لم يعد العالم مسرحا للعرائس الاميركية

كان رد رئيس الاركان الاميركي مارتن ديمبسي على السؤال الذي وجهه له السناتور الاميركي ليندسي غرام اثناء استجوابه في الكونغرس بتاريخ 18 / 7 / 3013 : ان لبقاء الاسد نتائج كارثية ستحيق باميركا , مما يعني تعزيز قدرات المقاومة وحزب الله , وبان الامور تجري لصالح الاسد , وبان النظام السوري يكسب المعركة , مما يشكل خطرا على اصدقائنا في المنطقة , الملك عبدالله , واسرائيل , .
منذ سنتين ونصف وسورية تواجه حربا دولية بالوكالة نيابة عن الولايات المتحدة الاميركية , عبر ادواتها في المنطقة الاخوان المسلمون الذين واجهوا هزيمة , وسقوطا لمشروعهم اطاح بعرابيهم " حمدي قطر " ومرسي " والقرضاوي , وحماس , واردوغان , لذا فقد اوكل ملف المؤامرة الى
السعودية التي تولت ملف الفتنة الطائفية , والمذهبية , والصراعات الاقليمية ,لادارة المؤامرة على سورية , اثر هزيمة مشروع الاخوان , والاطاحة بعرابيهم , حمدي قطر , ومرسي , وقد كان باكورة الدور السعودي , هو تمرد الاسيرفي صيدا , وتفجير الضاحية الجنوبية , وتفجير طرابلس , ومذبحة اللاذقية التي تعرض لها حوالي 850 شخص مدني قطعت رقابهم بطريقة وحشية من قبل جبهة النصرة , ثم تلاها استخدام الصاروخين الكيماويين من قبل لواء الاسلام , كردود فعل على الانجازات التي حققها الجيش العربي السوري في خربة غزالة , و القصير, وحماة , ومحيط دمشق في الغوطة الشرقية , والجنوبية .
القت انجازات الجيش السوري بتداعياتها على الولايات المتحدة التي تخوض معركة البقاء , مع اقتراب موعد جنييف 2 , واقتراب موعد الانسحاب من افغانستان واخلاء ساحة -اوراسيا - قلب العالم , ومنطقة نفوذ روسيا والصين , وبسبب ضغوط السعودية اللاعب الرئيسي الحالي في المؤامرة , والعدو الصهيوني , والطغمة المالية مالكة الثروات وشركات تصنيع الاسلحة في اميركا , الخ .. , كما اقتضى الامر التغطية على مذبحة اللاذقية , وضحايا الكيماوي في غوطة دمشق , التي تلاها ارسال فريق التحقيق الدولي , وتلتها هدنة مؤقتة لتمكينهم من التحقيق , قد تحول دون اتمام مهام الجيش السوري مؤقتا ,ودون ابادة المسلحين في الغوطة , وقد تمكنهم من التقاط الانفاس والتزود بالاسلحة والذخائر والمسلحين عبر الاردن , فكان الضجيج الاعلامي وقرع طبول الحرب , وارسال البوارج للمتوسط , والتهديد بضربة لسورية , قد تستعيد الهيبة المتبددة والهيمنة الاميركية التي خرجت , ولن تعود .
قد تتمكن اميركا من اعلان ساعة صفر لاي معركة , وقد تتمكن من تسديد ضربة محدودة , فهل تتمكن من اتخاذ قرار نهايتها ؟ في الوقت الذي تمتلك به منظومة المقاومة بنك للاهداف وقاعدة للمعلومات , التي قد تسدد لها الضربات , كالبوارج الاميركية في الخليج , ومصافي النفط , ومحطات توليد الكهرباء للعدو الصهيوني , الخ ..
العالم قد تغير, ولم يعد مسرحا للعرائس الاميركية تديره وفق مصالح الطغمة المالية التي تسرق العالم . منظومة المقاومة في ذروة جاهزيتها القتالية , وتحالفها الدولي عنصر قوة وردع , ووعي الشعوب العربي بكنه المؤامرة , والازمة الاقتصادية الاميركية الاوروبية , وهزائم اميركا في العراق , وافغانستان , ورأي وزير الدفاع ورئيس الاركان الاميركي بعدم امكانية خوض حرب , وارتفاع سعر برميل النفط المتوقع لارقام تشكل هاجسا مرعبا , كل هذه الضروف الموضوعية تجعل التهديد الاميركي حماقة , وفضيحة , وتخبط , وعري من اخر ورقة توت , لن تخيف سورية , ومنظومة المقاومة التي اشرفت على الانتصار .
عمان 26 : 8 / 2013 ت 0795581766