بالصور ... مدينة إربد تغرق في بحر من النفايات

 -أخبار البلد

تحسين التل 

alt
alt
alt
alt
alt
alt
alt
alt
alt
alt
alt
alt
alt
alt
alt

 ما أن تدخل وسط المدينة حتى تواجهك أكوام النفايات، وحاويات صدئة، مثيرة للإشمئزاز، وتتناثر من حولها كميات هائلة من الزبالة، والروائح الكريهة تحيط في المكان. مدينة إربد تغرق في فوضى مطلقة، فالبلدية تعجز عن حل مشاكل مستعصية، سببها الإهمال فيالنظافة مع وجود 150 عامل وطن، وعدم تحمل مسئولية تطوير الشوارع الداخلية وتأهيلها لكي تستوعب الزيادة الكبيرة في عدد السيارات، وعدم قدرة الشوارع المهيأة للتعامل مع نسبة محددة من الحركة المرورية؛ على تحمل الضغط الكبير لآلاف السيارات والشاحنات المتوسطة والكبيرة،  وقيام المجلس البلدي المنتهية صلاحياته وفق القانون برفع كتاب لوزير البلديات والداخلية للموافقة على تعيين 25 عامل وطن، مع أن إربد تعاني من مشكلة النظافة وتراكم النفايات ولم يستطع ال 150 عامل؛ تنظيف ولو بشكل جزئي  بعض الأحياء والشوارع، وكأن مهمة العمال أن يقوموا بتصنيف النفايات وفرزها للإستفادة منها وبيعها، وترك الشوارع والأحياء تعاني من قلة النظافة.

وصلنا كتاب موقع من رئيس البلدية السابق مرفوع لوزير البلديات والداخلية يطلب فيه تعيين عشرات العمال بوظيفة عامل وطن، وهي الإسم الراقي لعامل النظافة، ويبدو على الرئيس أنه تعلم من المسئولين في البلد، تعيين أكبر قدر ممكن من الوظائف قبل رحيله وكما يفعل غيره من الوزراء ورؤساء الوزراء، ورؤساء مجالس الشركات. ومع أنني لست ضد التعيين ولو كنت مسئولاً في الدولة لقمت بتعيين أكبر عدد ممكن من الأردنيين، لكن خلال وظيفتي وليس قبل خروجي منها بساعات وهنا الفرق؟

إربد أصبحت عجوز الشمال؛ فمن يدخلها يصاب بالذهول، وتدمع عيناه على ما آلت إليه عاصمة الشمال، ودرة المملكة، وسلة الأردن الغذائية، والمنطقة التي يتواجد فيها أكبر عدد من العيون المائية العذبة، والتاريخ المجيد لعائلات وعشائر أردنية ساهمت في بناء ونهضة الوطن، وكان لإربد الدور التاريخي الكبير في الثورات العربية الكبرى ضد المستعمر الإنجليزي والفرنسي. إربد أصبحت من أكثر المدن الأردنية فوضى، ومشاكل بيئية، وسكانية، ويمكن أنها تفوقت على مدينة الزرقاء بقلة النظافة، والمشاكل والزعرنة، وارتكاب الجرائم.

الزائر للمدينة لن يشاهد الآثار، أو الحدائق العامة الجميلة، أو الأسواق التراثية القديمة التي تجلب السياحة والسياح، ولن يشاهد متحفاً واحداً يحتوي على تاريخ إربد القديم قبل بداية تأسيس الدولة؛ إنه يشاهد نفايات متراكمة، وحاويات تعترض الشوارع، والأحياء، والأزقة، تعبث فيها القطط والكلاب والجرذان، ويغطس فيها كل باحث عن علب، وبلاستيك، وكرتون وزجاج للبيع، فقد أصبحت من المهن المحترمة لكثير من الشباب، وهنا؛ لا داع لأن يقوم (أي رئيس بلدية) بتعيين عمال وطن ما دام أنهم في كلا الحالتين سيقومون بالبحث والتنقيب عن ما يمكن بيعه في سوق الخردة؟

كانت البلدية  قبل 20 عاماً تستخدم سيارات النظافة في تنظيف الشوارع وغسلها بالماء، وسيارات مخصصة لسقاية الحدائق الصغيرة والجزر الوسطية، وكانت قصبة المدينة تشع نوراً، وعلماً، ونظافة. فالبلدية لم تنشأ من أجل تنظيف الشوارع، بل كانت واجهة الحكم المحلي، ومسئولة عن توزيع المياه، وتأخذ شكلاً من أشكال الحكومة برئيسها وأعضاء مجلسها البلدي. كانت المجالس البلدية تعمل مع الأهالي كوحدة واحدة للعناية، والصيانة، والمحافظة على جوهر المدينة قبل أي شيء آخر.

يعتبر وسط المدينة والأحياء الشمالية، والغربية من البؤر التي يصعب التعامل معها، فالمشكلة تكمن بعدم جدية البلدية في التعامل مع المزابل، وعدم قدرة العمال على تنظيف المدينة، وتحول العمال المصريين الى تجار خردوات في الصباح، وحراس عمارات بعد الظهر.. الآليات شبه معطلة ولا تلبي الحاجة الملحة للعمل، وكثير من أعمال النظافة، والزفتة، والصيانة تذهب للواسطات، وللنواب والوزراء والشخصيات العامة، وبقية المناطق مهملة بالكامل..

- كتاب يبين أسماء 25 عامل وطن طلب الرئيس تعيينهم بسبب حاجة المدينة لعمال النظافة وهذا يعني أن البلدية فيها 175 عامل وطن لا يعملون بتاتاً، والدليل تراكم آلاف الأطنان من النفايات في شوارع المدينة..

- كتاب رسمي يبين توقيع رئيس البلدية مكان عبد الرؤوف التل الذي انتهت ولايته على بلدية إربد قبل سنتين تقريباً؟!

- مفارقة عجيبة: هناك أكثر من 4000 موظف بلدي، يقابلهم 175 عامل نظافة.. فتأمل يا رعاك الله..

- النفايات في وسط المدينة وأمام المحلات التجارية التي تبيع مواد غذائية بالجملة، وبالقرب من حسبة الخضار والفواكه. هل يجوز بيع المواد الغذائية بين النفايات؟

- عمال النظافة المصريين الذين تطلق عليهم بلدية إربد إسم عمال وطن، أصبحوا تجار خردوات، بالإضافة الى وظيفتهم في (عدم تنظيف المدينة)..؟!

- أكثر ما يؤلم المواطن؛ وجود مسجد إربد الكبير الذي بني قبل أكثر من مائة عام داخل سوق الخضار، وتحيط به النفايات من كل جانب، وأنا أعني ما أقول. المسجد يعاني من عدم توفر النظافة، واستخدامه من قبل أصحاب المحلات، ورواد السوق، وعدم مراعاة النظافة فيه، وعدم مراعاة الآداب العامة بين صغار التجار وأصحاب المحلات الكبيرة، ومن لا يصدق فليذهب الى المسجد ليشاهد ويسمع ما يحدث حول الجامع الكبير..