أحمد الطيب يكتب : يريدون شخصية وطنية .. إخونجية

 

أخبار البلد - انا لا اعرف ما هي المواصافات والميزات التي يمكن ان تكون بالشخصية الوطنية حتى يرضى عنها الاخوان المسلمين في الاردن ... هل شخصية زكي بني ارشيد هي شخصية مناسبة لتشكيل الحكومة القادمة ام انهم يريدون استنساخ شخصية وطنية محقونة بجينات اخوانية او ربما حمساوية لادارة شؤون البلاد .

من المفروض ان لا نعارض في سبيل المعارضة ومن الناجع جدا ان نقدم حلول منطقية وعملية للسيطرة على الفساد والبطاله والفقر ومن المهم جدا ان يعلم الاخوان المسلمين ومن يشد على ايديهم اننا لسنا تونس او مصر ولن نسمح لاحد كان على وجه الارض ان يجعلنا خبرا عاجلا على الجزيرة ..  ففي الاردن .. ترجوا الحكومات المعارضة كي تشارك بالانتخابات وتفتح حوار مع الاحزاب وتدفع وزارة الداخلية نقود لهذه الاحزاب المعارضة لتقوي نفسها وتسمح لقيادي الحركة الاسلامية بالخروج على شاشة التلفزيون الاردني مع نائب لرئيس الوزراء في بث حي ومباشر على الهواء تنتقد وتحاور وتتحدث بدون اي رتوش او قص او تلزيق للحوار وعلى الاخوان المسلمين تحديدا ان يعلموا ان هذا دليل قوة للدولة الاردنية لا دليل ضعف .

اما في تلك الدول العمل الاسلامي محظور .. وقيادي احزاب المعارضه اما بالسجون او بالمنفى .. وعندما تخرج المسيرات تبدأ الهروات بالنزول على رأس المتظاهرين ويبدأ القناصة من الشرطة بالقتل بدون تمييز .. هناك يؤمنون بقاعدة "اذا لم تكن معي فأنت ضدي "هناك قوانين طوارئ ومساجين سياسين يعدوا بالالآف.. هناك لا يرفعون الا علم بلدانهم ويتلحفون به .. هنا تجد كل الالوان ترفع وتحاول ان تبحث عن العلم الاردني وعبثا ان تجده .. هنا يوزع الشرطة ماء صحي على المتظاهرين لان حناجرهم تجف من الهتافات ... هناك تنتزع حناجرهم من مكانها .

ان المسيرات الشعبية التي انطلقت قبل شهر تقريبا والتي طالبت باقالة حكومة سمير الرفاعي كانت بعيدة كل البعد عن اي تحرك حزبي وكان هدفها الرئيسي لقمة العيش وفي الوقت الذي خرجت فيه المسيرات كانت الفعاليات الحزبية والنقابية لا تعلم عن هذه المسيرات التي فجرتها " ذيبان " وفي الجمعة الاولى لم يخرج في هذه المسيرات الاخوان المسلمين ولا الاحزاب حيث اصدر تجمع الاحزاب بيانا جاء فيه انها تقاطع المسيرات وستخرج يوم الاحد بدلا من مشاركة الفعاليات الشعبية بالمسيرات في يوم الجمعة الذي خرجت فيه اولى المسيرات قبل شهر .

لذلك فان الاحزاب السياسية والنقابات لم تمثل هذه المسيرات ولم تشارك بيوم الغضب الاردني في تلك الجمعة حيث حاولت الاحزاب الصعود على الموجه واللعب على الوتر الحساس واصبحت تطالب بإقالة حكومة سمير الرفاعي متماشية مع المطالب الشعبية .. والان وبعد ان  ُطلب من السيد معروف البخيت تشكيل حكومة جديدة وتحققت المطالب الشعبية بإقالة الحكومة لم يرق هذا الكلام للإخوان المسلمين مطالبين البخيت بالإعتذار عن تشكيل الحكومة لانه ليس شخصية وطنية حسب بيانهم .

حذاري من ان يحاول البعض المقارنة لانه سيقع بالخطأ ومن يخطئ الظن بالاردن سيندم عندما لا ينفع الندم  ..علينا اعطاء الفرصة لرئيس الوزراء معروف البخيت وعلى الاخوان المسلمين وباقي الاحزاب ان يرحبوا بالحوار معه لانه دعى الى حوار مفتوح مع كافة قوى المعارضة حتى قبل ان يشكل حكومته وعلينا ان نبتعد عن المعارضة في سبيل المعارضة .