أسعار الأدوية

الأدوية والخبز هما الاستثناء الوحيد من جميع المواد التي تباع في الأسواق من حيث التسعير إذ سمحت منظمة التجارة العالمية للأردن بتسعير هاتين المادتين بسبب أهميتهما للمواطنين وخوفا من ارتفاع أسعارهما.
الخبز تدعمه الحكومة بمبالغ مالية كبيرة حتى يظل سعره منخفضا ويستطيع جميع المواطنين شراءه حتى الفقراء منهم لكن الدواء فإن أسعاره غير مدعومة ويجري تسعيره من قبل لجنة في وزارة الصحة ولا نعرف الآلية المتبعة في التسعير.
أسعار الأدوية في الأردن مرتفعة كثيرا قياسا على أسعار نفس الأدوية في بعض الدول العربية ففي العراق أسعار الأدوية أقل كثيرا من أسعارها في الأردن وكذلك في سوريا وفي مصر أما في لبنان فإن هناك أدوية أسعارها تتقارب مع أسعار الأدوية عندنا لكن هناك أدوية أسعارها أرخص من مثيلاتها في السوق الأردني.
بعض مستوردي الأدوية في الأردن لديهم قدرات كبيرة على التحكم بالأسعار لأنهم يحتكرون إستيراد أنواع مهمة من الأدوية فنجدهم عندما يريدون رفع أسعار أدويتهم في السوق لتحقيق المزيد من الأرباح نجدهم يوقفون الاستيراد إلى حين نفاد كميات الدواء إذْ هم وكلاؤه من السوق وعندما تتدخل وزارة الصحة أو مؤسسة الغذاء والدواء مع هؤلاء المستوردين لتوفير الدواء المفقود يكون الجواب بأنهم لا يستطيعون إستيراد هذه الأدوية؛ لأن أسعارها متدنية وتحقق الخسائر والسبب أن الشركات المنتجة رفعت الأسعار كما يدعون وهنا توافق وزارة الصحة أو مؤسسة الغذاء والدواء ممثلة بلجنة التسعير على رفع الأسعار؛  كي يعود المستوردون إلى إستيراد الأدوية المفقودة.
عدد من المواطنين، الذين سافروا إلى الخارج إما للسياحة أو العمل وكانوا يتناولون أنواعا معينة من الأدوية، اضطروا لشراء هذه الأدوية من الأماكن التي تواجدوا فيها وهؤلاء هم الذين نبهونا إلى فروق الأسعار لأنهم وجدوا أن نفس الأدوية التي اشتروها من الخارج أسعارها أقل كثيرا من الأدوية التي اشتروها من الأردن.
كما قلنا سابقا: فإننا لا نعرف آلية التسعير التي تتبع من قبل اللجنة الحكومية الخاصة بتسعير الأدوية لكن يبدو أن هناك حلقة مفقودة في عملية التسعير.
أحد المواطنين الذي ذهب في زيارة إلى تركيا بعث برسالة إلكترونية إلى هذه الزاوية قال فيها: إنه اضطر إلى شراء دواء من مدينة إسطنبول؛ لأن الدواء الذي يستعمله قد نفد فتفاجأ بأن سعر هذا الدواء أرخص بحوالي اثنين وعشرين بالمئة عن سعره في الأردن.
الأدوية ضرورية جدا للناس ولا يمكن الاستغناء عنها على الاطلاق؛ لأنها هي التي تشفي الأمراض بعد الله سبحانه وتعالى لذلك يجب أن تكون هذه الأدوية بمتناول الجميع وأن لا نسمح للبعض في التحكم بأسعارها لتحقيق المزيد من الأرباح.