المحافظات بين (صندوق التنميه) و (صندوق المعونه )



يبدو ان ما يقدمه صندوق المعونه الوطنيه للمواطن الاردني في المحافظات أكثر بكثير مما يقدمه ما سمي ب (صندوق تنمية المحافظات )...والدليل على ذلك تزايد عدد المنتفعين من الصندوق الاول ...بالمقارنه مع ندرة المنتفعين من الصندوق الثاني ...ان وجدوا ...
لا وجه للمقارنه بين أهداف الصندوق الاول ... ومن أهمها الوقوف الى جانب فئات العجزه والمسنين والمعوقين والارامل والمطلقات وزوجات المساجين والموقوفين ...وبين اهداف الصندوق الثاني...ومن اهمها تحريك عجلة الاقتصاد والتنميه في المحافظات ...وايجاد المزيد من فرص العمل لمئات العاطلين من المؤهلين وغير المؤهلين .....

ومن المؤسف ان كلا الصندوقين .....مازالا عاجزين عن تحقيق الحد الادني من الاهداف المرسومة لكل منهما .....فالاول يوزع ملايين الدنانير على اسر معظمها لا يستحق مثل هذا الدعم ....معتمدا معايير ومعلومات تفتقر الى الدقة والموضوعيه وتحتاج الى اعادة برمجه بشكل جذري ...
والنتيجه..اهدار الملايين دون مردود حقيقي لا على المجتمع ولا على الاقتصاد المحلي ....
اما الصندوق الثاني وما يتبعه من خطط تنمويه ..معظمها مازال حبرا على الورق وفي اذهان المتكسبين والمنتفعين من مثل هذه الخطط من خلال ما يتحصلون عليه من المكافات و حضور المؤتمرات التي تعقد في ارقى الفنادق .... والنتيجه ايضا اهدار الملايين دون اي مردود مجتمعي ... كما هي الحال في صندوق المعونه ...
وخلاصة القول ....اننا مازلنا نكرر نفس الاخطاء....ونرتكب نفس الخطايا بحق الوطن والمواطن ....ونمارس نفس الاساليب الشيطانيه في الضحك على الوطن والمواطن ...بحجة التنميه والتطوير ووضع الخطط الوهميه التي تسعى الى القضاء على الفقر والبطاله ....
وفي الختام فأن الحقيقه الوحيده التي لا يمكن انكارها ....ان كل ما قيل ويقال عن تنمية المحافظات مازال حلما بعيد المنال وحبرا على ورق وكلاما جميلا ...لا يسمن ولا يغني من جوع .... ولو كان لدينا تنمية حقيقيه في محافظاتنا لما كان جلالة الملك مضطرا للتأكيد على هذا الموضوع عشرات المرات ....ولما كان هذا الموضوع عابرا للحكومات السابقه والحاليه والقادمه ....بأذن الله ....