هل بقي في الأردن شيء ذو قيمة غير الشعب الأبي؟


أينما نظر المرء يجد الوهن قد استشرى، وأينما حط البصر يجد الكذب على الشعب والعبث بمقدراته؛ فمِن سلطة تشريعية بائسة هزيلة تتخذ من الشجار والمسدسات والضرب بالأحذية والكلاشنكوف وسيلة للحوار فيها، الى سلطة تنفيذية أكثر سوءا؛ حيث تجدها مأخوذة بشغف رفع أسعار الكهرباء والماء والخبز والاتصالات، في الوقت الذي يقوم رئيسها النسور بشراء سيارة فاخرة بقيمة مئة وثمانون ألف دينار. الشعب الأردني شعب يزرع الصخر من أجل الحياة في الوقت الذي تنعم الخيول في الإسطبلات «....» بالتكييف على حساب الأردنيين صيفا وشتاء ناهيك عن تقديم وجبات طازجة من الكاشو لهذه الخيول؛ علما بأن الكيلوغرام الواحد ثمنه أربعة عشر دينارا. أمين عمان الجديد يتم تعيينه بأوامر من أعلى الهرم في الدولة الأردنية، بعدما قال النسور إنه لن يتم تعيينه لأنه لا يحمل درجة البكالوريوس، ويضطر النسور أن يتراجع عن كلامه ويعقد جلسة مجلس وزراء ثانية، أعتقد في نفس اليوم لتعيين البلتاجي أمينا لعمان. ماذا بقي في الأردن ذو قيمة غير الشعب الكادح المظلوم الذي تنتهك باسمه الحريات، ويعتقل الأحرار، وتقصى أطراف سياسية من المشهد السياسي تحت ذرائع واهية، مثل منع التطرف وتقويض نظام الحكم، وقدح مقامات عليا. أنا أقول نعم نريد قدح هذه المقامات التي تسمى عليا؛ طالما أن الدستور الأردني يقول إن الناس سواسية أمام القانون، ولا يعترف بشيء اسمه المقامات العليا .. نعم نريد قدح هذه المقامات ونقدها لأنها خزقت خزينة الدولة وتعاملت مع اليهود، واستنصرت بالصهاينة والأمريكان ضد المسلمين في مصر وسوريا. نعم الشعب الأردني هو القيمة الوحيدة الباقية في الأردن رغم محاولة الإساءة إليه، وسينتصر هذا الشعب طال الزمن أم قصر؛ فالتاريخ يخبرنا أن إرادة الشعوب لا تقهر.