سماسرة تأمين السيارات يحتالون على المواطنين
أخبار البلد -
على أبواب دوائر الترخيص ووكلات شركات التأمين ينتظرون من يحمل معاملة ترخيص ، يبادرون الباحث عن شركة تأمين لسيارته بعبارات عديدة «تأمين يا أستاذ» .. «تأمين ياشيخ» .
المواطن يعتقد أنهم موظفون ، تابعون لشركات الـتأمين ، فيقتادونه إلى وكلات التأمين ويتصرفون كموظفين في هذه الوكالات ، اللافت أن مدير الوكالة لايستطيع مجادلتهم أو منعهم من الاحتيال على المواطنين ،فهم أصحاب سوابق وغالباً ما ينتمون إلى تحشدات شبابية تتجاوز العشرين شخصا في نفس المنطقة تحسبا لوقوع مشاجرات مع واحد منهم ،ليتجمعوا على أي شخص يحاول اعتراض طريقهم .
إنهم سمامسرة التأمين الموجودون أمام مراكز الترخيص ووكالات التأمين في المملكة ، يحتالون على المواطنين ويستدرجونهم ليحصدوا أموالا طائلة منهم بعيدا عن الأسعار الحقيقية لتأمين السيارات من خلال الحصول من المكاتب على فرق سعر التأمين الذي قد يصل إلى مئتي دينار في حالة التامين الشامل على السيارات و100 دينار للتأمينات الأخرى .
كاتب التحقيق توجه إلى أحد مراكز الترخيص و زار وكالة تأمين لمشاهدة الأساليب المتبعة لسماسرة التأمين وبعد دقائق من جلوسه عند وكيل شركة التأمين حضر سمسار برفقة زبون اصطاده اثناء خروجه من الترخيص وعند دخول السمسار اعطى الأوراق لموظف الـتأمين.
وقال مخاطبا وكيل التأمين « اعمله تامين ضد الغير» وجلس خلف المكتب كموظف ينتمي لهذه الوكالة ، وهو ما يوحي للزبون (الضحية) بأن السمسار موظف في وكالة التأمين ،غير أن مدير الوكالة أخبره بعدم وجود التأمين المطلوب فهو على حد تعبيره يرفض التعامل مع هؤلاء السماسرة ، لكنه لا ينكر أنه يضطر أحيانا الى التعامل معهم بسبب تهديده بالاعتداء عليه .
طريقة سماسرة التأمين في الاحتيال تتمثل بطلب سعر مرتفع من طالب التأمين يفوق السعر الحقيقي بين 20-100 دينار.وغالبا ما يقع صاحب السيارة ضحية لهم فهو معتقد أن هؤلاء يعملون في التأمين وبخاصة أنه يجد أسعارا متقاربة عند غالبيتهم .
اللافت أن جميع مدراء وكالات شركات التأمين رفضوا ذكر اسمائهم صراحة خوفاً من إنتقام السماسرة كونهم اصحاب اسباقيات ومنهم من يوقع اقامة جبرية.
خالد"اسم مستعار" يقول ، "توجهت لترخيص سيارتي وبدأت بمعاملة الترخيص واثناء ذهابي لوكلات التأمين الموجودة بجانب إدارة ترخيص السلط جاء عشريني وعرض علي المساعدة في تأمين سيارتي ، ورافقني حتى اوصلني لوكالة شركة تأمين وكان قد اخذ مني أوراق معاملة الترخيص والتأمين".
يتابع "لم تساورني اي شكوك في الشاب المرافق لي لأنه دخل على وكالة الـتأمين بثقة كبيرة واعطى الأوراق للموظف الموجود لإكمال إجراءات عقد الـتأمين الالزامي وطلب مني مبلغ 145 دينارا و قمت بدفع المبلغ وغادرت".
"كاتب التحقيق "كان موجودا في وكالة التأمين المجاورة للمكتب الذي أمن فيه خالد سيارته وسأله مدير الوكالة "بكم امّنت سيارتك" فأجاب ب145 دينارا واخبره ان القيمة الحقيقية لتأمين سيارته هو 115 دينارا وأن 30 دينارا (فرق السعر) من نصيب السمسار".
"كاتب التحقيق" حصل على "بوليصة التأمين "من خالد واتصل بالشركة الرئيسة لوكالة التأمين المصدرة للبوليصة ،واستفسر عن قيمة التأمين الحقيقية لنوع المركبة فكانت 115 دينارا ليكون الفرق 30 دينارا حصدها السمسار في أقل من خمس دقائق بطريقة غير شرعية أو قانونية .
المواطن محمد غازي تعرض لأسلوب احتيال مختلف فقد حاول احد السماسرة الاحتيال عليه بايهمامه ان سيارته عليها حوادث ،وهو ما يعني دفع رسوم "كروكة " وقيمتها 46 دينارا للحادث الواحد لأنه لم يدفعها للشركة لدى تعرض السيارة للحادث .
يقول "ذهبت لترخيص سيارتي في إدارة ترخيص السلط و عندما توجهت لوكلات التأمين الموجودة هناك عرض علي من قبل أكثر من شخص المساعدة كونهم يعملون في شركات التأمين".
يكمل "رافقني شخص عرف عن نفسه لي بأنه يعمل بوكالة تأمين وأخذ مني أوراق الترخيص وذهبنا لمكتب وكالة تأمين، أخبرته بأني أريد تأمين سيارتي ضد الغير وبعد ان قام بالتحري على جهاز الحاسوب أخبرني بأنه يوجد على سيارتي اربعة حوادث".
و يؤكد غازي" منذ عام اشتريت سيارتي ولم يحصل معي اي حادث وقام الشخص (السمسار) الذي ذهبت معه لوكالة التأمين بإعطائي ورقة مكتوب عليها تاريخ اربعة حوادث لترتفع قيمة التأمين من 120 دينارا إلى 320 دينارا".
يتابع "ان غرامة الحادث الواحد بمبلغ 46 دينارا وتسمى (فتحة كروكى) لذلك يجب علي دفع غرامات الحوادث لإستكمال معاملة التأمين".
ويشير غازي "لم اقتنع بما دار حولي من أجل معاملة التأمين و موضوع غرامة الحوادث وذهبت لوكالة تأمين أخرى وأخبرتهم بأني أريد تأمين سيارتي وقاموا بالاجراءات والاستفسار عن حوادث سيارتي فتبين انه يوجد عليها حادث قبل شرائي لها بفترة والغرامة مدفوعة وهي 46 دينارا ".
ويقول غازي "بعد ذلك اخبرت مدير وكالة التأمين بما حصل معي في الوكالة الأخرى وموضوع الغرامة والحوادث وأنهم طلبوا مني مبلغ 320 دينارا لتأمين سيارتي،فقال لي (تحمد ربك الي ما كملت معهم لأنهم هذول سمسارة نصابين)".
ويتساءل غازي "أين الرقابة من الجهات المعنية على مثل هذه الحالات وكم حالة توقع بفخهم يومياً دون رقيب او حسيب".