أخبار البلد -
مع صباح أمس، كان لعمان أكبر بلديات المملكة وأهمها، عمدتها المعين حديثا عقل بلتاجي. فما الذي يمكن ان يقدمه بلتاجي لمدينة عمان؟ علامات تساؤل كبيرة ترتسم على وجوه العمانيين، لأن حسابات قيادة الأمانة لا تخلو من تعقيدات وصعوبات عميقة سواء على المستوى الإداري أو المالي أوالتنموي أو الاستثماري أو التنظيمي. عندما يطرح اسم «امانة عمان» في الإعلام او الحديث العام النخبوي والشعبي، تظهر سريعا علامات الاستغراب على الوجوه، وعدم التفاؤل، فالمدينة وصلت الى حد كبير غارق بالتناقضات والشؤم لتردي الخدمات وعجزها المالي الذي يفوق نصف مليار دينار، الى جانب الترهل الاداري المتضخم داخل جسمها المؤسسي نتيجة عمليتي هيكلة اجراهما أمينان سابقان لعمان خلّفتا كما مذهلا من امراض ادارية يصعب التفكير بحلها بسرعة ونجاعة، إن أخذنا بالحساب تبعات الاحتجاج الوظيفي الذي اشتعلت نيرانه في جسد الأمانة في الأشهر الأولى من عهد امين عمان السابق عبدالحليم الكيلاني. يدخل بلتاجي الى مكتب «عمدة» عمان بعد غياب استمر أكثر من عشرة اعوام عن الوظائف القيادية في مؤسسات الحكومة، وربما انه يخبر أسرارا عميقة في العمل البلدي ورثها من ترؤسه لمفوضية منطقة العقبة الاقتصادية لأكثر من اربعة اعوام، وفي ذهنه حمولة من التصورات والافكار العامة عن العمل البلدي. المهم ان بلتاجي يجلس اليوم على كرسي «عمدة» عمان، وارثا سيلا من المشاريع المتعثرة، وسط نظرة شعبية غير مريحة الى أمانة عمان كمؤسسة مخفقة بصناعة الخدمات والتنمية والتنظيم، وسيل من الاتهامات لا ينفك الناس عن توجيهها الى امانة عمان، وارث من قرارات لأمناء عمان السابقين تحفظت عليها مؤسسات رقابية في الدولة، فهنالك اكثر من 24 الف موظف يعملون في الأمانة، نحو 3 آلاف موظف منهم تم تعيينهم في العامين الأخيرين. الفرج المنتظر لأمانة عمان قد يتحقق على مستويين: الاول لعمان «البشر والعمران»، اما الثاني فعلى صعيد المؤسسة التي يعول كثيرون على نجاح بلتاجي بإعادتها الى سابق عهدها، وازاحة اكوام من الاحتقان الوظيفي وغياب العدالة الوظيفية التي وسمت بها الأمانة خلال السنوات القليلة الماضية. يرفض مقربون من بلتاجي أي غمز أو لمز تجاه كفاءته في قيادة الأمانة، فهو لم يأت الى منصبه الجديد من فراغ أو كنوع من ترضيات السلطة، بل شق طريقا طويلا في الوظيفة الحكومية، ولعب دورا بارزا بترتيب أوضاع مدينة العقبة كمنطقة خاصة، كما ذلك فعل في وزارة السياحة والملكية الأردنية التي تربع على رأس ادارتها نحو 4 اعوام، وكان للناقل الوطني الاردني مع بلتاجي قصص نجاح ما زالت حديث الأردنيين. إمكانات عمدة «عمان» بلتاجي في التواصل الإيجابي مع الإعلام وانفتاحه على نخب عمان واهلها، تزيد القناعة لدى الجميع بأن الرجل سيكون مختلفا ومتميزا في قيادة الأمانة.