الى وزير الاوقاف الأكرم: خطب الجمعة في الاردن دخلت عالم السياسة !



إن التناقض الجوهري بين الخطباء في انتقاء المواضيع التي يطرحونها، وبالأخص في الامور المتعلقة بالشؤون الخارجية للاردن. مثال ذلك القضية السورية فبعض الخطباء يناصرون المعارضة السورية ويدعون لهم وآخرون يصفونهم بالارهابين ويدعون عليهم، اما بخصوص القضية المصرية وهي شأن داخلي لمصر ولا ضرر ان نتدخل لحقن الدماء وتقارب الصف واللحمة بين ابناء الشعب , ولكن بعض الخطباء في الاردن يناصرون الاسلاميين في مصر ويؤيدونهم ويحرضوهم على حمل السلاح للدفاع عن انفسهم ضد اهلهم ويصفون معارضيهم بالخونة والبلطجية وخطباء آخرون يصفونهم بالعملاء وانهم اصحاب اجندة خارجية (طبعا كل ذلك دون دليل او برهان الى ما نراه على الاعلام)، فالسؤال هنا ؟ هل هذا هو المطلوب من خطبائنا الاجلاء لتقوية الصف الداخلي واللحمة الوطنية لمواجهة كل التطورات والاخطار المحيطة بنا لان الوقاية خير من ألف علاج. ولاكن للاسف ان الصراع بهذه الشدية بين من نثق بهم كمرجعية دينية تتسم بالصدق والتقوى بعد القرآن الكريم والسنة النبوية يجعل المسلمين وغير المسلمين في حيرة من أمرهم. أما على وجه الخصوص فأن هذا التناقض والانحياز ينعكس على من يرتاد مساجدنا من اهلنا مما يحدث شرخ وتفرقة ونزاع في بعض الاحيان ويفرخ مؤيدون ومعارضون لما يؤول اليه الخطباء وهذا الامر ليس من مصلحت الوطن وخاصة عندما تمس الفرقة العائلة الواحدة والعشيرة الواحدة والبلدة الواحد ومنها لكل الوطن . لان المساجد في الاردن والحمد الله موجودة في الارياف والقرى والمدن وبكثرة مما يعني وصول الكلمة الى الامي والمتعلم والى الصغير والشاب والى الام والزوجة والاخت والى كل من يسمع. لذلك اقول: لوزارة الاوقاف إن هذا ألأمر يحتاج الى اعادة تنظيم وان لا يترك الأمر لأهواء بعض الخطباء مع احترامي الشديد لهم. لانني استشعر ان هناك انحراف عن المسار والهدف لتهيئة الاجواء لفئة معينة لادخالنا في نفق مظلم
.