كَمِّل جميلك يا ريّس !!

 

قد يصل الإنسان إلى حالة يفكر بلسانه أو يفكر بمعدته أو شهوته فقط، ويصبح العقل زائدة دودية أو ورماً خبيثاً فقط وتصبح القيم العالية والأخلاق عدواً مبيناً.
من هنا وجدنا حساسية الإسلام من الكذب والكذابين ومن الإفك والأفاكين حتى أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام سئل (أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقِيلَ لَهُ : أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلا ؟ فَقَالَ : نَعَمْ. فَقِيلَ لَهُ : أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا ؟ فَقَالَ:لا )
ولو تراءى للمرء في الظاهر أنّ الكذب أقل خطراً من السرقة والزنى فالحقيقة خلاف ذلك.
حتى قال الله في كتابه لمن يقرأ ويفهم ويتدبر: «ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب، إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون». فالمرجعية عندهم هي اللسان وقدرته على الكذب فقط.
حتى إنّ العقل البشري والتجربة الإنسانية استقرت على أن الكذب جريمة كبرى لا تعدلها إلا جريمة الخيانة العظمى، بل هي الخيانة نفسها فغلظت القوانين الأمريكية والأوروبية عقوبة من يكذب ويدلي بمعلومات كاذبة، ولكن هذا مقتصر على جغرافيتهم فقط.
ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب (أي يسوغه ويحسنه ليصدقه المغفلون) حتى يكتب عند الله كذاباً.
ولما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يشنّع على مرتد سماه مسيلمة (الكذاب). ولما أراد أن يمدح مؤمناً (أبا بكر) سماه صدّيقاً رضي الله عنه لشدة تحريه الصدق قولاً وعملاً.
حتى إن موسى عليه السلام لم يجد أعظم ما يخوف به سحرة فرعون والمسحورين به الا قوله: «لا تفتروا على الله كذباً فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى».
والكذب درجات منه الافتراء والإفك، ومنه التقوّل، والقذف، والجحود والتخريص.
واليوم يصور سحرة الإعلام أو- التجهيل في الحقيقة – في العالم إلا من رحم ربك الكاذب صادقاً والظالم عادلاً، ومدمر الشعوب منقذاً والعبودية تحرراً والظلام نوراً، وهم يكذبون ويعلمون أنهم يكذبون ويعلمون أن الناس أو معظم الناس يعرفون كذبهم ومع ذلك يكذبون ويدعمون الكذب بكذب أو يتحرون الكذب!!.
ما زالوا يرددون حكاية الـ ثلاثين مليوناً في مصر وينطلقون فيها وكأنها مُسَلّمةٌ لا شية فيها، ولا غرابة فلعلهم من نَسل من قال أنا ربكم- ولم يكتف بذلك فزاد، (أنا ربكم الأعلى) وشايعه المضبوعون لقاء دريهمات هذه المرة لعلمهم أنه محتاج إليهم حتى قالوا: أإن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين.
أم نعمل بالسخرة كالعادة؟
بعض النفوس تستعصي على السحر والسحرة، وهذا صنف من الناس ممن يملكون الشخصية القوية والثقة بالنفس، ومنهم من يتهاوى أمام أضعف السحرة وأجهلهم، فيطير عقله، فكيف إذا ملأ جيبه من مال الفتنة، ولم يحلم بذلك حتى في منامه؟
كـَمّل جميلك؟ يا سيسي!!
ما الجميل أيها المسحورون أو أيها السحرة غير انه قتل خياركم ظلماً. وسجن أحراركم.. وانتهك حرمات بيوتكم.. وروّع نساءكم وحرم خمسين ألف خطيب مصري من خطبة الجمعة كدفعة أولى..إضافة إلى أنه :
1- علق العمل بالدستور.
2- فرض قانون الطوارئ.
3- أغلق العديد من الفضائيات.
4- أغلق آلاف المساجد ومنعها من صلاة الجمعة، وفعل ما لم يفعله نظام في الأرض.
5- محاصرة غزة وخنقها وتدمير الأنفاق وإغلاق معبر رفح ثم بناء جدار عازل.
6- اتهام كل من ليس مع الانقلاب بالخيانة العظمى حتى البرادعي.
7- سحب العلاوة عن الموظفين المدنيين وجعلها للعسكريين.
8- تعيين (19) من مباحث أمن الدولة محافظين.
حتى رجع بكم ستين سنة للوراء وان شئت فقل ستة آلاف عام لجدكم الأول فرعون الذي ارتقى في الأسباب».
عيب عليكم الاستخفاف بعقول الناس ورفع شعار(كمل جميلك يا ريس ) وتدعون أنكم ستجمعون توقيع ثلاثين مليونا.
فلم يعد يصدقكم أحد...