غير وطنية "وهم قلة والحمد لله لكن تأثيرهم وتشويشهم كبير وبكل أسف".
إن الأيام المقبلة ستبيّن لنا معالم خريطة طريق رئيس الوزراء الجديد ، وإنني أتمنى أن يفهم دولته الرسالة جيدا لان المواطن الأردني اليوم هو ليس ذاك المواطن قبيل تشكيل حكومة الرفاعي الأولى وثورتي الياسمين واللوتس ، فقد تغيّر هذه المواطن وكسر حاجز الخوف والتردد وحزم حقائبه نحو التحرر من أولئك الفاسدين المفسدين الذين نهبوا الأرض والعرض وذرّات الثرى وهم يوهمون السذّج منّا بأن " الأمر من فوق " وهم كاذبون حتى أعلنها جلالة الملك مدوية من فوق رؤوسهم العفنة.
لقد كانت كلمات جلالته بمثابة "فك طوق وحصار" تملّك رقاب الكثير من الأردنيين ممن كانوا يصدقون أكاذيب أباطرة المال وهوامير الظلام ممن باعوا واشتروا بمقدرات وأموال الوطن قصورا ومارسوا فيها مجونا وفسوقا وفجورا.
إنني إذ اسطّر كلماتي هذه فإنني أتمنى أن لا تخيب آمال وأماني الشعب عند الإعلان عن تشكيل حكومة البخيت الثانية ، فلا نريد أن "نفطر على بصلة" بعد أن كان صيامنا " دهرا" على تمرة لتعلن تشكيلة الحكومة الجديدة ونجدها كمن "تمخض ليلد فارا ودمتم.
Thabetan2008@yahoo.com