انخفاض مساهمة الأسهم في الاقتصاد

تتفق آراء متعاملين ومستثمرين في سوق الأسهم أن بورصة عمان خسرت أكثر من 60% من قيمتها السوقية خلال السنوات السبع الماضية، وأن السوق ما زالت تعاني من الإهمال وعدم اهتمام المعنيين بالسوق، إذ يكتفي غالبية المسؤولين بقضايا شكلية بعيدا عن جوهر السوق والمعاناة الحقيقية، فالانخفاض في بورصة عمان بدأت قبل انفجار فقاعة الأزمة المالية العالمية بأكثر من عامين، بدءا من أزمة البورصات الوهمية، الى ارتفاع هياكل اسعار الفائدة على الدينار، حيث تحول التصحيح الطبيعي من ارتفاع مبالغ فيه الى انخفاض مستمر، دون تبرير لهذا الانخفاض والمنحى الذي سلكه.
كافة البورصات العالمية والإقليمية والناشئة استوعبت صدمة الأزمة المالية العالمية واستقطعت اثارها وتداعياتها، حيث عادت وول ستريت الى الارتفاع وسجلت ارقاما قياسية، كما استردت اسواق الخليج مستويات جيدة، اما بورصة عمان التي كانت توصف بأنها من الاسواق الجاذبة للاستثمارات المحلية والاقليمية والعالمية فأصبحت في وضع لاتحسد عليه، وابتعد المستثمر المحلي وتردد العربي والاجنبي، والسبب لهذا العزوف هو انخفاض العائد الاستثماري على الأسهم الأردنية.
غالبية الشركات المساهمة العامة والمدرجة اسهمها في البورصة شركات عاملة تحقق ربحية جيدة بالمقارنة مع ما يجري في معظم دول الاقليم، كما أن الاقتصاد الاردني يوفر خدمات متوسطة، وان المستثمر في البلاد يشعر بالاطمئنان على استثماراته بالرغم من الحالة الوقتية التي شابها الغموض جراء انعكاسات ما يسمى بـ» الربيع العربي» على دول الاقليم ومن ضمنها الأردن، الا ان الجهود المبذولة لتسويق الاستثمار في سوق الأسهم كانت ضعيفة للغاية، وطرب البعض الى مقولات وتصريحات حول نجاحنا في استقطاب استثمارات جديدة في السنوات القليلة الماضية.
ومن العناصر المهمة والمؤثرة في انخفاض الأسعار وقيمة التعاملات في سوق الأسهم، تدني الإصدارات الاولية ( تأسيس الشركات المساهمة العامة الجديدة او القائمة)، الأمر الذي ساهم بعدم تعميق السوق وادخال دماء جديدة الى السوق الثانوية ( سوق تداول الاسهم )، وابتعاد الاقتصاد بمؤسساته الحكومية والخاصة عن تطوير سوق السندات الذي يعد قناة استثمارية كبيرة في البورصات العالمية، حيث تشكل الاسهم نسبة 60% من سوق الاسهم الامريكية.
تصريحات عدد من المختصين والمحللين الماليين أن أسعار الأسهم السائدة في بورصة عمان تعد جاذبة للمستثمرين، هذا التشخيص صحيح، لكنه لايكفي، فالسوق تستقطب المستثمرين افرادا ومؤسسات في حالات الرواج والنشاط، بخاصة في حال ارتفاع احجام التدول في السوق الى مستويات جيدة، الا اننا احجام التدول في البورصة ما زالت متدنية، والأهم من ذلك ان القسم الاكبر في التعاملات يتم بين عدد محدود من مكاتب الوساطة، اي تعاملات شكلية لاتضيف للسوق عمقا وتنوعا.
بورصة عمان تهم كل الأردنيين، وان الاهتمام بشؤون السوق ضرورة ملحة وعلى كافة الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة الالتفات بصورة ايجابية لثروات الاردنيين ....وهذا أضعف الايمان .