لنضع الماضي ورائنا ولننظر الى الامام

لا يجوز لنا ان نبقى حبيسي الماضي بكل تفاصيله وبكل سلبياته وايجابياته مكانك سر ونكون في حالة انجماد لا نقوى على الحركه في اي اتجاه نبقى نطعن في الوطن ونجلد الذات ونسيء لانفسنا ولوطننا نردد نفس المعزوفه ذاتها ونفس اللحن المعتاد الذي سئم منه الشعب الاردني الذي يرغب بالتغيير والتجديد نعم لقد سئمنا واصابنا الملل والاحباط , كل صباح نطالع نفس الكلام والمقالات والخطب والندوات لا تغيير وبشكل حرفي نفس الوجوه ذاتها التي تتصدر واجهة الصحف والمقالات لا نسمع منهم غير الحديث عن الماضي لا جديد ولا يرغبون بالتجديد وفتح صفحه جديده من صفحات وطننا العزيز بكل تفائل وامل بالمستقبل الزاهر انشالله هذا ما يجب ان نكون عليه وهذا ما يدفعنا الى التطلع الى الامام بكل ثقة وعزم وتصميم على ان يكون الاردن انموذجا عربيا واقليميا في الحريه والديمقراطيه وحقوق الانسان . على مدار اسابيع عدة خرج الشعب الاردني بكل اطيافه في جميع مناطق الاردن بمسيرات واعتصامات حضاريه عكست مدى التحضر والانضباط والتقدم الذي يمتاز به مواطننا الاردني ورجل الامن على حد سواء طالبوا برحيل حكومة سمير الرفاعي الامر الذي ادى الى انحياز جلالة الملك لصف الشعب واقال الحكومه وكلف الدكتور معروف البخيت لتشكيل حكومه جديد بخطاب حمل بين سطوره الرغبه الملكيه الكبيره والصادقه في التغيير والتجديد واطلاق اصلاحات سياسيه واقتصاديه وكل ما طالب ويطالب به المواطن الاردني ومنذ لحظة صدور القرار الملكي السامي خرجت علينا نفس الوجوه بذات الكلام مرددين نفس عبارات الماضي منتقدين معارضين للحكومه الجديده التي لم نرى خيرها من شرها وبدأو بفتح صفحات الماضي مع ان الرئيس الجديد قد وعد باجراء اصلاحات شامله وحوارات مع كافة القوى السياسيه ومؤسسات المجتمع المدني والاحزاب للتشاور والاستماع لهم للخروج بصيغه توافقيه على جميع القضايا المطروحه منطلقا من التوجيهات الملكيه الساميه وهل هناك جديه في الطرح اكبر من قول الرئيس المكلف انه سيكافح الفساد والمفسدين وسيفتح كافة الملفات سواء الانطباعيه او تلك التي تدور حولها الشبهات وبأنه سيبدأ بالقضايا التي اثيرت خلال رئاسته الاولى ماذا نريد اكثر من ذلك وبهذه الشفافيه المطلقه التي يبدأ فيها الرئيس مهامه ومشواره الطويل الصعب لم يبقى عليه شيء والدور والعبىء الاكبر يقع على عاتق المواطن العادي والاحزاب وجميع مؤسسات المجتمع المدني من لديه شيء بجعبته فلينطق الان بدليل مادي وليس بكلام انشائي لا يستند الى الواقع بشيء او ليصمت للابد . نرغب جميعا بوجود معارضه وطنيه صادقه وغير مرتبطه بشكل او باخر بالخارج فكرا وعملا وتمويلا هدفها الاساسي تقدم الوطن وتحسين حياة المواطن والرقابه على اداء الحكومه واقتراح البرامج الاقتصادية والسياسيه البديله الناجعه عن البرامج الحكوميه القاصره عن احداث التغيير المطلوب ولكن لا يجوز لها ان تحشر نفسها في خانة المعارضه الضيغه من اجل المعارضه والصراخ والخروج بيانات وتصريحات ونقد بغير هدف وتسجيل المواقف فهذا ما لا يقبل ابدا عليها ان تنفتح على الحكومه بشكل جدي وان تقبل الرأي والرأي الاخر كما هو مطلوب من الحكومه والسؤال المهم الذي يدور في اذهاننا ماذا يريدون من وراء كل هذا وما اهدافهم التي يسعون الى تحقيقها كلها اسئله محيره ومستغربه بحاجه الى اجابه . المواطن الاردني مثقف وواعي ومدرك جيدا لما يدور حوله منطقي وبسيط في مطالبه يعرف حدوده جيدا ويعرف الامكانيات المتاحه لا يتوقع حدوث معجزات وان تحل جميع مشاكله بعصا سحريه وبشكل فوري لذلك تجده ينظر الى المستقبل بتفائل يتركون الماضي بكل ما يحمل وراء ظهورهم ملتفين حول قيادته الهاشميه يثقون بها ثقه مطلقه منطلقين بذلك من العلاقه القويه التي تربطهم بالقيادة والاسره الهاشميه والحب الكبير الذي يكنونه لها. لذا نقول لهؤلاء المتشائمين الرافضين لكل جديد لاجل الرفض وحب الظهور على قاعدة خالف تعرف ان يضعوا المصلحه العليا للوطن نصب اعينهم وان تكون شغلهم الشاغل وان ينظروا دائما للامام وترك الماضي وفتح صفحه جديده لان الشعب اصبح في حالة اشباع من الخطب والهتافات ذاتها حتى لا يفقدوا مصداقيتهم وان لا ينقلب السحر على الساحر فالمواطن يريد التغيير والتجديد للافضل لا الرجوع للخلف.