الانتخابات البلدية

يجب أن يفخر الأردن بأنه قد أجرى خلال سنة واحدة انتخابات نيابية وانتخابات بلدية وأن هذه الانتخابات جرت وتجري تحت اشراف دولي وتحت اشراف منظمات متخصصة محلية ودولية وأنها تجري بمنتهى النزاهة والشفافية وهذا مؤشر مهم جدا على أننا بلد ديمقراطي أو أننا قطعنا أشواطا كبيرة على طريق الديمقراطية وهذه شهادة لا نقدمها نحن لأنفسنا بل تقدمها لنا منظمات دولية متخصصة.
اليوم سيتوجه الناخبون الى صناديق الاقتراع لانتخاب رؤساء وأعضاء المجالس البلدية وكان هذا الاستحقاق الدستوري قد تأجل لأسباب تنظيمية لكنه يجري اليوم في جميع أنحاء الأردن وهو استحقاق دستوري هام جدا لأنه من المستحيل أن تكون هناك تنمية محلية في المحافظات اذا لم تكن هناك مجالس بلدية منتحبة تمثل المواطنين في مختلف محافظات المملكة.
اذن نحن نحتفل اليوم بعرس وطني وهذا العرس نتوقع أن يشارك فيه كل من يحق له الانتخاب لأنه بدون مشاركة هؤلاء سيكون هذا العرس الوطني ناقصا والأهم من هذا أن الانتماء الحقيقي للوطن يفرض على كل واحد منا أن يتوجه الى صندوق الاقتراع الخاص به لينتخب ممثليه في المجلس البلدي وأن يختار هؤلاء الممثلين الذين يتحملون المسؤولية من أصحاب البرامج الانتخابية المقنعة والذين يتقبلون السؤال عن هذه البرامج بعد انتخابهم وهل بالفعل التزموا بها ونفذوها أو نفذوا بعضها على الأقل.
لقد وعد الدكتور عبدالله النسور رئيس الوزراء بأن هذه الانتخابات ستجري كما جرت الانتخابات النيابية بكل نزاهة وأن الحكومة ستسمح لأي منظمة دولية أو جهة معنية بمراقبة هذه الانتخابات وأنها ستقبل أي ملاحظات يمكن أن تتقدم بها هذه المنظمات أو الجهات المعنية كما وعد بأن تلغى كلمة انتخابات نزيهة قريبا جدا لأنها ستكون بالفعل انتخابات نزيهة بدون أن يتم التأكيد على ذلك من أي جهة مسؤولة.
اليوم نفترض بأي أردني أو أردنية يحق لهما الانتخاب أن يتوجهوا الى صناديق الاقتراع وأن يمارسوا حقهم الذي منحهم اياه الدستور فالاستحقاق الدستوري هذا لن يتحقق بدون أن نشارك جميعا في تحقيقه وفي انجاحه على أفضل مستوى ممكن بحيث تخرج النتائج بشكل يمثل الجميع تمثيلا حقيقيا لأن نسبة الذين شاركوا في الانتخابات نسبة عالية جدا.
اذن نحن مدعوون جميعا الى أن نكون قادرين على تحمل المسؤولية ومقدرين تماما لهذه المسؤولية وهذا لن يتم الا اذا توجهنا الى صناديق الاقتراع وانتخبنا الأفضل والأحسن من بين المرشحين الذين سيمثلوننا في المجالس البلدية القادمة.
على كل حال لا نستطيع الا أن نبارك لهذا الوطن الطيب بهذا العرس الديمقراطي وأن نقول لكل مواطن أردني بأن وطنكم بخير وعلينا جميعا أن نقف بالمرصاد لكل من يحاول أن يعبث بأمننا واستقرارنا وأن نحافظ على المنجزات والمكتسبات التي تحققت عبر السنوات الماضية وهي بحمد الله انجازات كبيرة وأن نبني عليها.