مفاوضات ومستوطنات...!


- حين يكون الحديث باللهجة الفلسطينية ""الخليلية"" فلا مكان للدبلوماسية أو المجاملة .
- محمود عباس ""أبو مازن"" إستمع جيدا وأمعن النظر ، فأنت تقف على شق من النار ، وطريق السلام بات مُغلقا كما هي العادة بآلاف الوحدات الإستيطانية ، فإلى أية مفاوضات ستذهبون ، وعن أية مفاوضات تتحدثون...؟ ، أم أن سيادتك ولن أقول سجاذتك...! ، ما تزال ترى في النتن ياهو شريك سلام...؟ إلا إن كانت مفاوضاتك مع يهود ، هي على بلاد واق الواق وليس على فلسطين ، القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية ، وحق العودة لأجيال اللاجئين الفلسطينيين ، إلى مدن آبائهم وأجدادهم ، بلداتهم وقراهم التي هُجِّروا منها ، والممتدة من الناقورة عبر صفد إلى إيليا "أم الرشراش" ، ومن أريحا إلى يافا...!
- سبق أن قُلنا وسنبقى نقول ، أن فلسطين التارخية ستعود عربية إسلامية ، ولن يبقى فيها يهود إلا من أراد من اليهود الفلسطينيين وأحفادهم ، مهما يطول الزمن أو يقصر ، وأن الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة العربية والإسلامية ، قد كسروا حاجز الخوف ولم يعُد مقبولا لتاريخك يا أبا مازن ، ولا لعُمرك وشيخوختك أن تنحني على هذا النحو المُذل ، وتسمح بتعليق فلسطين ، قدسها ومقدساتها كجارية في سوق النخاسة ، ينادي عليها جون كيري بمعسول الكلام عن السلام.
- أبو مازن ، ألا تشعر بالخزي والعار أن يهزأ بك يهود على هذا النحو ...؟ يرمون أمامك عظمة ويلتهمون اللحم الفلسطيني صافيا نقيا ، يعدونك بالإفراج عن عشرات الأبطال من الأسرى""على أهمية إطلاق سراحهم"" ، ويُعلنون عن آلاف الوحدات الإستطانية ، وبكل وقاحة وديماغوجية يقول كيري أن المستوطنات غير قانونية...!.
- أبو مازن ، كي تُبعد عن شخصك الكريم شبح التفريط ، السعي للمصلحة الخاصة والتخوين ، وحتى لا تلعنك الأجيال فإننا نؤكد من جديد ، ومن منطلق موازين القوى التي تميل بنسبة عالية جدا لمصلحة يهود شكلا ، ومن وحي أن الشعب الفلسطيني بحاجة لإلتقاط أنفاسه في هذه المرحلة ، فإن الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة سيقفون معك ، في حل يُحقق قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 ، مُتصلة مع قطاع غزة ، بدون أية مستوطنات كبُرت أم صغُرت ، وعاصمتها القدس الشرقية كما كانت عشية الرابع من حزيران 1967 ، وبضمان حق العودة، أما بغير هذا فما عليك إلا ثوب غاندي...!
- يا سيادة الرئيس ، إن حياة الإنسان على الأرض قصيرة مهما تطول ، يذهب إلى القبر فقيرا ، عاريا إلا من كفن بعشرة دنانير مهما يستحوذ من مال وعقار ""فقد تساوى في الثرى راحل غدا وماض من ألوف السنين"" ولا يبقى إلا وجه الله والعمل الصالح ، والنصر صبر ساعة إن علمت يا أبا مازن ، أن فلسطين الأرض ، الشعب والحق باقية ، وأنها ليست مأزومة بأكثر ما كانت عليه قبل هذه المفاوضات العبثية ، كما عبثية صواريخ حماس...! ، في حين أن أمريكا وإسرائيل هما المأزومتين ، وهما بحاجة مُلحة إلى ما يُسمى السلام ، في الوقت الذي بات فيه الشرق الأوسط يفتح على المجهول ، وهو ما دفع أمريكا إلى إستغلال اللحظة كي يُسيّلوا حلا لقضية فلسطين ، بأبخس ثمن وبإستعلاء على الحق الفلسطيني .
- إن من حق الطفل الفلسطيني الذي سيولد الآن ، كما الشعب الفلسطيني في كل مكان أن يعرف ويعلم كل همسة فيما يُسمى مفاوضات ، التي يجب أن تكون على الطاولة وفي شمس آب الذي نعيشه ، هذا إن إعتبرنا أن الشعب الفلسطيني موافقا على المفاضات ، مع أن لا أنت ، لا فتح ، لا حماس وبقية الفصائل مخولة بالتنازل عن شبر من أرض فلسطين التاريخية ، وعلى هذا فإن لم توافق إسرائيل ، على الدولة الفلسطينية المستقلة ، على كامل حدود الرابع من حزيران 1967 ، عاصمته القدس الشرقية ومتصلة مع غزة ، وبدون عِلِّية إستطانية ، فعليك أن تلبس ثوب غادي ، تقف أمام الإعلام العالمي وتعلن العصيان المدني أو تُغادر فلسطين ، واليكن بعد ذلك الطوفان ، إذ لن يُسخط الشعب الفلسطيني بأكثر مما هو عليه من سخط. وهو السبيل لحفظ الحق الفلسطيني ولكرامتك ، يا سيادة الرئيس