الملك.. موقف متزن من الحركة الإسلامية

 

في الآونة الأخيرة صدرت جملة إشارات من الملك، كان آخرها في الصين تشي بأن موقف رأس الدولة من الحركة الإسلامية معتدل وأنه لا نية لديه أبدا في التصعيد.
طبعا ما جرى في مصر بعد الانقلاب ألقى بظلاله على علاقة النظام الأردني بالحركة الإسلامية دون داع ودون مبرر.
فبعض القوى داخل السيستم وبعض الشخصيات أرادت التحريض وطالبت بالتعامل الاقصائي الخشن مع الإسلاميين؛ لكن رأس الدولة لم يستجب لذلك.
الدولة الأردنية ورغم وجود بعض المفاصل المراهقة فيها الا ان عقلها ما زال يدرك أهمية الحركة الإسلامية سياسيا واجتماعيا.
وهذا العقل هو الذي ما برح يضبط انفلات البعض الامني والسياسي الذي يحاول جر العلاقة الى التصعيد والمواجهة.
من جهتها تبدو الحركة الإسلامية على عهدها الدائم لم تتغير فهي ما زالت تنظر للمصلحة الوطنية الأردنية باهتمام وتدافع عن البلد وأمنه دون تردد.
وهذا ما يدركه عقلاء الدولة ويعلمون ان الحركة الإسلامية ومنذ نشأة الدولة كانت مصدر استقرار للبلد، وفي المفاصل المصيرية تصدت للغدر ووقفت الى جانب المجتمع.
ايضا يدرك الملك وهو الرأس الذي يتوجب عليه كبح كل تطرف في نظامه ان الاخوان المسلمين معتدلون ويمثلون قوى اجتماعية حية، وان إقصاءهم ليس بالامر الوطني.
البلد تمر بظرف دقيق وصعب وغير مسبوق، ومن يديره يجب ان يدرك ان لحمة الداخل هي الحامي الاكبر من كل خطر قد يداهمنا لا سمح الله.
وهنا يجب ان يرتقي الجميع لمستوى التهديد، وان نلتف على بعضنا البعض اليد باليد والساعد بالساعد، حتى نتجاوز الازمة ونعود لبناء البلد على الاسس المثلى.
معتقلو الحراك هم أول من يستحقون ان يفرج عنهم؛ لنثبت ان النية متوافرة لتدعيم جبهتنا الداخلية، ثم يجب ان يلي ذلك اصلاحات تؤسس لوطن اكثر منعة وقوة.
إشارات الملك تنم عن موقف جيد يجب البناء عليه من اجل تثبيت اقدام البلد؛ لتقف في وجه الريح العاتية التي تهب علينا من كل اتجاه، وهنا يجب ان يصمت أهل الفتنة والتحريض.