وحدة وطنية وقيادة شرعية ودولة قوية ...


على الرغم مما تعرضت وتتعرض له المنطقة من ظروف عدم الاستقرار والاستقطاب داخل بعض الدول المجاورة والذي ادى مؤخراً الى نزاعات كان بعضها دموياً بين بعض الانظمة العربية وشعوبها فقد اثبت الاردن على مرّ التاريخ ان ما ينعم به من امن واستقرار وسلام انما يستندُ الى هذا النبع الصافي الذي يرتوي منه الاردنيون من شتى الاصول والمنابت وذاك الحليب النقي الطاهر الذي اغتذى عليه ابناء الاردن منذ نعومة الاظفار ممزوجاً بقدسية تلك الارض الطيبة والثرى الطهور وتعاليم الدين الحنيف القائمة على الوسطية والاعتدال والامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
لم يعرف تاريخ العرب الحديث وحدةً لا اقوى ولا اسمى ولا اطهر من وحدة الدم والهدف والمصير التي تجذرت على تراب هذا الوطن الغالي وانعكست عراها الوثقى- التي لا انفكاك لها باذن الله – على ابناء شعب واحد ينتمي الى امة العرب والاسلام يعرفون بسيماهم واخلاقهم ومثلهم العليا المتمثلة بعشق التراب الغالي وهوى المقدسات غربي النهر وشرقيه والتقاليد القائمة على المروؤة والنخوة واكرام الضيف واغاثة الملهوف ونصرة المظلوم بحيث غدا هذا الشعب كالذين يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة واصبح هذا الوطن الغالي محجاً للباحثين عن الامن والسلام من المظلومين واللائذين بعدله وتسامحه من الجور والظلم والطغيان .
لقد غدت الشامُ عن شمالنا على شفا جرفٍ من سفك الدماء والاقتتال المشؤوم والموت الاسود المذموم ... قد ينهار بها في وادٍ سحيق من الفوضى والدمار والتخلف وليست مصر ولا بلاد الرافدين باحسن حالاً من الشام ... وشبح التشرذم والتقسيم الطوعي او القهري يطل برأسه من وراء تلك الغارة الغربية المرتقبة على المنطقة وما هي بغارة خيرٍ ولكن الله بالمرصاد لمن ارادوها وجرّوا المنطقة اليها برعونتهم وصلفهم غير المحمود .
لقد كان الاردن على الدوام وسيبقى آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر ومؤمناً بالله ولو كره الكارهون .... واثق الخطوة .... رابط الجأشِ مرتاح الضمير مستند الظهر لقيادةٍ هاشميةٍ ذات شرعية تاريخية وشعبية ... ولوحدة وطنيةٍ انصهارية ... باتت تشكل من تراب هذا الوطن الغالي المادة الاولى لرفع القواعد من وطنٍ كالبنيان المرصوص عصيٌ على التقسيم والمحاصصة والفتن الطائفية او العنصرية او الاقليمية
نعم سيرفع هذا الشعب الابي مع قيادته الحرة القواعد من وطنٍ سيقوم باذن الله على اسس الوحدة والديمقراطية والحرية المسؤولة ... بعيداً عن سفك الدماء وهتك الاعراض واغتيال الشعوب على اعتاب عروش الطغاة فتلك عادةٌ ما اعتدناها نحن الاردنيون وما عهدناها يوماٍ ولن نعهدها من قيادة هذا الوطن العارفة لحرمة الدماء والاعراض والممتلكات ... فهذا الخلق فيها وفينا اصيلاً وليس دخيلاً وهذا هو السر الذي ما عاد خافياً وراء اصالة وشرعية القيادة وقوة الدولة الاردنية وتماسك هذا الشعب وتلك هي معادلة الوحدة الوطنية والقيادة الشرعية والدولة القوية باذن الله .
سيظلُّ هذا الوطن واحداً قوياً ثابتاً بوحدتنا الوطنية وبقيادتنا الشرعية وبهمة الابناء وعزم الآباء ... وباقدامٍ تغوص في هذا الثرى الغالي جذور محبةٍ وانتماء كجذور شجر الزيتون ... بقاماتٍ منتصبةٍ فوق هذا التراب كاشجار السرو والبلوط منذ فجر التاريخ ... وبافواهٍ طالما كانت وستظلٌّ تهزج وتغني لهذا الوطن :
اردنُّ ارض العزمِ اغنية الظُّبى ........ نبت السيوفُ وحدّ سيفك ما نبا
صالح ابراهيم القلاب