الموت يغيب جسد نواة أسطورة شعرية وكلماته تبقيه في قلوبنا (ابراهيم جميل الصرايرة)

قبل عام نشر موقع اخبار البلد خبر صدور ديوانه الأول (ارج الهوى) واليوم ننشر خبر ترجله عن فروسية القلم.

ليس في وصفي رياء ونفاق، فالرياء والنفاق يكون مع ذوي الملك والسلطان الأحياء، وإن كان اليوم فهو مع قصة أسطورة عذب الكلمات التي تحكم القلوب بطيبها ولا تحكم الأجساد بسطوتها، مع من تبقى كلماتهم وابتساماته حية فينا حتى بعد رحيلهم، ليسو كمن تبقى أثار قيودهم تسور معاصم أيدينا، على الرغم أن أخبار وفاتهم أو بقائهم أو تميزهم لا تشد انتباه الباحثين عن تصيد الأخبار لكنهم خبر يبقى ولا يزول في قلوب وفكر من عرفهم، فها هو الموت ربما قهرًا وربما غصة وربما...كيفما كان يغيب نواة أسطورة شاعر أردني شق طريقه نحو إتقان زخرفة وحياكة ونقش بل صياغة الكلمات في القلوب من خلال كم هائل من أشعاره ليكون اصغر الشعراء سنًا ضمن تمام وصف الشاعر ومن أسرعهم اندفاعًا نحو بناء أسطورته الشعرية، من عرفته صديقًا وزميلاً ومفكرًا (الشاعر المغفور له بإذن الله ابراهيم جميل الصرايرة)، فقد أنجز ديوانه الشعر الأول في مرحلة دراسته البكالوريوس في جامعة مؤتة وعرفه الطلاب والأساتذة بلق (شاعر مؤتة) وهكذا عرفته جامعة مؤتة حيث كان مسرح عمادتها منصته الشعرية بأومسيات عديدة، وسرعان ما أنهى البكالوريوس بامتياز باللغة العربية، واندفع نحو الماجستير وفي اثنائه سطر ديوانه الثاني، كما انهى الماجستير متميزًا في تخصصه ليبدأ طريقه نحو مرحلة الدكتوراة التي أوشك على إنهائها ليجد الموت متربصًا به ليحول بينه وبين حلم إكمال الأسطورة الشعرية كما كان يريد.

ربما يجد البعض قصة هذا الشاعر عادية، لكنه كان يخطو خطوات كبيرة نحو ما كان يراه، فقد تميز باللغة العربية وتميز برسم مسيرة تميزه بخطوات ثابتة مدعمة بمحبته لما يقوم به وبتوافق علمي وعملي، فهو لم يكن هاويًا للشعر بقدر ما كان متمكنًا ومغرمًا بما يكتب، ضمن قصر حياته فقد التي لم تتجاوز السابعة والعشرين إلا أنه فرض مكانه ضمن حدود الكرك كشاعر لم يسعفه تجاهل من لا يجلسون الناس مجالسهم بأن يكون ضمن دائرة أكبر، فهو لم يستقي من رعاة الثقافة مكانته، وما يوسف ويضع في القلب غصة أن لا يستشعر الوطن ودعاة رعاة الوطن مكانة أمثال ابراهيم في مجتمعنا وأن يكونوا مجرد عابرين في مكان ليس بمكانهم وزمان ليس بزمانهم.


ديوانه المطبوع (أرج الهوى) وتحت الطبع له الآن ديوان.


رحم الله شاعر مؤتة ابراهيم جميل الصرايرة وغفر ذنبه واسكنه فسيح جناته إن شاء وهو الغفور الرحيم.


بقلم : المهندس مالك خلف القرالة