القانون


شعوب الدول المتحضرة تغضبُ ، تعتصمُ ، تهتفُ وجعها ، تكتبُ مطالبها وحقوقها ويحميها في كل ذلك القانون ، وشعوب الدول غير المتحضرة أيضاً تغضب وتعتصم وتهتف وجعها وتكتب مطالبها وحقوقها ويدينها في كل ذلك القانون ، هذا الفرق الصارخ بيننا وبينهم ، بين ديمقراطية حُكامنا وديمقراطية حكامهم .
حُكّـام الدول القوية يقولون ما يريدون ، ويفعلون ما يريدون وتضمن لهم الأمم المتحدة بقوانينها وأعرافها وتعليماتها وشرائعها هذه الرغبات ، بل وتدعمهم لتحقيقها لنشر المحبة والسلام ومحاربة الإرهاب ، أما حُكام الدول الضعيفة فهم الصدى للأصوات القوية ، وهم الظِلال القاتمة المشوهة لشخصيات حُكام الدول القوية ومع ذلك فإن الأمم المتحدة بكل ما تملكه من صلاحية تدينهم وتطاردهم وتفرض عليهم الغرامات والعقوبات ، هذا هو الفرق البسيط جداً بين حُكام الدول القوية وحُكام الدول الضعيفة .
عسكر الدول القوية يقتلون شعوب الدول الضعيفة ، ويحمون شعوبهم ، وقططهم وكلابهم ، يدمرون حضارة الدول الضعيفة ويحمون تمثالاً منسياً في أحد شوارع روما ، وعسكر الدول الضعيفة يقتلون شعوبهم لحماية شعوب الدول القوية ، هذا هو الفرق الموجع بين عسكرهم وعسكرنا
وزراء الدول القوية يخططون من أجل سرقة " استثمار " أموال الدول الضعيفة لحماية اقتصاد بلادهم ، ينهبون خيرات الدول الضعيفة لرفاهية شعوبهم ، أما وزراء الدول الضعيفة فيمدون يد المساعدة لوزراء الدول القوية لسرقة الشعوب بحجة التعاون المشترك للحصول على فتافيت أمول السمسرة أو السرسرة ، هذا هو فرق اللصوصية بين وزراء الدول القوية ووزراء الدول الضعيفة .
في جعبتي فروق كثيرة بيننا وبينهم ، ويستطيع القارئ أن يُضيف فروقاً أكثر وهنا تكمن مصيبتنا ، نحن شعوب الدول الضعيفة وغير المتحضرة ، إننا نعرف كل ذلك وما زلنا نلهث خلفهم ، وما زلنا نهتف بشعاراتهم ، وما زلنا نأتمر بأوامرهم ، وما زلنا صامتين عن جرائمهم ، وما زلنا نفاخر بمآثرهم ومبهورين بحضارتهم ، ولم نفكر يوماً أن نصرخ في وجوههم
" خذوا ديمقراطيتكم واتركوا لنا بدائيتنا ، اتركوا لنا بداوتنا "