الصحف الاردنية تقدم نصائح بالجملة على وقع الإيقاع المصري للحكومة قبل تشكيلها

اخبار البلد- بسام البدارين: رحبت الصحافة الأردنية بصورة حذرة على مدار الأسبوع الماضي بتشكيل حكومة جديدة برئاسة معروف البخيت فيما خطفت المصارحات التي حصلت بين القصر الملكي وقادة الحركة الإسلامية بوصلة اهتمام الصحافة الإلكترونية نهاية الأسبوع قبل فرد مساحات لتغطية اعتصامات أقل زخما في الشارع الجمعة تحت شعار الإصلاح السياسي والتضامن مع الشعب المصري.
وفيما لوحظ بان هتافات الشارع سارعت للتعبيرعن رفضها لتعيين البخيت رئيسا للحكومة تقدم العديد من الكتاب للأخير بنصائح محددة تطالبه بتجاوز أخطاء حكومته الأولى، فيما أثار البخيت نفسه الجدل ببعض التصريحات المتسارعة التي أطلقها حول قانون الإنتخاب وحل البرلمان وحتى حول تشريع لتنظيم عمل الصحافة الإلكترونية التي أصبحت ظاهرة جذرية في الحياة العامة.
وجاءت التفاعلات الصحافية مع وزارة البخيت الطازجة على إيقاع المراقبة المفصلية في الداخل الأردني للمشهد المصري الذي يسيطر على الإيقاع السياسي في المملكة عموما خصوصا بعدما تحولت مسيرات صغرى أمس في عمان العاصمة من المطالبة بالإصلاح إلى التوقف أمام مقر السفارة المصرية للتضامن مع المتظاهرين في ميدان التحرير.
ولاحظ الكاتب في صحيفة 'العرب اليوم' فهد الخيطان بأن التغيير الوزاري حصل بأسرع مما ينبغي حيث بدأ البخيت عهده الاول مندفعا وطموحا، لكن سرعان ما دخل في صراع على الولاية العامة مع رئيس الديوان القوي آنذاك باسم عوض الله ومدير المخابرات العامة النافذ محمد الذهبي، لم تصمد حكومة البخيت في المواجهة وسرعان ما بدأت تضعف حتى انتهت ضحية لهذا الصراع.
وقال الخيطان: يؤخذ على البخيت في حينه انه لم يخض معركة الولاية العامة بالقدر اللازم من الشجاعة، واستسلم لسياسة توزيع الصلاحيات واعتمد على فريق وزاري ضعيف ارتكب اخطاء كلفته الكثير من شعبيته لاحقا والأسوأ من ذلك كله انه تنازل عن حقه الطبيعي في ادارة الانتخابات البلدية والنيابية لاطراف اخرى فكانت اسوأ انتخابات في تاريخ الاردن. وظلت تهمة التزوير تلاحق حكومته الى الآن.
وختم الكاتب: ايا كان رأينا في تجربة البخيت ينبغي ان لا تكون حكما مسبقا على عهده الجديد. لا شك انه تعلم الدروس منها واستخلص العبر وقد سمعته اكثر من مرة يجري ما يشبه النقد الذاتي لتلك التجربة، والرجل يملك من القدرة والخبرة ما يؤهله لتقديم اداء مختلف اذا ما احسن اختيار الادوات والتقاط اولويات المرحلة الدقيقة والحساسة. فالبخيت يأتي على وقع تحولات كبرى في المنطقة توحي بمرحلة جديدة عنوانها ثورات شعبية من اجل الديمقراطية والحرية وحكم القانون.
ومن جانبه قدر الكاتب في صحيفة 'الغد' محمد أبو رمان ان تجربة البخيت الأولى
لها ظلال ثقيلة على الرأي العام والقوى السياسية المختلفة، لم يمر عليها وقت طويل بعد. والأهم من ذلك أنّ المنطقة تمور بمتغيرات كبرى، أهمها على الإطلاق ثورتا مصر وتونس وتداعياتهما على الدول العربية، وفتح شهية الشعوب العربية للإصلاح الحقيقي البنيوي.
وقال أبو رمان: صحيح أنّ الرئيس البخيت ليس فاسداً، ويحمل رؤية أقرب للطبقة الوسطى والفقيرة في الاقتصاد، وله مواقف سياسية صلبة في استحقاقات التسوية السلمية، ما يمنح رسائل إيجابية لشريحة واسعة، إلاّ أنّ الانطباع السياسي العام عنه أنه أقرب إلى 'المدرسة المحافظة' سياسياً، ما يقلق شريحة واسعة على الجهة المقابلة وكسباً للوقت، لا بد للبخيت منذ الآن، أن يبعث برسائل 'حسن نية' تجاه القوى الإصلاحية، والمسارعة إلى فتح حوار معها، وإلاّ فسيخسر المعركة السياسية والإعلامية منذ اليوم الأول.
وفي صحيفة 'الدستور' عبر الكاتب ماهر أبو طير عن قناعته بان البخيت نفسه سيقررمسبقاً مستقبل حكومته عبر اختيارات الوزراء، وعبر رده العملي على خطاب التكليف، واستفادته من تجربته السابقة، وتعاون المؤسسات الاخرى معه، واتخاذه خطوات جذرية ملبياً اسئلة الناس ومطالبهم.
وقال الكاتب: تناسلت الاشاعات مساء البارحة في عمان حول حكومة برلمانية، والله اعلم، لاننا نطالب بالفصل والترسيم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وقيل ايضاً ان الاسلاميين قد يشاركون في الحكومة وهذا غير وارد.
وبدوره وفي صحيفة 'الرأي' تحدث الكاتب فهد الفانك عن إصلاحات واسعة معتبرا انه من مصلحة حكومة جديدة أن تأتي في أعقاب سنة صعبة، لأن إنجازاتها سـتقارن بأرقام ومؤشرات ضعيفة في السنة السابقة فتبـدو جيـدة بالمقارنة، وعلى سـبيل المثال يصبح عجز الموازنة الذي يزيد عن 1.1 مليار دينار جيدأً ومقبولاً لأنه يقل عن عجز السنة السابقة الذي ناهز 5 .1 مليار دينار.
واعتبر الفانك أن الجديد في ظل حكومة البخيت أن المسألة لا تتوقف عند الجوانب الاقتصادية والمالية على أهميتها ، فهناك أيضاً مهمة سياسية كبيرة وهي عملية الإصلاح السياسي والتطبيق الديمقراطي وقد تحدث الرئيس كثيراً وحاضر حول عملية الإصلاح السياسي، وكان يتحـدث عن الإصلاح من أفـق طويل الأجل (خلال ثلاثين عاماً) ولكن تكليفه بتشـكيل حكومة إصلاح سياسي تعني ضوءاً أخضر لعملية إصلاح حقيقية تبدأ على الفور.