طارت الطيور بأرزاقها

هذا المثل قالته العرب: منذ زمن بعيد إلا أنه ينطبق على حالنا الآن في الأردن.. ففي إحدى حدائق عمان الغنّاء وبين الزهور والورود.. اجتمعت طيور عمان ترفرف حول ينبوع ماء رقراق.. غنّت بعض الطيور .. وصفقت حين وصل صقرٌ يختال في مشيته.. فاستقبله النسر قائلاً:- مالذي آتى بك إلى هذه الحديقة الغنّاء.. ألا تعلم بأنها خاصتي وأنا مسؤول عنها.
قال الصقر:- جئتك أيها النسر أبحث عن عمل بالحديقة العامة، وأنت تعرف قدراتي ومؤهلاتي.. أريد أن أكون حارسًا للحديقة.
أجابه النسر بكل هدوء :- يبدو أنك عاطل عن العمل.
فردّ الصقر قائلاً:- ليس كذلك، إنما أريد عملاً يليق بمستوى قدراتي ومؤهلاتي.
صرخ النسر في وجه الصقر:- لا تهت علينا بقدراتك ومؤهلاتك .. أنت ما فيك غير منقارك.. بتخوف الطيور فيه.. أنا الوحيد القادر على قصه .
ضحك الصقر قائلاً:- قدّها يا نسر النسور.. بس أنا بدي وظيفة حارس للحديقة.
قال النسر:- تأدب يا صقر .. هاي الوظيفة محجوزة لابن عمي.
قال الصقر:- طب وظيفة عامل وطن.
قال النسر:- هاي الوظيفة محجوزة لنسيبي .
قال الصقر:- طب وظيفة حفّار قبور بالحديقة .
أجابه النسر:- هاي محجوزة لابن عم نسيبي.
صاح الصقر:- يعني آبيش ولا وظيفة.. سكرتها بوجهنا.
قال النسر:- يبدو إنك غايب فيله .. ألا تدري أنه بالأمس طارت الطيور بأرزاقها .
قال الصقر بخبث و دهاء : وأنت متى ستطير ..كي نرتاح منك .. ونحل مكانك.
قال النسر مستهترًا :- عندما يبض الديك.. وتلد الدجاجة.- 8 أيلول- 2013 . محمد خلف الشلول