أفكار سريعة عن الثورة

خالد ابو الخير
الثورة أي ثورة، هي ضد الظلم والقمع والاستبداد والركود والفساد، وسعي لإحقاق الحق ونشر قيم العدل والأمن والسلام والتقدم.
والثورة هي ابنة الفكر، وليست ابنة العصبية واللحظة الراهنة، وأي حركة ثورية لا تقوم على نظرية يمكن توصيفها بأي شيء عدا الثورة. وفق ما يقول أحد المفكرين الثوريين.
الثورة ينبغي أن تحمل البديل لما هو سائد، ومنهج أساس يجري التوافق عليه، أو يرتضيه غالبية الشعب، واستراتيجية يتعين تحقيقها أو العمل على تحقيقها. وهي بهذا المعنى ليست قفزة في الفضاء.. إلى الهاوية.
والثورة نقيض للفوضى، كونها تسعى في النهاية الى إقامة نظام، وحتى في أثناء سيرورتها تحمل في طياتها نظاماً، فاللصوص والانتهازيون وقطاع الطرق لا مكان لهم في هذه المسيرة، وكثيرا ما يجري التخلص منهم، عبر تقديمهم إلى محاكمة ثورية. لأنهم الأخطر على الثورة من العدو نفسه.
صحيح أن الفوضى من نتائج أي ثورة، لكنها ليست غايتها، فالفوضى في النهاية غاية لصوص الثورة وجلاديها.
والثورة يفجرها ويقودها مناضلون، لا رعاع ومشبوهين ومهووسين، مناضلون يقدمون القدوة والنصيحة والخلق الذي يحتذى، ويضربون المثل تلو المثل على قيم الفداء والتضحية والإيثار.
الثورة تسعى إلى بناء مجتمعها والحفاظ على منجازات وطنها وليس إلى تدميرها، وحتى لو خاضت صراعاً مسلحاً، تبقى حريصة على عدم التدمير والحفاظ على الأرواح قدر المستطاع لأنها الأمينة عليها.
والثورة تستنهض في الشعوب أجمل ما فيها، وتحدثها عن ماضيها التليد ومستقبلها المشرق.
مؤخرا.. كثر المقارنون بين الثورة الفرنسية 1789 ومجريات الربيع العربي، لكن المقارنين كانوا ينسون أن الثورة الفرنسية جاءت في أعقاب أزيد من مئة عام من الفكر الذي نَظَرّ لها.
قد يقال إن هذه الأفكار مثالية.. ولكن أليست الثورات مثالية أيضا، تأملوا شعارات أي ثورة وقارنوا..