نهاية الذئب الأسود الأمريكي عند البوابة السورية ؟
مشهد لم نعتد عليه ولغة لم نكن نسمعها من قبل وهي الشرعية الدولية سواء أكانت في المنظمات الدولية أم في البرلمانات الدستورية كما حصل في مجلس العموم البريطاني والبرلمان الفرنسي ولاحقاً الكونغرس الأمريكي ..يا للعجب منذ متى والدول الاستعمارية حينما تريد استعمار دولٍ تعود إلى مرجعياتها ؟؟!!
السؤال الذي يطرح الآن ما خلفية الحلف الاستعماري (بريطانيا وفرنسا وأمريكا) من طاعتهم لمرجعياتهم الدستورية في الوقت الحالي ؟
منذ متى وأمريكا تعلن عن حروبها أمام العالم ؟ ولماذا الانتظار وقرار الحرب في جعبتها والتمويل السعودي في جيبها ؟ ما الذي تنتظره أمريكا ؟ الشرعية الأمريكية أم ماذا ؟
قرار الحرب المفاجىء على لسان الذئب الأمريكي هل له علاقة بما تنجزه القيادة السورية من إنجازات كبيرة على الصعيد السياسي والعسكري لصالحها ؟ ممن خائفة أمريكا ؟
لماذا لجأت إلى خيار الحرب ؟ وهل تجرأ على شنه حتى لو وافق الكونغرس عليه و68% من الشعب الأمريكي يرفضه ؟
ما سبب هجومها الهستيري على النظام السوري خاصة شخص الرئيس بشار الأسد ؟
أي حرب ستقوم بها أمريكا ... والأزمة الاقتصادية التي يعيشها المواطن الأمريكي تلاحقه ..؟
أي حرب ستقوم بها أمريكا ... وروسيا وحلفاؤها تطالبها بالمثول أمام الشرعية الدولية أو الذهاب إلى حرب عالمية ثالثة ؟
لم تتوقع أمريكا أن الدولة السورية ستستطيع الصمود في وجه أشرس عدوان يٌشن عليها بعد تجنيد كل ثقلها للسيطرة عليها، مال يُدفع ... مقاتلون من أصقاع الأرض حضروا .. أسلحة أمريكية وصهيونية وفرت لها ... الحدود فتحت على مصراعيها ... تعاون خارجي وداخلي لضعفاء النفوس في عهدتها.. ومع ذلك عامان ونصف من الصمود تزامناً مع إنجازات كبيرة للجيش العربي السوري والحكمة السياسية في تعاطيها مع المؤامرة.
في المقابل أمريكا لم تخسر البوابة السورية فقط وإنما القرار الأوحد (القطب الأوحد) الذي مارسته على مدى عشرين عاماً بعد سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991 ، فشلت في وضع يدها على منابع النفط والطاقة المكتشفة من حوض ساحل بانياس إلى لبنان إلى قبرص، فشلت في خلق فتنة طائفية بين أبناء الوطن الواحد (سورية) أي سايكس بيكو 2 وكل هذه الأحلام سقطت، أيضاً خسارتها (مبارك وزين العابدين) ليعود الكيان الصهيوني إلى نقطة الصفر بتهديد أمنه من قبل دول الجوار إذاً الصبي المدلل في خطر ويحمّل أوباما كل ما وصل إليه نتيجة فشله في الأزمة السورية لذلك يطالبه بحل سريع حتى لو دمرت سورية بالكامل. والأخطر من كل هذا استعادة روسيا الاتحادية أمجادها من البوابة السورية لا بل خلق نظام عالمي جديد يتطلع إلى فرض السلم والأمن على ربوع الأرض بعد أن تكبدت ويلات ونزاعات من سياسة الذئب الأمريكي .وتسألون لماذا يريدون تنحية الرئيس بشار الأسد ..؟
هناك من شبّه أوباما بالسكران الذي لا يعرف حول من يطوف ولا ماذا يريد ولا ماذا يفعل بعد فشل مبعوثه فليتمان والسلطان قابوس في إيران وبندر بن سلطان في روسيا.
لا التهديد ولا الوعيد ولا فزاعة الأساطيل الأمريكية ترهبنا ونحن على حق، كل حججهم من الكيماوي إلى الحرية إلى حقوق الإنسان أصبحت مفضوحة أمام العالم أجمع (شعوبهم قبل شعوبنا) هذا من جهة ومن جهة ثانية في حال شنوا حرباً على سورية مع أنني استبعدها فإن بانتظارهم مفاجآت سورية وإيرانية ومن حزب الله علناً وقدرتهم هائلة على الرد وإيذاء القوات الغازية، وروسيا والصين تدعمان سراً. إذا كان اوباما في حالة سكر لا أتوقع الساسة الأمريكيين سُكارى لدرجة يضحون بسقوط أمريكا أمام حماية الكيان الصهيوني .
أوباما في حالة انعزال لم يشهدها من قبل ، لا يغرنكم تصاريح الاتحاد الأوروبي ولا فرنسا، عند الضرورة الكل يتهرب خاصة وأن أوروبا أمام مخاطر اقتصادية صعبة لم ولن يرحمها شعبها، بريطانيا هربت لأن بين يديها معلومات تفيد بأن الحلف المقاوم ينصب لهم فخاً قاسياً وكل ما شاهدتموه من رفض مجلس العموم البريطاني مسرحية ديمقراطيه هزلية.
هناك قول أعجبني ويليق بالذئب الأمريكي وحالته التي يعيشها (من ينتظر الأمريكي أن يقطف له العسل فعليه أن ينتظر طويلاً لأن قاطف العسل الذي هيّج النحل عاد من حيث اتى بجرار فارغة).
في النهاية حرب أوباما غير متوفرة في الحالة السورية لأسباب منها:
ليس هناك قضية محقة ولا يوجد حسن النية عند الأمريكي لحماية المدنيين ولا توافق دولي على الحرب والوسائل الأساسية التي تتضامن مع الواقع غير متوفرة ومجلس الأمن غير موافق لوجود فيتو روسي صيني ومسألة الكيميائي هم يستعملونها من أجل التدخل مع ان كارلا مدعية عام في محكمة العدل الدولية وعضو في لجنة التحقيق الأممية في موضوع جرائم الإنسان في سورية صرحت للصحيفة السويسرية بأن كل الأدلة تدين المعارضة المسلحة المتواجدة في الغوطة باستخدامها الأسلحة الكيميائية وربطت هذه الأسلحة القادمة من السعودية بأن جبهة النصرة غير مدربة على استخدامها لذلك حصل خطأ تقني استعمل بالصواريخ الكيميائية من قبل كتيبتها التي تعرف بـ (ريح صرصر) شاهدناه بفيديو عبر النت من قبل حسابات هذه الجماعات المسلحة حينما أجرت التجربة على الأرانب، وماذا عن إلقاء القبض على 12 عنصراً من جبهة النصرة يحملون غاز السارين من قبل الأتراك وعلى مجموعة من جبهة النصرة على الحدود العراقية تقوم بتصنيع طائرات بدون طيار صغيرة مجهزة بصواريخ أسلحة كيميائية. أين المجتمع الدولي من هذا ؟
العالم بدأ يفهم بعد كل هذه المعطيات بأن المسألة ليست إنسانية ولا حقوق إنسان وكل هذه المزاعم من أجل السيطرة على سورية ومن أجل تشكّل نظام عالمي جديد هدفه تقاسم ثروات هذه المنطقة بين أمراء هذه الامبريالية العالمية الجديدة ومن أجل إضاعة الحقوق الفلسطينية أو القضاء على القضية الفلسطينية خدمة لإسرائيل وأمنها.
كل ما تقوم به أمريكا الآن هو حرب استنزاف لتعزيز قوة المعارضة عبر تسليحها وتحسين قدرتها كما حاولت فعله في مدينة معلولا وإلا لماذا الأمريكي ينتظر أسبوعين ؟؟؟ لا أحد يصدق من أجل البرلمان الأمريكي أو الكونغرس.