كيماوي الرئيس


في سياق متصل للدور الوظيفي للنظام السياسي الامني الاردني , يطلق رئيس الوزراء تصريحه الذي اعلن بموجبه سعي النظام ( لحماية شعبنا من اي خطر كيماوي يتهدده ) , اثر زيارة ديمبسي رئيس الاركان الاميركي للاردن وتصريحه اثناء تفقده للقوات الاميركية الجاثمة على الارض الاردنية بأن القوات الاميركية – الدولة الداعمة والمسلحة للعدو الصهيوني – وقائدة المؤامرة على سورية , ومصر وكافة اقطار وطننا العربي , باقية في الاردن , في استباحة مرفوضة لارضنا من قبل الغالبية من ابناء شعبنا الاردني , وفي تهديد وتدخل سافر, ومكشوف , ومباشر ضد شعبنا السوري .

هذا التصريح يندرج في سياق العالم الافتراضي , والاكاذيب ,والتلفيقات التي درجت اميركا, والانظمة التابعة , ووسائل الاعلام العميلة على فبركتها , للتضليل وتزييف الوعي ,لاعطاء المبررات , والذرائع على غرار ما جرى في العراق , وليبيا الخ , التي ما عادت تنطلي على احد للتدخل ولاحداث مزيد من القتل , والدمار, واثارة الفتن , والقلاقل , والتوترات . ولتوجيه بوصلة الصراع لتصبح عربية , عربية , وليس عربية , صهيونية , كما ينبغي , في استخفاف كالعادة لمدارك شعبنا ومصالحه العليا .

65 عاما مضت والعدو الصهيوني يحتل ارضنا وينكل ويشرد شعبنا الفلسطيني ويعيث فسادا في ارجا وطننا العربي , وبرغم ذلك يقوم نظامنا السياسي بتأمين حدود آمنه له منذ عام 1969 , منذ معركة الكرامة التي اطاحت بالعمل الفدائي واقصته من الاردن , وبرغم أن العدو يواصل القمع , والتنكيل, والاعتداء ,لا يجد حتى ادانة من قبل نظامنا ومن بقية الانظمة العربية . وعلى العكس فهو يختلق كل اسباب الانخراط في المؤامرات التي تخدم المشروع الاستعماري الاميركي للمنطقة في تناسق ,وانسجام واضح ,صريح مع الذات ومع الدور المناط به .
نظامنا السياسي مأزوم بسبب الازمة الاقتصادية التي صنعها باملاء اميركي , وبسبب ارتباطه العضوي بالاقتصاد الاميركي المأزوم نتيجة لسياساته المالية القائمة على نهب الشعوب لحساب حفنة من الاثرياء الذين عاثوا فساداً بكل دول الارض , كما انه مأزوم بسبب الخطر القادم لو انتصر المشروع اميركا الذي تعمل على تنفيذه لحسابها القوى الوهابية الظلامية , ومأزوم لو انتصرت منظومة المقاومة , سورية , ايران , ورأس حربتها المقاومة اللبنانية , وتحالفها الدولي دول البريكس وفي مقدمتها , روسيا , الصين , التي تشير كل المعطيات الى نصرها الحتمي القادم , والذي سيلقي بتداعياته على نظامنا السياسي بدون ادنى شك .

سورية لم تكن يوماً ولن تكون مصدر خطر على شعبنا الاردني بل هي قوة مصطفة الى جانب القوى المعادية للعدو الصهيوني , والانخراط في المؤامرة ضدها لن يخدم سوى العدو الصهيوني , وقائدة المؤامرة على سورية , وعلى شعبنا العربي , الولايات المتحدة الاميركية , والانظمة العربية العميلة , والتحالف الطبقي الحاكم , على شكل " كُمشنات" , - عمولات - وعطايا , وتنفيعات مؤقتة لن تقيه من لحضة الحساب , على حساب مصالح شعبنا الاردني الاستراتيجية العليا الذي يرفض الاعتراف باستحقاقات سايكس بيكو ويعتبر نفسه مكونا من بلاد الشام سورية الكبري .

كيماوي الرئيس هلوسات ,و فبركة , واستخفاف – معتادة - بوعي شعبنا , تشير الى فقدان البصيرة لدى اركان المؤامرة على سورية , وعلى كل من يدور بفلكها , واستثمار من قبل اميركا لحالة فقدان الوزن للنظام , واتخاذ هذه الذريعة لاستباحة الارض الاردنية باحتلالها من قبل قوات اميركية , وغربية دون (استشارة حتى ) - لنواب الشعب - في مزيد من الاذعان ,والانتهاك للسيادة , والكرامة الاردنية , والرضوخ للابتزاز الاميركي , والرجعي العربي , من قبل - التحالف الطبقي الحاكم فاقد الوزن – , وهو انخراط سافر , بشع مرفوض في المؤامرة , وتعريض لوطننا وشعبنا لافدح المخاطر , والتبعات , ومقامرة كبرى ستلقي بتداعياتها عليه خسارة اكيدة لكل شيئ .