عاطف عتمه

لقد حدد جلالة الملك الدكتور معروف البخيت تشكيل الحكومة لتكون مهمتها الرئيسية "اتخاذ خطوات عملية وسريعة وملموسة، لإطلاق مسيرة إصلاح سياسي حقيقي، تعكس الرؤية الملكية الإصلاحية التحديثية التطويرية الشاملة، للمضي بها خطوات واثقة على طريق تعزيز الديمقراطية، واستكمال مسيرة البناء، التي تفتح آفاق الانجاز واسعة أمام كل أبناء شعبنا الأردني، وتوفر لهم الحياة الآمنة الكريمة التي يستحقونها"..

ونقول : العاقل من اتعض بنفسه ومن غيره فالبخت الآن يقف أمام مرحلة  حرجة جدا ليست بالسهلة وليست بالصعبة ولعله استفاد من أخطاء حكومته السابقة ،وخاصة أن حكومته واجهت اتهام تزوير الانتخابات النيابية ،والإهمال في حادث تسمم مياه منشية بني حسن  ، واتهم  بالتوقيع على عقد إنشاء كازينو البحر الميت التي رتبت غرامة مالية باهظة على الخزينة، وغياب التمثيل الجغرافي لبعض المحافظات في الحكومة، وغياب مستشارين للرئيس من أولي الباع في الشؤون السياسية والإعلامية إلا من شرذمة تدعي المعرفة في كل  شيء ، وخطا البخيت في قضية سجن النائبين الإسلاميين زمن مقتل ألزرقاوي،وللإنصاف في المقابل استغنى عن نائب رئيس الوزراء رئيس الفريق الاقتصادي الذي أصر على رفع أسعار المحروقات في وقت حرج، مؤكدا على حرص الحكومة على الأمن الاجتماعي. وتم في نفس الفترة استكمال منظومة قوانين النزاهة الوطنية، مثل قانون هيئة مكافحة الفساد وقانون ديوان المظالم وقانون مكافحة غسل الأموال ، وتبنت حكومته مشروع حزمة الأمان الاجتماعي .

... وأما عن أخطاء الرفاعي فهي كثيرة ، أهمها إهمال التوزيع الجغرافي العادل للمكتسبات والتعيينات وتركزها في جماعة دبي كابيتال ، وارتفاع الأسعار وأسعار المحروقات والتضخم ، وعدم قدرة الرئيس على دفع الإسلاميين للمشاركة ،وغياب التعامل مع الإعلام المحلي وغياب إدارة الإعلام ، ولم يكن موفقا في التعيينات الإعلامية ، وعدم وجود من هم قادرون على إدارة أزمات إعلامية داخلية وخارجية كموضوع تشويش الجزيرة ، والدوائر الوهمية وخروقات العملية الانتخابية ...الوضع محرج الآن أمام البخيت فالعاقل من اتعض بغيره !