حكومة "شغيلة"..
حكومة "شغيلة"..
· موسى الصبيحي
هل ينجح الرئيس معروف البخيت في تشكيل حكومة وطنية تضم مختلف الأطياف السياسية الفاعلة في الأردن..؟؟
تساؤل يحمل في طياته معانٍ كثيرة، فالظروف كلها تتغير من حولنا، والعالم يتغير، والمفاجآت تتزايد، والتوافقية باتت مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت، وهي صمام الأمان ضد المفاجآت غير السارّة، ولعلي أشفق على رئيس الحكومة المكلف، على الرغم من الثقة بقدراته وحنكته السياسية وعدم الاختلاف كثيراً على شخصه، فالمهمة التي انتُدب إليها ليست سهلة، والتوافقية المطلوب تحقيقها في حكومته قد تكون صعبة أيضاً..
في ظل هذه المعادلة، يغدو من المهم أن يأخذ الرئيس وقتاً كافياً في المشاورة والمحاورة، لا نريده أن يتعجل في اختيار فريقه الوزاري، ولا نريده أن يندم في قادم الأيام على إشراكه لأي من الوزراء كما كان يحصل مع حكومات كثيرة سابقة..!!
حكومة الأردن التي يتطلع إليها الشعب اليوم يجب أن تكون قوية وتتحلى بالنزاهة والاستقامة والعدالة والدينامية، وليتها تكون بالفعل حكومة شغيلة بكل ما في الكلمة من معنى.. من العمال والنقابيين والحزبيين والمستقلين والإعلاميين.. تمثيل سياسي ووطني ونقابي وعمالي وإعلامي ومستقل، تقوم على أساس برامجي إصلاحي حقيقي في كافة مناحي الحياة الأردنية، تحظى بثقة الشارع، والبرلمان، وتُعطَى فرصة كافية لتنفيذ خططها وبرامجها قبل أن نحكم عليها أو نضع العصي في دولاب عربتها..!!
أمام الرئيس البخيت مهام صعبة، ومطلوب منه الكثير، وهو الذي كان قريباً في الفترة الماضية كلها من هموم الشعب والنخب، محاضراً ومحاوراً ومفكراً، وفي تقديري فإنه استفاد من تجربة حكومته الأولى، ويستطيع بسهولة أن يتجاوز كل الأخطاء الماضية، وأن يحقق نجاحاً جيداً ورضىَ مقبولاً إذا أحسن اختيار فريقه الوزاري.. من الفلاحين والشغيلة والأطياف التي ذكرنا شريطة أن يكون الأشخاص الممثلون لها مقبولين في الشارع، وقادرين على مخاطبة الناس بلهجتهم الأردنية، وأرى أن يتعاون الجميع مع الرئيس البخيت لإنجاح مهمته، لأن أي نجاح يتحقق هو نجاح للوطن، وتعود فوائده على الجميع.. وأدعو الرئيس إلى عرض المشاركة على الجميع، لكي يذلل كل الصعوبات والتربصات أمام حكومته..
هل سيحظى الأردن بحكومة شغيلة وطنية..؟؟ سؤآل لا يزال برسم الإجابة، لكننا نأمل ذلك.. نأمل ونأمل ونأمل..!!