أين نواب العبدلي من غالاوي


أصاب من قال بان رجلاً يعد بمليون وأكثر، ولا سيما إذا ما كان نائباَ حقيقياً عن الشعب وليس هيكلاً مفروزاً لتعبئة مقعد كما هو الحال في كثير من برلمانات الدول العربية.
لقد وقف النائب البريطاني جورج جالاوي في مجلس العموم البريطاني بالأمس وأرتجل كلمة تسائل فيها عن جدوى الضربة العسكرية التي تنوي الحكومة البريطانية المشاركة فيها مع الولايات المتحدة الأمريكية ضد سورية. ومحور جالاوي كلمته المقتضبة حول فكرة
We know that the regime is bad enough to do it, but are they mad enough to do it
(قد يكون النظام السوري سيئاً بدرجة كافيه ليفعلها، ولكن هل النظام مجنوناً بدرجة كافية ليفعها) في الإشارة الى القصف الكيماوي الذي تعرض له المدنيين في الغوطة بريف دمشق. كما أشار جالاوي منفعلاً إلى الأعمال الوحشية التي تمارسها المجموعات المسلحة حيث ظهر أحد قادتهم يفتح صدر أحد القتلى ويخرج كبده ويأكلها أمام عدسة الكاميرا وينشرها تنظيمهم على اليوتيوب مشفوعاً بالتكبير بالله أكبر. كما أشار الى قيامهم بقطع رؤوس القساوسة بالسيف والتنكيل بالمدنيين، هل هؤلاء من تريدون أن يحكموا سورية.
جالاوي أستغل كل ثانية من الوقت المتاح له وسأل رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كامريون كيف تنوي حكومتكم المشاركة بهذا العمل بما يخالف رغبة الشارع البريطاني حيث اشارت صحيفة الديلاي تلغراف بأن 11% فقط من الشعب يدعمون مثل هذا العمل. كيف لكم ان تتجاهلوا مليارين ونصف إنسان تمثلهم دولتين (روسيا والصين) تحظيان بحق النقض الفيتو والذين يعارضون هذه الهجمة العسكرية، وهل أصبح حق النقض ليس ذي أهمية، في حين انه إستسهل لإجهاض أي قرار منصف للشعب الفلسطيني على مدى عقود من الزمن.
إن هذا الخطاب الصادق من رجل يعرف المنطقة قد قلب الموازيين في مجلس العموم البريطاني، وهذه دعوة لمن يستعجلون الضربة العسكرية على سورية للتريث قليلاً وإعادة التفكير بما ستئول إليه الأمور لو أن النظام السوري الحالي قد إنهار فجاة بدون وجود بديل حقيقي يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويبدأ بإعادة إعمارها على أسس الحرية والعدالة والديمقراطية الحقة.
صحيح أن مجلس نوابنا في عطلة ... ولكن، أولا تستحق الأوضاع في المنطقة الدعوة إلى إجتماع غير رسمي للتشاور فيما يدور في خاطر الشعب الأردني بخصوص سورية، ولتوجيه رسالة إلى العالم بموقف الشعب الأردني ... وهي فرصة للنواب لإثبات مدى تمثيلهم لآراء الأردنيين.