الاردن وعواقب ضرب سوريا

الاردن وعواقب ضرب سوريا

ربما الكثيرون منا يتلذذون لضرب سوريا عسكريا ولكنهم يتجاهلون او ينسون ان هناك عواقب ربما تلحق بنا وفي جميع المجالات والميادين ؛ ومما يزيد المخاوف والعواقب اننا في الاردن بلد صغير ومحدود الموارد والامكانات ونحن الأكثر تأثرا بالازمة السورية منذ قيامها في شهر اذار (3) من عام 2011 وفي كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والامنية والبيئية. نوجزها بما يلي :
1- العواقب الاقتصادية : ستتأثر الاردن اقتصاديا في حال توجيه ضربة عسكرية لسوريا وذلك من خلال استخدام اسلحه الادرن الذي سيكلف الدوله المزيد من الاموال والنفقات لمزيد من التسلح. هذا بالاضافة الى زيادة اعداد اللاجئيين الذي بدورة يكلف خزينة الدولة مبالغ طائلة للإنفاق على البنى التحتية والقطاعات الاساسية من صحة وتعليم ومياة وان المساعدات غير كافية لمواكبة حجم وعدد نزوح اللاجئين نحو الاردن . ولا ننسى القطاع السياحي الذي سيتأثر سلبيا في حال نشوء حرب ؛ وكذلك الامر في الاستثمارات الخارجية وربما الداخلية ايضا التي ستتوقف ومن الممكن خروجها خارج الاردن بحثا عن الامن والاستقرار السياسي والاقتصادي . ناهيك عن انتشار البطالة بشكل كبير نتيجة لإحلال اللاجئين السوريين في العمل مكان العمالة الاردنية.
2- العواقب الاجتماعية : لعل ابرزها على الاطلاق اختفاء الهوية الاردنية ؛ فبعد اختفاء جزئي للهوية الاردنية منذ عقود سابقة نتيجة لظروف سياسية شهدتها المنطقة نتيجة الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ، سوف نشهد في نهاية العقد الثاني من هذا القرن اختفاء كلي للهوية الاردنية نتيجة للهجرات الكبيرة من سوريا ؛ فنحن الان وفي مباراة كرة قدم واحدة ننقسم الى قسمين فما بالكم في مبارتين ؟؟؟ .
ولاننا شعب مضياف وكرماء بامتياز سوف يهون علينا الطلب منهم الرحيل من وطننا او العودة لوطنهم وسوف نمنحهم الارقام الوطنية وجوازات السفر وحق الانتخاب والترشيح وغيرها . أما عن الحقد والكراهية من قبل اللاجئين السوريين تجاه الاردنيين فحدث ولا حرج وما زال البحث عن السبب قيد البحث ؟؟؟ على الرغم من انهم يعيشون بيننا وينتفعون بخيراتنا وحسن ضيافتنا واستغلال مواردنا المحدوده من تعليم وصحة ومياة ودعم المواد الاساسية من خبز وغاز وكهرباء وغيرها.
3- العواقب الامنية : هناك آثار سلبية قد تطال أمن الاردن واستقرارة وسلامة أبنائه نتيجة تدفق اللاجئين وزيادة اعدادهم وعدم القدرة على السيطرة عليهم والتجارب في مخيم الزعتري ومدينة اربد ( وللعلم فإن ربع سكان مدينة اربد الان لاجئين والخمس من سكان طيبة اربد ) خير دليل على ذلك حيث ان المواطن الاردني اصبح لا يأتمن على حياته ، ناهيك عن اعتصاماتهم ومسيراتهم وهتافاتهم المسيئة للاردن ملكا وحكومة وشعبا.
أما عن احتمال استخدام النظام في دمشق أسلحته الكيماوية على نطاق واسع داخل سوريا وعبر الحدود الاردنية فإنة يزيد من الضغط على الناحية الأمنية وخاصة في مواجهة احتمال حدوث تدفق هائل جدا للاجئين . أما في حال وصول الاسلحة الكيماوية للاردن وتدخل الدول الحليفة لسوريا فيصبح الامر اكثر تعقيدا بل حرب دولية وربما نجر الى حرب داخلية في الاردن احد اطرافها اللاجئين السوريين الحاقدين على الاردن وسهولة حصولهم على السلاح في حال نشوب حرب .
4- العواقب البيئية والضغط على الخدمات الاساسية والبنى التحتية : يقدر عدد اللاجئين السوريين هذه الفتره بـمليون ونصف المليون لاجيء أي بنسبة 25% من سكان الاردن هذا العدد الهائل متوقع للزيادة ليصل الى 50% من سكان الاردن على اقل تقدير في حال ضرب سوريا عسكريا هذا العدد أو هذه الزيادة المفاجئة بالسكان تتطلب زيادة في الخدمات الاساسية والبنى التحتية من مياة وكهرباء ومدارس ومراكز صحية ومستشفيات وطرق وسكن وبما ان مواردنا محدوده بل معدومة . ماذا نفعل ؟؟؟ ناهيك عن التلوث البيئي الذي اصاب اغلب مدننا وقرانا فأصبحنا نرى القمامة هنا وهناك وفي غير اماكنها واصبحت مدننا وقرانا وخاصة في الشمال ليست كما عهدناها في السابق من حيث الجمال والاناقة فأصبح الاثاث والملابس والغسيل منشور ومنثور في كل مكان وبقعه من البيت والشقة والشباك والبلكونه والسطح كاننا نعيش في عصر غير عصرنا وفي مكان غير مكاننا وترى الاطفال منتشرين في الشوارع ليل نهار وفي كل مكان يتجولون هنا ويتسولون هناك أما اهلهم وعائلاتهم فتراهم جالسين يفترشون الارصفه والحدائق واراضي الغير كانهم في رحلة استجمام .

بقلم: محمد علاونة