هل يشعل الرئيس ثورة الجياع في الاردن

اخبار البلد - خالد الخريشا
لعلي اعود هنا الى ثورة فرنسا التي أطلق عليها ( ثورة الجياع) على الجبابرة والفاسدين حين قالت احدى بنات الملك وقتها للشعب الثائر اذا لم يجد الشعب خبزا فليأكل كعكا , وليتذكر رئيس الحكومة هذه الثورة التي قامت في فرنسا عام1789 على الطغيان والجوع والظلم والجبروت والتي اعتبرت فترة تحولات سياسية واجتماعية كبرى في التاريخ السياسي والثقافي لفرنسا واوروبا بوجه عام فنامت فرنسا على براكين ثورة الجياع واستيقظت على حرائق وغضب الضواحي الباريسية التي يعشعش فيها الفقر والبطالة والتهميش والحرمان وغياب العدالة المعيشية والاجتماعية ويبدو ان العدالة والشعب مصطلحان سقطت من اجندات الحكومات الاردنية المتلاحقة .
نعم المصلح الاقتصادي أرهقنا ببرامجه التي هي من جيوب المواطن ونتذكر دعم المحروقات حيث حول الشعب الى متسولين على قارعة البنوك كما ان الدعم لم يصل الا الى 10% من ابناء الشعب وفي حينها رفض الاستماع الى اراء جميع المحللين الاقتصاديين في البلد من خلال طرح البدائل واليوم يريد ان يلعب برغيف الخبز ولا أعرف كيف سيصل رغيف الخبز الى الابناء الذين يدرسون في الجامعات البعيدة عن مراكز المدن وما هي الاجراءات اذا اراد المواطن ان يعمل وليمة عرس لاحد ابنائه والطامة الكبرى اذا كان هناك ضيوف وضاعت البطاقة الغبية ماذا يفعل حينها المواطن نعم لنكون صادقين لا يشعر المواطن الاردني بانه يعيش عيشة كريمه في وطنة لان الوطن اصبح للمنتفعين والمارقين واصحاب المصالح الانية الضيقة والذين شبعوا على حساب الاكثرية وبعض الاحيان تشعر وكأنك لاجيء في وطنك وقالو ان الجوع في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن , نعم تمادت حكومة النسور على المواطن الاردني ولنتذكر ثورة ( جرار الغاز) التي راح ضحيتها أربعة شباب ابرياء كما تمادت في رفع اسعار الكهرباء مستغلة الاحداث المؤلمة في مصر من اجل تنفيذ املاءات صندوق النقد الدولي الذي اوصل الاردنيين الى الدار السوداء وهي اليوم تريد ان تجهض ما تبقى من كرامة الاردنيين من خلال تطبيق البطاقة الذكية على رغيف الخبز الحاف وكنا نتمنى ان تطبق البطاقة الذكية من اجل تحسين احوال الناس المعيشية والنهوض بهم الى مصافي الدول التي تحترم وتقدر مواطنيها لا أعرف هذه الحكومات وهذه الانظمه التي لا تريد ان يملك المواطن مروحة سقف ولا سيارة مهترية ولا صوبة غاز في عز الاربعينية وكأنهم يريدوننا أحياء لكننا أشباه أموات , وحكومة النسور من خلال مسيرتها طبقت المثل الاردني الدارج (مكسر لا تأكل وصامد لا تأكل وكل حتى تشبع ) .
نعم نحن اكثر شعب في العالم يدفع ضرائب وعلينا دخول أرقام جينيس العالمية لان موازنة الدولة من ضرائب وجيوب الاردنيين تصل 53% ونذكر الرئيس ان البقرة الحلوب وهي جيب المواطن لم يبقى منها الا الجلد والعظم فهل يريد الرئيس ان يحلب النواة أي ( نخاع العظم) نعم الضرائب على المواطن في ازدياد واخرها ضريبة الهاتف الخلوي الجنونية وبطاقة الخلوي أم الدينار يذهب نصفها للدولة ورفع المشتقات النفطية في استمرار دون خجل او وجل من الشارع الاردني , نعم رئيس الحكومة خلال الشتوة الماضية ارجعنا الى عهد الاربعينيات حيث العودة الى صوبات الحطب واليوم مع البطاقة الذكية يريد ان يرجعنا الى ( العربود) خبز الرعيان لكن عربود الامس الذي يصنع في العراء من الصعب صناعته في الشقق الاسمنتية المكتظة
المواطن الاردني صبر وتحمل حكوماته المتعاقبة اكثر من صبر ايوب فالمسوحات الحكومية قالت ان خط الفقر للمواطن الاردني هو الذي يقل دخله عن 600 دينار شهريا وفي المقابل وزارة العمل اقرت ان الحد الادنى للاجور هو 190 دينار فشتان ما بين هذين الرقمين فكيف يوزع المعاش على التزامات المواطن الاردني فأقل اجرة لشقة صغيرة بعد لجوء السوريين صارت (150) دينار ولعلي هنا ارجع بالذاكرة الى شاعر الاردن عرار عندما قرب المشهد الحكومي وقال حكومة بتارة جبارة فيها الرئيس لولب الوزارة رئيس الحكومة يأكل البسكوت والشعب لا يجد القلية .
نعم الحكومات قتلت من خلال برامجها وخططها المجحفة ذرات الولاء والانتماء الحقيقي عند المواطن الاردني وانني اجزم صادقا ان غالبية ابناء الشعب بفضلون الهجرة من البلد التي ما زالت تتحكم بها ثلة من الفاسدين والمفسدين الذين جمعوا الثروات وتكرشت بطونهم على حساب المواطن الاردني الجيعان , نعم يا دولة الرئيس ان ثورة الجياع تكون مدمرة لا هوادة فيها لان الذي لا يملك شيئا والمحروم من كل شيء لا يخاف أي شيء فاحذر ثورة الجياع لان رغيف الخبز هو ما تبقى من أجل كرامة الاردنيين ..!!