ويسألونك.. عن الوزير محمد القضاة!



لم يخطر في بال الأردنيين يوماً، أن تجري رياح الحكومة العاتية بما لا يشتهي أبناء شعبها الأصيل، لكنه الإصلاح، الذي بات مادة إعلامية دسمة، تدرّس لنا يومياً في المؤتمرات، والخطابات، وعلى منابر المساجد، وفي مدرجات الجامعات، وعلى شاشات التلفاز، حتى تغلغلت في الأوصال البشرية، وباتت حقنة مهدئة لا بدّ للمواطن أن يتجرّع منها، ليبقى على أمل أن الإصلاح آت لا محالة، وأن الصبر على الإخفاقات، والمصائب مسألة وقت، وما على المواطن إلا الدعاء أن يكون التعديل الوزاري شجرة مثمرة ينال منها الوطن الشهد، والعسل.
وبالأمس خرج الوزير القضاة من الحكومة الإصلاحية المفترضة في ظل تعديل وزاري غاير طموحات الأردنيين، وقلّص من آمالهم في السير نحو دولة إصلاحية قادمة، لا مجال فيها لأي شخصية أثارت الجدل نتيجة تصرفاتها، واحتكارها لقوت المواطن الكادح، فكان الوزير القضاة الأمل المتبقي في تجفيف منابع الفساد ومحاربة المتنفذين الذين تسلّقوا على أكتاف الشعب الطيب، وطبقاته الاجتماعية المختلفة، لينعموا بالخير الوفير نتيجة صفقات اقتصادية مشبوهة.

ومع ذلك كان المواطن الأردني يتأمل أن يشهد هذا العام موسم حج خال من المساجلات، والواسطات، والتنفيعات، والمكرمات، والاستثناءات، وأن يتساوى الجميع في المعاملة، في ظل مراقبة مشددة لا مجال فيها للمتكسبين لجنيّ الأرباح على حساب حجّاجنا الطيبين. ومع ذلك قتلت الحكومة الحلم قبل أن يتحقق عن طريق خروج الوزير من وزارة أثارت الجدل حول سياستها، وطريقة تعاطيها مع قضايا هامة، وبخاصة فيما يتعلق بأئمة المساجد وطريقة اختيارها لهم، وكيفية تعاطيها مع القضايا المجتمعية التي يمرّ بها الوطن بالإضافة لاستبعاد العديد من الخطباء المتميزين، وما ذنبهم ؟، إلا أنهم تحزّبوا في أحزاب لا تتماشى مع أفكارهم.

ما فائدة التعديل الوزاري؟ إذا كان يعاقب الوزراء المتميزين في السير نحو الإصلاح المنشود؟، والبقاء على وزراء لا نشاهدهم إلا في المناسبات الاجتماعية، والجاهات، والعطوات، والجزء الأخر ما زال يعاني من عقدة مهارة الاتصال مع موظفيه، حتى باتت الوزارة مسرحاً للصراعات، والإضرابات جراء ما يصدره من قرارات غير مسئولة.

تمنيت من وزير إعلامنا أن يتوقف قليلاً عن الترويج للبطاقة الذكية، ويقدّم لنا مبررات واقعية لخروج وزير الأوقاف من الوزارة والذي كان يمثل أوجاع الأردنيين، وأحلامهم، وما الفائدة من إبقاء فريق اقتصادي بات عاجزاً عن إيصال الأردنيين لخط الاستقرار المعيشي؟.

رياض خلف النوافعه