إسرائيل مع العدوان


مرات عديدة إستعمل المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي ، أسلحة الدمار الشامل ضد العرب ، في فلسطين ولبنان ومصر وسوريا ، وعشرات المرات تجاوزت إسرائيل القوانين والأنظمة الدولية المرعية ، وحقوق الأنسان ، وإرتكبت جرائم حرب ، وسلسلة من المذابح ضد الفلسطينيين قبل عام النكبة 1948 ، وبالإعتماد على المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه وكتابه المرجعي " التطهير العرقي في فلسطين " ، إرتكبت المجازر الجماعية ، التي دفعت الفلسطينيين إلى الرحيل القسرى عن وطنهم ، والذي بدأ به بابيه كتابه على لسان ديفيد بن غوريون بقوله أمام اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية في حزيران عام 1938 " أنا أؤيد الترحيل القسرى ، ولا أرى فيه شيئاً غير أخلاقي " .

مروراً بسنوات المحنة والحكم العسكري الإسرائيلي 1948 - 1967 ، حيث إرتكبت المجازر بحق "مواطني الدولة " من المواطنين العرب الفلسطينيين الذين بقوا على أرض بلادهم في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل الفلسطيني المختلطة ، ولم يتجاوزوا المائة وخمسين الفاً بعد الترحيل والطرد والتشرد ، بينما وصل عددهم اليوم إلى 1,390 ألف ، حيث إرتكبت مجزرة كفر قاسم عام 1956 ، مروراً بضحايا يوم الأرض في أذار 1976 ، إلى شهداء الأنتفاضة في تشرين سنة 2000 ، إضافة إلى مجزرة شفا عمرو التي إقترفها أحد المجندين ، وضحايا هذه المجازر الجماعية ، هم من المواطنين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية ، وسقطوا ضحايا للعنصرية الرسمية خلال الأحداث المأساوية الأربعة ، داخل مناطق الإحتلال الأولى عام 1948 ، وفي اللجوء حدث ولا حرج على سلسلة الجرائم التي إرتكبت بحق أبناء الضفة الفلسطينية ، منذ ما بعد النكبة 1948 حتى عام الأحتلال 1967 ، وبحق أبناء قطاع غزة وخاصة في حملة العدوان الثلاثي على مصر وقطاع غزة عام 1956 .

سنوات الإنتفاضة الأولى عام 1987 شهدت من الأثام التي يصعب حصرها ، بحق الألاف من الأطفال والنساء والمدنيين ، وفي ظل الأنتفاضة الثانية ( المسلحة ) عام 2000 وما بعدها شهدت فلسطين مجازر في كل أنحاء مدن الضفة والقطاع ، والقدس .

الإجتياح الإسرائيلي المتكرر إلى لبنان : 1978 ، 1982 وخلال سنوات المقاومة وهزيمة إسرائيل وإنسحابها في أيار 2000 ، وفي الإجتياح تموز 2006 ، إرتكبت الأثام والجرائم بحق اللبنانيين ما يشيب له الأطفال من القنابل العنقودية ، أما خلال الإجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة أواخر 2008 أوائل 2009 ، فيفوق كل وصف بسبب الفسفور الأبيض وقذائف الفلاشت ، مما دفع اليهودي صاحب الضمير الحي جولدستون كي يسجل شهادته وإدانته ومطالبته بمحاكمة قادة إسرائيل كمجرمي حرب أمام المؤسسات الدولية في تقريره المقدم إلى الأمم المتحدة في جنيف .

نواب بريطانيا صوتوا ضد المشاركة في الحرب على سوريا ، والشعب البريطاني إنحاز أغلبيته لصالح قرار مجلس العموم البريطاني ، ورجل الشارع الأميركي صوت ضد مبادرة إدارته للعدوان وقصف سوريا ، وهكذا شعوب الأرض التي ملّت الكذب كما فعل طوني بلير مع إدارة بوش بعدوانهما على العراق وإحتلاله ، لذلك رفضوا النتائج التي أدت إلى إسقاط نظامه تحت غطاءات كاذبة من إمتلاكه لأسلحة الدمار الشامل وعلاقته الكاذبة مع تنظيم القاعدة ، حيث ثبت لجورج تينت مدير المخابرات المركزية الأميركية ، عدم صحة هذه الأتهامات وهذه الأكاذيب عن الرئيس الراحل صدام حسين ، وإعترف بذلك من على صفحات كتابه " في قلب العاصفة " ، ولكن بعد فوات الأوان ، بعد تدمير العراق وإحتلاله .

وحدهم الإسرائيلييون صوتوا لصالح الحرب على سوريا مهما كان الثمن ومهما كانت خسائر الشعب السوري ، ومهما كان إستعمال السلاح الكيماوي صحيحاً أم لا ، وبسبب هذا الموقف الإسرائيلي ورغباته العدوانية وتأثيره على مؤسسات صنع القرار الأميركي ، نظراً للنفوذ الصهيوني اليهودي ، كان القرار الأميركي سواء من قبل الرئيس أو البيت الأبيض أو الكونغرس ، لتنفيذ الأعتداء الأميركي على سورية ، وضد رغبات وإستفتاءات الشعب الأميركي !! .


h.faraneh@yahoo.com