لماذا واقفت سورية على تسليم الكيماوي

سوريةُ ... اختارت العنبَ وليس الناطورَ ! فأكلت العنبَ وطردت وأبعدت الناطورَ ! فمَن من لم يفهم عنِّي مَثل التخيير السُّوري بين العنب والناطور فليُصغِ معي إلى عِواء " واوِيَّات كُروم غوطة دمشق " مِن أخونجيّةٍ كَفروا بالله وبالوطن والشَّرف ... وثورجيّةٍ حمقى ، وجامعة السُّوء التي سمَّوها "عربيةً !" التي جَمعت نِعاجاً ظنَّت أن أمريكاً أنبتَت لها قرونَ التُّيوس لِتناطِح بها سوريةَ (ولم تعلم أمريكا حديثة العهد بالحضارة والمدنية بأن سورية لا تُناطح التيوسَ ). 
ففرَّ الناطورُ وولَّى هارباً وتركَ وخلَّف وراءه جميعَ أولئك المتخلِّفين وإناثَ التيوس والمَرضى والمغرورين .

لقد وصلَ عواؤهم إلى مسامعنا هنا في أمريكا !
أمَا سمعتُم عواءهم في أرضكم في الليالي المُظلمة من هذا الشهر ؟
إنه لم يكن ناطوراً على العنب .... أبداً ....
لقد كان راعياً لِلواويَّات غير مأمونٍ على الكَرْم ولا على العِنب .

نعم يا أعزائي في سورية الأبيَّة !
لقد طردَت قيادةُ سورية الحكيمة قبلَ أيام ناطورَ العالَم - الفاسِدَ الخائنَ غيرَ المأمون على الكُروم والعِنب ... ولا على أمنِ الشعوب والدُّولِ !!! كما زعمَ وسمَّى نفسَه خلال عقودٍ طويلة ...
فأصبح اليومَ على يَد سورية مَعزولاً مذموماً مدحوراً ...
فساء واسْودَّ وجهُه أمامَ البشرية وأمام شعبه ...
بل حتى أمام زوجته وابنتَيْه اللواتي خالَفنه في طموحاته واستنكرن عليه حماقاته .
أعني هنا بالناطور لِمن لم يفهمني بعدُ " الشيطانَ الأكبر " مُسَعِّر الحروب ، صانِع وتاجر السِّلاح الذي لا ينام ...
ولا يهدأ له بالٌ ...
ولا تَرفُّ له عينٌ دون إلحاق الأذى والخراب والدَّمار واختراع الإرهاب وخلق الفوضى ونشر الجهل والأمراض !!!
فلم تنجُ مِن شرِّه أمَّةٌ واحدةٌ منذ مائة عام ... لقد عرَفه الناسُ أكثرَ مما عرفوا تأبَّط شَرّاً في أدب العرب .

لقد حبسَ الناسُ  أنفاسَهم ... وهربَ النومُ عن جفونهم ، هربَ الأمنِ عن فؤاد الجَبان - كما قال أبو العلاء المعري - وارتفعَ ضغطُ الدَّم في العروق .... وبلَغت القلوبُ الحناجرَ ... لذُعرِ وهَولِ وشدَّة ما توقَّعوه وتوجَّسُوا منه خِيفةً وهَلعاً وذُعراً ... بعدما سَمعوا ورأوا من عَربَدَته وشاهدوا حُشودَه ومناوراتَه ...

بعد أن أزبدَ وأرغدَ وتَعملَقَ وهدَّدَ بتدمير سورية وقصفها بصواريخه التي تقتل وتدمِّر وتترك آثارها الشعاعية لقرون طويلة تهلك الحرثَ والنَّسلَ والزراعةَ والبيئة وتلوِّثُ وتسمِّم الأرضَ والترابَ والهواءَ ...

تماماً كما فعل سَلفُه الغبيُّ بوش في العراق فصارت المواليد تخرجُ من أرحام الأمهات مُشوَّهةً ... مُخيفةً ... مُفزِعةً ... لا تُشبه أطفالَ الآدميين ... ورأينا الغددَ السرطانية غطَّت وجوهَ النساء والأطفال والرِّجال والحيوان ...
أمَا فهمَ أغبياءُ الأخونجيّة السوريون ودعاةُ الحرب والقصف على سورية هذه الأخطار ؟ 

على أن زوبعة الناطور هذه كانت في فنجان ... عند من يُحسِن قراءةَ الأحداث !
لقد كان ذاك الناطور سيِّء الحظِّ يَتزَعْرَن ... ليس إلاَّ  - كما قلتُ لكم أكثر من مرَّة ، فهو لن يَجرؤ على مهاجمة سورية التي علَّمت الناسَ الحضارة والشجاعة والحِكمة في إدارة الاستراتيجية والسياسة فكانت منتصرة أبد الدهر .

ولسانُ حاله يقول: امسكوني عن هذا الأسد ... امسكوني عنُّو !!!

لقد كان أوباما يَصيح ... ويصرخ ويقدِّم رِجلاً ... ويؤخِّر أخرى ... على أنه قذفَ صاروخين في الهواء مِن بعيد ... ليسقطا في البحر !!! ما شاء الله !!! بعيداً عن شواطئ سورية  ليَثقَ بنفسه أولاً ثم يطمع أن يرفع معنويات عملائه وحلفائه !!!
لكنه لم يفعل صنيعَ الرِّجال بل اعترفَ بجُبنه وخوفِه ولطالما سمعناه يقول ويكرِّر: أنا سأقصف سورية بالصواريخ من بعيد ... بعيد من البحار ... وسوف لن أضع رِجلي  في محرقة سورية خوفاً من الشَّيِّ .

لكننا سمعنا الشّبل ابن الأسد – كما قرأنا في مقابلة صحيفة غربيَّة يقول له : قرِّب يا قَبضاي لَنشوف ... وشوف شو حَنعمِل بك ... نحن لا نَشوي الناس لكننا سوف نربطك بوعدٍ غير مكذوبٍ إلى جانب تلك الواويَّات في أقفاص كروم دارياً ودوما ومعلولا وصيدنايا ....

مَشاهد مُخيفة مرعبة عاشتها وعانت منها البشرية أسابيع طويلة !
فكان لا بد لسورية مِن طرد ناطور السُّوء !!!