الجنرال عمر سليمان رجل الاستقرار
اخبار البلد : القدس-ترجمة فلسطين برس-كتب سمدار بيري ليديعوت- في خضم التقارير الصحفية من ميدان التحرير في القاهرة، والتهديدات والشتائم على رأس الرئيس مبارك، وإنذار البيت الابيض بأن يغادر الآن وفورا، وفي مقابلة ذلك معارك صد البلطجية الذين تم ارسالهم الى الميدان باسم السلطة، دُفع موضوع واحد فقط الى الهامش ألا وهو الوضع الصحي لـ "الرئيس" ابن الثانية والثمانين. فمبارك بحسب معلومات حديثة، مريض بسرطان القلب مرضا خطرا. ومدة بقائه حيا لا تضمن ان يبلغ الى ما وراء نهاية ولايته الرسمية في أيلول وهو عالم بوضعه.
"هذا هو الموضوع الوحيد الذي لا يتحدثون عنه في الأحاديث المغلقة مع "الجنرال""، يقول اسرائيلي جمع عشرات الساعات في العمل مع الجنرال عمر سليمان، في المكتب الواسع في مقر المخابرات المصرية في حي مصر الجديدة في القاهرة. "حاولنا أن نتحسس، وطرحنا اسئلة مباشرة وانتقلنا الى الغوامض. لكن سليمان، وهو حاد وذكي جدا وسريع الرد مهما حاولتَ ان تقترب من هذا الشأن لن تحصل منه على جواب".
من المحقق ان سليمان يدرك ان وضع مبارك يجب ان يقلقنا ايضا.
"سمعنا منه ذات مرة ملاحظة توبيخ، وفي مرة اخرى تهربا وفهمنا انه يجب ان نترك النبش وأن نبحث عن قنوات اخرى للفحص عن هذا الموضوع". تقول المعلومات ان مبارك يتلقى "علاجا طبيا خاصا مخصصا للزعماء فقط" من فريق طبي ملازم له.
سيكون سليمان كما بدا الامر أمس صباحا وجه مصر المعلن في الطريق الى المنافسة في ولاية الرئاسة القادمة. فاذا اجتاز النظام الاضطرابات فسيُغير مجلس الشعب وجهه وتحصل المعارضة على موطيء قدم ويتم تليين قوانين الطواريء. لن يمضي مبارك لكن سليمان سيخرج من وراء الستار. بدأ أمس حوارا مع حزب الوفد، وأرسل رجل الاعمال نجيب ساويرس لاجراء محادثات سرية مع حبات الجوز الصلبة لشق المعارضة.
وجه سليمان معروف لكن صوته الهادر قد سُمع في اوقات متباعدة فقط. إن جميع الاسرائيليين الذين حادثناهم هذا الاسبوع عن سليمان اشترطوا شرطا صريحا وهو ألا تُذكر أسماؤهم انهم قدموا معلومات. فهذه كلمة ثقة بذلوها لـ "الجنرال" المصري، رئيس اجهزة المخابرات القديم الذي تم تعيينه هذا الاسبوع وريث الرئيس مبارك الرسمي ربما على نحو مؤقت فقط.
انه شخصية آسِرة"، يقول أحد مُجري الحوار معه. "انه قبل كل شيء وطني مصري، ومخلص كالصخرة لمبارك". يقضي عليه منصب النائب، في واقع مصر السياسي في العصر الحديث، أن يظل في ظل "الرئيس". لكن سليمان، الذي تم انتخابه بعد ثلاثين سنة من التلعثم والتهرب من قبل مبارك الذي قال "لم أجد بعد المرشح المناسب"، رُمي به سريعا الى عين العاصفة. مصير مبارك غامض ويضغط الامريكيون من اجل "التغيير". وتريد الجماعة الدولية إخماد الحريق قبل ان تحترق مصر كلها وإبعاد "الرئيس". لا توجد شخصية اخرى في الميدان سوى سليمان.
يجب عليه حتى قبل ان تهدأ الاضطرابات ان يُجري حوارا مع من يبغضهم من أعداء النظام الذين لا ينوون ان يتركوا مبارك وشأنه ألا وهم الاخوان المسلمون. "ألقى علي الرئيس أن أُجري حوارا مع جميع القوى السياسية في مصر"، أعلن سليمان يوم الاثنين ليلا. وهو لم يذكر اسم حركة الاخوان المسلمين الصريح على عمد وهو الذي يطاردها منذ سنين بلا حساب، ويرسل أعضاءها الى السجون ويوثق نتائج التحقيقات في الذاكرة. قال ضياء رشوان، وهو أحد قادة الحركة انه مستعد للجلوس الى مائدة التفاوض لكنه يشترط شرطين: بعد ان يغادر مبارك مصر فقط وبشرط أن يعد سليمان سلفا "بألا يعاملنا باستخفاف كما يعامل ناسه حماس في غزة".
يستعيد كلايتون سويشر من صحيفة "ميدل إيست انستيتيوت" تجربة مرت عليه في مقر قيادة المخابرات المصرية، عندما حاول أن يجر "الجنرال" الى محادثة عميقة عن الحركة الاسلامية: "الكلمات الشديدة التي أسمعني سليمان إياها (قبل سنتين) جعلتني أُسقط قطعة البسكويت التي أمسكت بها. فهو يبغض إدماج الاسلام في السياسة، ولم يخجل قط من ان يقول للادارة الامريكية – في كل مستوى – كيف يجب معاملة الاخوان المسلمين وأشباههم".
وفي فرصة اخرى في 2002، عندما كانت وكالة الاستخبارات الامريكية الـ سي.آي.ايه على ثقة بأن الجنود نجحوا بالقضاء على المصري أيمن الظواهري، نائب ابن لادن، وأمسكوا برأسه المقطوع، نُقل طلب الى الاستخبارات في القاهرة ان تحصل على عينة دي.ان.ايه من شقيق الظواهري المسجون في مصر. ما المشكلة، أجاب سليمان، لا يُحتاج الى عينة، سنقطع ذراع الشقيق ونرسلها اليكم. وهكذا سيكون تعيينه للمنصب الجديد رسالة شديدة اللهجة صارمة الى الاسلاميين تقول لا تحلموا بأن أسير في اتجاهكم. وهذا هو السبب الذي جعل حماس في غزة ترى سليمان وسيطا غير نزيه وعقبة أمام المصالحة مع السلطة الفلسطينية.
قال اسرائيلي يعرف سليمان جيدا هذا الاسبوع: "من معرفتي به أرى انه سيجلس الى الشيطان ايضا. لكنه سيُدير ويوجه ويداور ويخرج العصير منهم. انه لا ينوي أن يُريحهم. انه يرتاب بالاسلاميين ويراهم خطرا على مصر، ويُسميهم كذابين لا يفهمون سوى القوة، ومن المؤكد ان آيات الله في ايران يستعملونهم".
الجنرال يبرز للنور
خرج الدكتور طارق حميد وهو رجل اعمال ثري مقرب من مبارك و"الجنرال"، في ظهيرة أول أمس الى ميدان التحرير، في ذروة المواجهة العنيفة بين أنصار مبارك ومعارضيه. وعندما عاد، بعد ان تلقى ضربات من جماعة بلطجية، هاتفني ليُقاسمني استنتاجه القاطع: "مع كل الأسف، يجب ان يمضي مبارك في أسرع وقت. فكلما تحصن أصبح عقبة بالنسبة لعمر سليمان. واذا استمر على العناد فسيعوق سليمان عن أخذ زمام الامور في يديه. ما تزال المعارضة لم تُشر الى سليمان بالسوء، وهو يحظى لديهم باحترام لانه لم يكن مشاركا في جرثومة الفساد وعلاقة المال بالسلطة. لا أريد أن أفكر في امكانية ان تحترق مصر وأن يُبعدوهما معا أو يُضطرا الى الهرب. ليس الامريكيون مستعدين حتى لأن يبقى مبارك في منصب رئيس دمية. فهم يريدون سليمان ومستعدون لمساعدته. يُفضل أن يتخلى مبارك ليستطيع سليمان البدء في التشمير".
تشير وثائق جديدة لـ "ويكيليكس" الى ان سليمان كان الوريث في التفضيل الثاني من جهة مبارك بعد ابن "الرئيس" جمال الذي اختفت آثاره هذا الاسبوع في لندن. أُرسل السفير الامريكي في القاهرة، فرانسيس ريكاردوني، ليجمع في 2006 لوزارة الدفاع الامريكية مواد عن جمال وعن سليمان، وليُبين احتمالات مرشحين آخرين لولاية الرئاسة وهذا ما كتبه: "إن وراثة السلطة تشبه فيلا داخل السياسة المصرية. لا أُقدر ان يكون جمال هو الوريث لانه بلا ماض عسكري. يؤمن كثيرون ممن تحدثنا معهم في القاهرة انه برغم تمسك مبارك الوالد بجمال فان سليمان هو الذي سيأتي بعد مبارك، وعلى كل حال، سيلعب دورا حاسما في كل اجراء وراثة". ويضيف السفير ملاحظة ايضا: "يُصر صديق لسليمان في ظاهر الامر على مسامعنا على ان سليمان يبغض فكرة "تمليك" جمال مبارك".
تحت عنوان "كونسلييري" كما في المافيا الايطالية يُقدم السفير الامريكي تقريرا لواشنطن يقول: "لا يقين عند أحد في مصر فيمن سيحل محل مبارك وكيف سيحدث ذلك. يبدو مبارك كمن يعتمد على اجهزته الامنية وعلى الاستخبارات، وكل من سيتم انتخابه، الابن جمال أو الجنرال سليمان أو الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أو ضابط عسكري يستلونه فجأة، سيكون أضعف من مبارك. سيكون عليه ان يُثبت نظامه ولهذا سيتخذ سياسة معادية لامريكا ومعادية لاسرائيل كي يُهديء الشارع". وهنا يضيف السفير ملاحظة تحذير: "قد يُرسل الرئيس القادم لمصر "غصن زيتون" الى الاخوان المسلمين في اشهر ولايته الاولى، الى ان يشعر بأنه مستقر في مكانه. وكما فعل سلف مبارك الرئيس أنور السادات بالضبط: فقد قربهم في البداية وزج بهم في السجون في نهاية ولايته وقُتل على أيديهم".
إن سليمان ابن الخامسة والسبعين نشأ وترقى داخل الجيش المصري الى ان انتقل الى اجهزة المخابرات. وهو من أبناء قرية "قنا" في جنوب مصر، وابن لعائلة من الطبقة الوسطى – العليا. يقول متحدث اسرائيلي: "في جميع لقاءاتنا طلب مهلة وخرج ليصلي. واذا طال اللقاء فوق المخطط له فقد صلى مرتين. كان يثير الانطباع من جهة وغريبا من جهة اخرى، بعد الكلمات الشديدة التي سمعناها منه عن الاخوان المسلمين".
في سن التاسعة عشرة انضم الى معهد عسكري في القاهرة، وجُند للجيش المصري، واجتاز دورة ضباط مدرعات، وأثر في نفوس قادته وأُرسل لاستكمال في المعهد العسكري برونز في الاتحاد السوفييتي. وفي مرحلة ما خرج للدراسة في جامعة عين شمس في القاهرة، ودرس في شيكاغو وعاد الى الجيش وحارب في 1962 في اليمن وفي 1967 في حرب الايام الستة وفي 1973 في حرب يوم الغفران.
نشأت المعرفة بالرئيس مبارك في 1986 عندما أُهبط سليمان لمنصب نائب رئيس المخابرات العسكرية. بعد سبع سنين، في 1993، عيّنه مبارك مديرا لاجهزة المخابرات، وفي 1995 كُشف عن اسمه لاول مرة عندما أنقذ مبارك من محاولة اغتيال في أديس أبابا. "كان يركب مع مبارك في الليموزينا المصفحة" (أصر سليمان على أثر تحذيرات استخبارية بأن ينقلوا جوا سيارة مدرعة من القاهرة)، كما استعاد ذلك هذا الاسبوع شاهد عيان. "كان سليمان متأهبا، ينظر من النافذة، فرأى أنبوب الرشاش وأمر السائق بأن يستدير فورا ويعود الى المطار قبل لحظة من اطلاق النار التي قتلت حراس القافلة". كان مُدبر محاولة الاغتيال هو شوقي الاسلامبولي، شقيق خالد الذي قتل الرئيس السادات.
منذ ذلك اليوم توثقت العلاقات بين "الرئيس"، الذي وثق ثقة كاملة بـ "الجنرال" وأعطاه يدا حرة وصلاحيات كاملة ليوسع مدى نشاط أذرع الاستخبارات. "لكن شخصه أطل على الجمهور في 2001 فقط على أثر عمليات التوأمين"، يقول أحد سفراء اسرائيل السابقين في مصر. "نُشرت فجأة صورة سليمان على نصف الصفحة الاولى من الصحيفة اليومية الرسمية "الأهرام"، وكانت رسالة تقول إن الجنرال يتحول الى نشاط دبلوماسي، وبعثة مكشوفة وسرية باسم مبارك".
أخذ سليمان من وزارة الخارجية المصرية "ملف اسرائيل"، وكان مسؤولا عن العلاقات في القدس وفي الكرياه في تل ابيب. إن صورة "الجاسوس الكبير" مثل سيد مهذب بريطاني ذي شارب، في حلل زرقاء قاتمة، أصبحت حبيبة الى سلسلة طويلة من كبار الشخصيات الاسرائيلية الذين راودوه. فقد كان ثمة رؤساء الموساد و"أمان"، ورؤساء الحكومات ومستشاروهم، ووزراء واعضاء كنيست ويوسي بيلين الذي حصل في جميع مناصبه على باب مفتوح. وقد اهتم سليمان ايضا بأن يُعين في السفارة المصرية في تل ابيب ممثلا دائما يتصرف باستقلال ويُبلغه مباشرة على نحو مواز لتقارير السفير المصري الى وزارة الخارجية في القاهرة. "كل شيء يهمه: السياسة الاسرائيلية، والاقتصاد وشؤون الأمن بطبيعة الامر ومراكز الارهاب العالمية. عنده قدرة مدهشة على استيعاب كميات من المواد. وهو لا ينسى ولا يُهمل"، يقول عنه مُحادث من الكرياه.
بعد مبارك، تلقى سليمان مثل رئيس الاركان المصري سامي عنان ورئيس الحكومة الجديد احمد شفيق، هذا الاسبوع مكالمات هاتفية من واشنطن تقول "يجب أن يمضي الرئيس". تضغط وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون على سليمان "ليفحص عميقا" عن عنف بلطجية النظام على المتظاهرين في الميدان. ولا توفر ادارة اوباما جهودا لبيان الموقف المصمم المواجه للرئيس. فكيف سيترجم سليمان اخلاصه المحتذى لمبارك؟ وماذا سيحدث اليوم في الظهر والمتظاهرون يستعدون لـ "يوم الرحيل"؟ لا شك في ان سليمان يعرف ملاحظة ما يجري ويجب عليه ان يتخذ قرارا مصيريا صعبا. أيُظهر ولاءا لمبارك حتى النهاية أم يقعد في مقعده؟.
تكشف وثيقة اخرى لـ "ويكيليكس" عن سلوك خفي طويل مع الادارة الامريكية. "نحن نعمل على نحو ملازم جدا لسليمان"، كتب السفير الامريكي في 2006 الى نائب وزيرة الخارجية كونداليزا رايس، روبرت زوليك، قُبيل زيارته للقاهرة. "صلاتنا به هي الأفضل والأنجح. ونحن نفكر معا كيف نضائل وزن حماس والحركات الاسلامية. ويعود سليمان ويؤكد لنا: "مصر هي شريكتكم". ويعد بأن تستمر مصر على تزويدنا بالمواد والمعلومات وتجربة متراكمة للاستخبارات المصرية عن شؤون حرجة، وعن لبنان والعراق وعن الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني بطبيعة الامر".
بعد سنة، في 2007، حذّر السفير الامريكي في القاهرة قائلا: "مصر مبارك هي ديكتاتورية تعاني انفصاما، ويصعب على خبرائنا التنبؤ بالمستقبل. لكننا نؤمن بأن ولاية مبارك ستنتهي في 2011. ويزعم صديق سليمان الشخصي على مسامعنا بأنه، أي سليمان، شعر بالاهانة حتى عمق نفسه عندما وعد مبارك بتعيينه نائبا قبل عدة سنين ورجع عن ذلك".
"ليس صهيونيا"
يتذكر اسرائيلي تم ارساله الى مقر قيادة المخابرات المصرية في مصر الجديدة المحادثات الطويلة في شأن اطلاق سراح جلعاد شليط. "كان ذلك موضوعا واضحا للطرفين. أراد سليمان أن يرى هذا الامر وراء ظهره كثيرا. وقد خصص للموضوع جهودا، واستعمل ناسه في غزة وحافظ على صلة بمن يحتاج اليه. قال لنا أكثر من مرة إن له التزاما شخصيا للرئيس أن يُنهي القضية. لكنني اذا أخضعت الامر لامتحان النتيجة فانهم لم ينجحوا في اعادة جلعاد الى البيت. قلت عنده في المكتب: "لا توجد جهة سلبية لم تجلسوا اليها. أنتم تجلسون على أوردتهم. لكن عندنا، النتيجة وحدها في هذه القضية هي التي تقرر".
- والآن، عندما سترتفع مكانة سليمان؟
"في المرحلة الاولى، بحسب سيناريوهاتنا، سيحافظ النظام في مصر على بُعد من اسرائيل كي يستقر. ثمة احتمال ما لتحول اذا قررت حماس في غزة فقط ان تتفضل كي تبتز من سليمان تسهيلات ولا أراه يعطيهم في القريب".
يصف أحد رؤساء الموساد السابقين سليمان بأنه "مصري فخور جدا، ومؤيد قوي للسلام، وليس صهيونيا على أية حال. عالمه مبني على نظرية المؤامرة. فهم دائما ان اسرائيل عامل قوة في الشرق الاوسط، ولهذا يجب ان يكون على صلة بنا، لكونه هو نفسه عامل قوة يبحث عن قوة".
إن علاقات سليمان في اطار امبراطورية الاستخبارات التي بناها تحتضن العالم. إن مراكز اهتمامه المركزية الثلاثة تدل على ما هو المهم لمصر: السودان، بسبب منابع النيل، وواشنطن، كأهم حليفة لمصر، واسرائيل، باعتبارها شريكة استراتيجية يمكن ان يتبادل معها التقديرات والانطباعات في شؤون الارهاب العالمي، والوضع في الدول العربية، والمؤامرات التي تُحاك تحت أنف مصر والازمات الاقتصادية المتوقعة. "ليس فاهما كبيرا للاقتصاد"، كما يشهد متحدث اسرائيلي، "لكنه سيكون ذكيا بما يكفي لتعيين فريق مستشارين وخبراء بشؤون مصر الساخنة: التربية، وحلول العمل، والخدمات الصحية والعلاجية، والرفاه وكل ما يُحتاج اليه لاعادة الشبان من الميادين".
كُشف هذا الاسبوع عن أن قوات الامن وشرطة تفريق المظاهرات قد تدربت قبل ثلاثة اسابيع من الأحداث على سيناريو محاولة انقلاب في القاهرة. انتشرت القوات عند المفترقات، وفي ميدان التحرير ايضا، وأحدقت بمكاتب الحكومة، وفتشت المعدات، وتلقى مستعملو خراطيم الماء لتفريق المظاهرات توجيهات أخيرة. نجح التدريب لكن الامتحان الحقيقي في الميدان أُصيب بفشل ذريع. وسليمان، ذو الخلفية الامنية الاستخبارية، أخذ يتعلم الدروس