منصور المجالي يكتب لمعروف البخيت: صديقُكَ من صَدَقك

اخبار البلد-  ابدأ بالمباركة لدولتكم على الثقة الملكية المتجددة بشخصكم, وهّذا لم يأت من فراغ , فأنكم الأردني الصادق المنتمي لوطنه والمخلص لقيادته ومبادئه العالي بأخلاقه والسلس بتعامله مع الآخرين,أقول هذا من معرفة شخصية ومن معرفة عامه بكم وليس غزلا سياسيا أو مدحا لغاية, وأؤكد أنني لم أكن في يوم من الأيام مداحا كما أنني لم ولن أكون رداحا.

 
دولة الرئيس ...
 
الذي أنا متأكد منه أنك عانيت ما عانيت في فترة رئاستك السابقة , ولأنك الصادق المخلص الأمين حاول الآخرون من أصحاب المصالح والأجندات الخاصة إفشالك وبشتى الوسائل سواء بالممارسة بما هو متاح لديهم من أسلحة من خلال مواقعهم أوإطلاق الإشاعات و المعلومات الكاذبة عبر ازلام زرعوهم في مواقع شتى, حتى أنهم لجأوا إلى فبركة التهم حيثما اتفق والمحصلة أنهم روجوا كثيرا ضدك ووصفوك بالضعف وعدم القدرة على إدارة الأمور وقد يكون هؤلاء نجحوا فيما خططوا له , لكن كما هو معروف فإن للباطل جولة وللحق الف الف جولة وصولة وما نتمناه دائما أن تنتهي جولات الباطل في بلدنا وتشطب من قاموسنا الى الأبد وان لاتطل الفتنة بقرنيها كلما اتيحت لها ولناسها الفرصة. 
 
أننا يا دولة الرئيس أمام مرحلتين مهمتين, فأن الحسم فيهما هو طوق وطريق النجاه لنا ولبلدنا.
 
المرحلة الأولى هي ما سبق وان تمثلت في الأخطاء وعدم تنفيذ ما كان مطلوبا أن يتم تنفيذه ومنه ما كان يطلبه ولي الأمر قائد الوطن وتسببت هذه المرحلة بدخولنا بأشبه ما يكون حالة الفوضى في حياتنا وبشتى الميادين وما شابهها من حالات الإفساد والجنوح إلى الفساد , وكثيرون كانوا يحبذون أن نبقى نعيش في حالة الضبابية لأن حالة الصحو واليقظة وحالة الصدق والحقيقة لا تخدمهم , وفي تلك المرحلة كان الملاحظ فقدان حالة المساءلة والمحاسبة .. 

وحتى نطوي هذه المرحلة يجب أن لا نقول هنا "عفا الله عما سلف" واذا كانت هنالك من حالات تستحق المعالجة وتستحق المساءلة وتستحق المحاسبة يجب أن يتم ذلك، واعتقد ان هنالك حالات وهي كثيرة .  
 
أما المرحلة الثانية يا دولة الرئيس فانك أنت الادرى بها لانك تعرف ما هو مطلوب ولأنك العارف والخبير بالاوضاع وبالمفردات الاردنية ومفاصل وضعنا وتفاصيله، وسلاحك الأقوى لتنفيذ هذه المرحلة هو الدعم والرغبة الملكية في اختيار شخص مثلك للمهمة في هذه المرحلة، وهي رغبة ليست جديدة ولكنها متجددة , لكن الآخرين لم ينفذوها , فإن الرغبة الملكية ومتطلبات المرحلة الدقيقة ولأنك الأردني الغيور كل ذلك يعطيك السلاح والجرأة للبدء الحقيقي بالمرحلة , مرحلة الاصلاح الحقيقي بما هو مطلوب وبما جاء بكتاب التكليف .
 
فالأردنيون يستحقون ذلك فهم في المحصلة طيف واحد ويجب أن يكونوا كذلك , وأنني اجزم أنهم كذلك , وعلينا أن نهدم الخنادق التي حاول البعض بناءها، خنادق الذين ادعوا الولاء رياء ووضعوا آخرين في خنادق معارضة ليسهل ذبحهم وتشويههم , وصاروا يصنفون الناس في مختلف مواقعهم على مزاجهم وبما يتفق مع اهدافهم، ولفقوا ما شاء لهم من التوصيفات والادعاءات وصولا الى "الاستعداء" وبالتالي "الاستبعاد والابعاد"، لتخلو الساحة لهم لتنفيذ مىرهم وتحقيق مكاسبهم ولو على عاتق كبرياء الوطن وكرامته ووجوده. 

الشيء الأكيد والصحيح وما تعين علينا العمل من اجله والسهر والدأب عليه هو أننا جميعا نقف في خندق واحد الموالين منا و المعارضين، فخندقنا الحقيقي هو هو خندق الوطن , وحبنا وانتماؤنا للوطن وولاؤنا للقيادة. وهذه ه حصوننا ولا مفر لنا منها الا البذل والعطاء كل في موقع مسؤوليته بمكاشفة وصراحة وجرأة وإقدام. 
 
وعلى الصعيد الاقتصادي , اعتقد أن الاولوية تتركز في وضع خطة طوارىءْ اقتصادية معيشية حتى نتمكن من الخروج من عنق الزجاجة وتصل بنا للمرحلة الثانية وهي خطة متوسطة المدى تصل بنا الى الانتعاش والنمو الاقتصادي وللحد قدر الامكان من آثار التضخم, وهنا فان التركيز الاساس يكون على الشراكة الحقيقية ما بين القطاعين العام والخاص, حيث يشوب هذه العلاقة عدم الرؤيا الحقيقية. 

لذلك يجب أن تكون العلاقة ضمن استراتيجيات واضحة المعالم لأنه في النهاية وحسب ما يجري في العالم يجب ان نعمل على مبدأ "ما حك جلدك مثل ظفرك", ثم التركيز على قطاعي التعليم والصحة , فان لدينا سواء في القطاع العام أو الخاص انجازات وبنية تحتية ضخمة وكفاءات متميزة مشهود لها فهي لو استغلت ضمن استراتيجيات مشتركة فانها تمكنّنا من تقديم الخدمة التعليمية والصحية الأفضل للأردنيين كما تمكنّنا استغلالها للاستثمار فيها خاصة من قبل دول المنطقة والتي تحب التوجه للأردن في هذين المجالين. فكل السياسات السابقة لسوئها وضعف تقديراتها كانت تُبعد الأشقاء عن التعامل معنا في الأردن، وصرنا في المكان غير الموثوق للتعامل. 
 
أعانك الله دولة الرئيس , فالمرحلة ليست سهلة ولكن بالاخلاص والصدق وحسن النية والسير بالخط الصحيح نواصل المشوار , صحيح ان الطريق صعب وشاق لكنه في النهاية هو طريق النجاة وطريق الحياة, فهذا قدر الردن والأردنيين،، والمسؤولية عند المخلصين منهم دائما تبعة لا متعة،، 
 
وفقكم الله واعانكم ،، 
 
اللهم اهدنا واجعلنا من الصادقين،،  

* منصور المجالي/ لواء سابق