فرغت جعابهم يابخيت

 

                      فرغـــت جعابــــهم يابــــخيت

زياد البطاينه

 

الفراغ الفكري حالة مرضية تصيبُ أصحاب العقول الصغيرة والنفوس الحاقدة. ولاأعتقد أنَّ أحداً على وجه هذه الأرض يكره الآخرين ويتتبع عثراتهم ليضخّمها ويتاجر بها. متوكئاً على مقدرته في تزوير الحقائق وقلب الوقائع إلا مصاب بمرض الفراغ الفكري. ولاأظنني مغالياً إن قلتُ إنَّ آثار هذا الداء على الجسم الاجتماعي لاتقل خطورة عن الأوبئة الفتاكة التي تخلّف آلاف الضحايا بين مشوّهٍ وقتيل. وبالمناسبة, إنَّ هذا المرض العضال مُعدٍ وسريع الانتشار لذا ترى المصابين به نشيطين لايهدؤون أبداً حاملين فيروسات مرضهم إلى من يستقبل ترهاتهم وأكاذيبهم التي لاتعرف حدوداً ولاتراعي حرمة ولاتحترم عرفاً أو قانوناً اجتماعياً وأخلاقياً.

اليوم يفرغ خصوم البخيت وحساده  مابجعابهم فلايجدون بها الا موضوع  كازينو البحر الميت فيريدون تحريك السكون وهم واهمون لان اشعة الشمس لايحجبها الغربال  وموقف دوله الرئيس معروف البخيت منه معروف الصابر الواثق والذي قابل الاساءة بالمعروف نعم
لم يكن يتوقع  دولته  أنَّ الإحسان يقابلُ بالإساءةِ, والمعروف بالغدر والخيانة. لأنَّ هذه المصطلحات غير موجودة في قاموسه ولا يعرف لها ترجمة بلغته التي تعلّمها في بيت كل حجرٍ فيه ترمزُ إلى مكرمةٍ من مكارم الأخلاق. فهو الفارسُ المتأصل بالشجاعة والكرم والوفاء. المتفرد بقلب لا ينبضُ إلا بالحب والسماحة والحنان. وعقلٍ لا تشغله الصغائر ولا تستهويه المكائد والمؤامرات, ونفس شفافة رقيقة تأبى الانحدار إلى الدناءة والبذاءة أو الارتهان لغير السمو والترفع عن سفاسف الأمور وسخافات الحياة. وإيماناً منها بحتمية الفناء المادي والخلود المعنوي الذي تعدّ الكرامة السبيل الوحيد لولوجه والتربع على عرشه الأبدي.
لذا لم يتردد لحظة في إغاثة ملهوف

يروى إن هناك فارس  اعترضه رجل  في الطريق شاكياً ما ألمَّ به من ألم عضال منعه من الحركة والسير إلى المدينة, ولم يتوانَ لحظة عن النزول عن صهوة حصانه ليجلسه مكانه, ويعطيه اللجام الذي أصر على أخذه احتراماً للنبل والرقة والعطف وتعبيراً عن الإجلال والإكبار لما قام به هذا الفارس المقدام ؟!! ولم يظن للحظة واحدة أن هذا المريض نصّاب وقاطع طريق ومحترف للكذب والاحتيال والخداع, إلا عندما همز الحصان وانطلق به مسرعاً تاركاً إياهُ وحيداً في طريق مقفرة مقطوعة. ونظراً لأنَّ أخلاق الفارس لا تبيحُ الاستجداء والرد بنفس الطريقة ناداه بصوت رضيٍّ: يا أخا العرب! أرجوك أن لا تروي ما حدث معنا كي لا تميت النخوة والمروءة في نفوس الرجال!. لا أشك أن أغلب الناس يعرفون هذه القصة ويروونها في مجالسهم,
لكني متأكدٌ أن قلةً منهم من يتمثل أخلاق هذا الأبي البطل.‏ وعوضاً عن إثارة الفتن والشائعات, وتهويل الأمور واختراع الأكاذيب, يقومون بنشر الفضيلة وتعزيزها وتجسيدها في سلوكهم لأنَّ السلوك أبلغ تعبير عن الفكر والقيم اللذين يحملهما الإنسان, ولأن التسامح لغة الأقوياء, والمحبة لغة العظماء, فإننا نهيب بهؤلاء الذين لا يعرفون هذه اللغة أن يتعلموها لأنها لغة الحق والشرف والكرامة والعز

بكل ثقة وجراة يعلن اليوم دولة الدكتور معروف البخيت انه سيفتح ملف الكازينو وهو الماخذ الوحيد على دولته والذي يتردد على السنه خصومه  ممن لم يجدوا  ماخذا على دولته 

من جديد يقفز ملف الكازينو الاول والوحيد الذي لم ير النور بعد الى الواجهة حيث لم تفلت الحكومات في الاردن من كمين الجدل المتنامي حول صفقة الكازينو التي اصبحت معيارا للنقد اللاذع وللنقاش الاجتماعي - الاقتصادي والاهم للاعتبارات الدستورية.

قضية الكازينو" تعيد الى الاذهان اغتيال الشخصية التي تعرض لها رئيس الوزراء الاسبق معروف البخيت دون حق او مبرر وتحكي كيف امتطى رئيس الوزراء السابق نادر الذهبي جواد المكابرة مدعيا بأنه هو من اوقف اتفاقية انشاء الكازينو على الاراضي الاردنية وبالتحديد في منطقة البحر الميت، ليصبح -الذهبي- الرجل السوبرمن في السياسة الاردنية حينها ،ويحاول ان يخدع الشعب الاردني الذي صدق فعلا ان الذهبي هو صاحب مبادرة الغاء اتفاقية انشاء الكازينو،رغم ان الاتفاقية ابرمت والغيت في عهد دولة  البخيت  وبحسب الوثائق الرسمية فقد قر ر دوله البخيت بالفعل وقف العمل بالاتفاقية في 22 تشرين ثاني 2007 ، وجاءت الحكومة الحالية لتقرر هي الاخرى ايقاف العمل بها في 29 تشرين ثاني 2007 وبعد سبعة ايام فقط على اتخاذ الحكومة السابقة قرار تجميدها.،وتم استثمارها واثارتها في عهد الرئيس الذهبي وكان من المقرر إن يتم تعويض المستثمر البريطاني من اصل كردي في عهد حكومة رئيس الوزراء الحالي سميرالرفاعي!

ملف كازينو البحر الميت مر  عبر ثلاث حكومات متعاقبة وبتصريحات مختلفة واشارات فظيعه وبدلالات خطيرة جداًحيث كشفت اسلوب قتل الشخصية وتسديد الفواتير وكسب الشعبية باساليب ملتوية  

وبالعودة الى تاريخ فتح هذا الملف والذي اصبح يمتلك تاريخ يسيطر في عهد الحكومات في الاردن ، ويترافق مع هذا الحديث السؤال المطروح :ما قصة "كازينو البحر الميت"؟

االقصة بدأت حين تقدم مستثمر بريطاني من اصل كردي يدعى "محمد رشيد أو خالد سلام" بطلب السماح له بأستثمار في الاردن حيث قدم الاخير مسودة اتفاقية ودراسة جدوى لمشروع انشاء كازينو في البحر الميت، فقام وزير السياحة في حينها أسامة الدباس بعرض المشروع على رئيس الوزراء انذاك معروف البخيت

،فطلب دوله البخيت عرض الموضوع على مجلس الوزراء المصغر لدراسة الجدوى الاقتصادية من المشروع ولأبداء الرأي.

قام وزير السياحة الاسبق اسامة الدباس في حينها بعرض المشروع على مجلس الوزراء المصغر فوافق عليه المجلس بأستثناء وزير الاوقاف السابق عبد الفتاح صلاح وشريف الزعبي وعبد الاله الخطيب والذين رفضوا الموافقه على المشروع.

وبعد تحقيق الموافقة المبدئية على ابرام الاتفاقية عاد الدباس إلى رئيس الوزراء البخيت ليوافق على الاتفاقية بعد ان وافق مجلس الوزراء المصغر عليها.

كان دوله البخيت منشغلا بالتحضير للانتخابات النيابية لعام 2007 وامور الدوله إلا انه 

بعد مرور اربعة ايام تنبه البخيت الى الموضوع " حيث سارع الى استدعاء وزير السياحه في حكومته اسامة الدباس طالباً منه وعلى عجل العمل على إلغاء الاتفاقية

وكان يعرف ان هذا الموضوع من السهل والممكن استغلاله في الدعاية الانتخابية سما وانها كانت الاستعدادات على اوجها لانتخابات 2007 خاصة من قبل التيار الإسلامي المعارض للحكومة، ولم يكن مجلس الوزراء يتعامل مع أشخاص في هذه القضية بل أن الملف المعروض عليهم كان لشركة بريطانية ترغب الاستثمار من خلال فتح كازينو يكون رواده من السياح مع منع الأردنيين من دخوله،

 

اذن فان ملف قضية الكازينو الاتفاقية والغائها تم في عهد معروف البخيت وليس نادر الذهبي الذي استعمل القصة لكسب الشعبيه على حساب الاخرين ولكن الاهم ان النتفاوض كان بعهد الذهبي لان المستثمر عندما الغى البخيت الاتفاقية ثار وهاج ولجا للذهبي السيد الجديد الذي فاوضه وتوصل معه لاتفاقية ستلزم دوله الرفاعي بالتعويض 

 

pressziad@yahoo.com